مجلة وفاء wafaamagazine
قال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة لـ «الأنباء» إن: «الواقعية السياسية لا تبنى على ما نتمناه، وكل ما يعنينا أن نكون كلبنانيين مقدرين الأوضاع التي يمر بها لبنان وأن نأخذ زمام الأمور بأيدينا وليس ما نتوقع أن يعطينا إياه الرئيس الأميركي جو بايدن أو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أو أي رئيس آخر، والدول الشقيقة والصديقة تدعم ما يقرره لبنان ولا تفرض علينا».
وردا على سؤال أجاب وهبة: «ليست هناك مقاطعة عربية للبنان، ووسائل التواصل مازالت موجودة وكذلك الحوار مع الدول العربية الشقيقة.
وهناك ترقب لدى بعضها والخليجية بنوع خاص، لما ستنتهي إليه عملية تأليف الحكومة الجديدة وبرنامج عملها وهذه خطة عمل أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقب تفجير مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020، وهي مؤلفة من عناوين عريضة قد تساعد لبنان على الخروج من ازمته، منها محاربة الفساد ووقف الهدر في الخزينة اللبنانية وتطبيق مبدأ العقاب الذي لم يتعود عليه لبنان، وهنا يجب تأليف حكومة يستند برنامجها إلى الإصلاحات ووضع خطط مالية واقتصادية لإعادة وضع الاقتصاد على السكة الصحيحة، ناهيك عن إعادة الثقة بالقطاع المصرفي وهذه المسألة بحاجة للكثير من الصبر لأنها فقدت، وعلينا أن نعيد بناء الثقة مع الدول العربية، فعلينا تأليف حكومة توحي بالثقة وعندها سنجد الدول العربية إلى جانب لبنان».
وأضاف شربل وهبة: «الوضع اللبناني مرتبط بوضع الشرق الأوسط، فقد تأثر كثيرا بالصراع العربي – الإسرائيلي وتأثر أكثر بالحرب السورية، فنحن محكومون بالتواصل مع الدولة السورية».
ونفى وهبة حصول «هجرة ديبلوماسية من لبنان»، موضحا انه «عندما يغادر الديبلوماسيون يكون قد تم ترشيح بدلاء عنهم من قبل دولهم، والفترات التي يعمل فيها الديبلوماسيون لا تزيد على 3 أو 4 سنوات حيث من الممكن بعد هذه السنوات ان تنقلهم حكوماتهم إلى بلدان اخرى، والاهتمام الديبلوماسي بلبنان لا زال، أما إذا كانت هناك أسباب صحية تعود لتفشي «كورونا» فنحن نحترم هذا الأمر ما عدا ذلك ليست هناك أسباب أبدا».
وحول زوال الخطر من نشوب حرب إسرائيلية على لبنان قال وهبة: «لا نستطيع أن نقول زال الخطر، فإسرائيل دولة عدوة وهناك اتفاقيتان للهدنة، الأولى موقعة عام 1949، واتفاقية الحدود البرية التي رسمت عام 1923 إبان الانتداب الفرنسي والبريطاني على لبنان وفلسطين، لذلك حدودنا البرية مع فلسطين المحتلة مرسمة وواضحة وموثقة ومعترف بها لدى الأمم المتحدة منذ أن كانت عصبة الأمم في جنيف عام 1925، ولا يحق لإسرائيل أو للبنان أن يعدلا في هذه الحدود البرية، وما نقوم به حاليا هو ترسيم للحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة لتحديد المناطق الاقتصادية والحدود البحرية، ونحن أمام هدفين ترسيم الحدود البحرية وتثبيت الحدود البرية».
أما بشأن العلاقات مع الكويت فقال وهبة: من غير مجاملة نحن مع الكويت نشعر اننا نتكلم مع ذاتنا، التقدير والمحبة والعاطفة التي لمسها لبنان من الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد كانت عالية جدا، فقد كان يعتبر لبنان قطعة لها معزة في قلبه كالكويت تماما، مضيفا «أن صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد هو خير خلف لخير سلف، ولبنان بكل أطيافه، شعبا وحكومة وقيادة، يلمس محبة الكويت وعاطفتها تجاهه، شخصيا تربطني صداقة عميقة بمعالي وزير الخارجية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد، وما زلت أتواصل معه وأنتظر أن يعاد تأليف الحكومة لإعادة إطلاق التواصل مع الكويت».
وحول إمكان أن يطلب لبنان توسط الكويت لإعادة ترتيب علاقاته مع الخليج قال وهبة: «لم نصل بعد إلى أن نطرق هذا الباب، لكن ان اقتضى الأمر لِم لا.. إلا أن الباب لم يقفل بوجه لبنان لا من المملكة العربية السعودية ولا من دولة الإمارات العربية المتحدة ولا من البحرين، فقط هناك مواقف سياسية، وقلت، مرارا، لهم أسئلة عليهم أن يطرحوها على لبنان وحق لبنان عليهم أن يسمعوا جوابه.
نحن لدينا أجوبة. تكفي فقط فرصة أن نجلس معا وهذا الدور أتمنى على شقيقي وزير خارجية الكويت لو تألفت الحكومة وتمكنت من مقابلة معاليه سأطرح هذا الموضوع عليه أن تعطى للبنان فرصة إعادة طرح هواجسه وهمومه على الأشقاء العرب في الخليج العربي بالذات».