مجلة وفاء wafaamagazine
تعتبر المختبرات الخط الأول للتعرف الى جائحة كوفيد-19 وغيرها، فهي تقوم بمجموعة واسعة من الفحوص الروتينية والمتخصصة في علوم البكتيريا والفطريات والطفيليات والفيروسات اللازمة لتشخيص وعلاج الأشخاص الذين يعانون من العدوى والأمراض المعدية.
ويقدم قسم علم الأحياء الدقيقة والفيروسات Microbiology and Virology ومكافحة العدوى في إيطاليا خدمة استقصاء واستشارة سريعة ذات جودة عالية. فهو يعتبر الجبهة الأمامية الاستقصائية لأي جائحة.
وأشار المتخصص بالميكروبيولوجيا ومدير قسم المختبرات في الوحدة الصحة المحلية رقم 1 ASL1 في العاصمة روما مارشيللو ميلاندري، ردا على سؤال عن تطور العلاجات الدوائية لفيروس “كوفيد 19”: “في الوقت الحالي، لا تتوافر عصا سحرية محددة ضد الفيروس تستخدم في كل حالة”.
وقال: “حتى الآن، لا علاجات محددة. هناك تجارب مختلفة جارية، لكن لا دواء محددا لجميع الحالات، ولا تزال العلاجات محدودة الفعالية. هناك العديد من العلاجات التي تتحدث عنها وسائل الأعلام وهي في طور التجارب، وينطبق ذلك على العلاجات بالمضادات التي لا تزال تقتصر على الوقاية وهي أيضا في طور التقويم”.
وعن اللقاح الإيطالي، أجاب: “في إيطاليا مهارات وأبحاث تطبيقية وبنى تحتية مناسبة للتقدم بتحقيق اللقاح. صنع حاليا لقاح وهو في مراحله الأولى ويتم تطويره”.
ولفت الى أن “استقدام اللقاحات يخضع لعملية الترخيص الأوروبية ولا يمكن استخدام لقاحات من خارج هذه المنظومة. ويمكن استخدام اللقاح الصيني أذا أجازت له منظمة الصحة الأوروبية بذلك”.
وذكر ميلاندري بتطور التعامل مع فيروس “كورونا”، فقال: “انتشر الفيروس بداية، منذ بداية عام 2020 حتى منتصفه في بعض محافظات الشمال الإيطالي، وكان يصل لأعداد قليلة جدا في باقي المناطق الإيطالية. الانتشار في الشمال كان سريعا ولم ندركه، وقد وجه ضربة قاسية للبلاد ووضع النظام الصحي في أزمة وأمام تحد صعب. كانت مرحلة صعبة للغاية وكان علينا توفير أمكانات لم تكن متوفرة في النظام الصحي. وكان الإغلاق الصارم الشامل المقدمة لخوض معركة السيطرة على انتشار الفيروس وقدوة لبلدان أخرى. يجب التذكير أن إيطاليا كانت أول بلد أوروبي يواجه تلك المأساة دون أن تدرك. بعد فصل الصيف عام 2020 سجل تحسن ملموس في الاستعدادات وفي أداء النظام الصحي. رغم ذلك، بدت ما تسمى بالموجة الثانية أقوى من تلك التي ضربت إيطاليا في شهر آذار ونيسان”.
أضاف: “مع زيادة الانتشار السريع للعدوى في الخريف الماضي، أصبح التتبع صعبا. خصصت موارد وتقنيات جديدة لتدعيم النظام الصحي بالأفراد والتقنيات والأجهزة الطبية. كان هناك جهد تنظيمي كبير، وبذل الطاقم الصحي طاقة كبيرة. أمام المشهد الجديد اضطرت المؤسسات الصحية والمستشفيات في العديد من المناطق إلى إدخال تعديلات جذرية تتناسب مع الوباء. شمل ذلك تعزيز أقسام العناية المركزة بما يتلاءم مع الوضع الناشىء عن الجائحة. وكان من الضروري جدا في المؤسسات الصحية وضع المرضى غير المصابين في مأمن”.
وختم: “أخذ الوباء ينتشر في أنحاء البلاد، لكن المشهد اختلف عما كان في البداية، ولم نلجأ إلى الإغلاق الصارم الذي كان يشمل الأراضي، بل اتخذت إجراءات خاصة في كل منطقة، حسب ظروفها ومدى انتشار الوباء فيها. كانت التدابير تتخذ لتخفيف انتشار الوباء بانتظار حملة اللقاحات التي توقعنا أن تبدأ نهاية 2020”.
الوكالة الوطنية