الأخبار
الرئيسية / فنون / أوليغ المتنبِّئ.. الأمير الذي قتله حصانه بعد موته!

أوليغ المتنبِّئ.. الأمير الذي قتله حصانه بعد موته!

مجلة وفاء wafaamagazine

يمزج مسلسل Vikings العديد من الروايات والأساطير التاريخية مع الخطّ الدرامي، فأحياناً يخرج عن الخط التاريخي البَحت ليطوّر الخط الدرامي ويغيّر في الشخصيات التاريخية بما يتوافق مع الدراما. وحتى قصّة الأمير الروسي «أوليغ المتنبِّئ»، الذي ظهر في المسلسل عدواً لإيفار الكسيح وقُتل بشكل غريب، قد شهدت عدة اجتهادات درامية، وقصّة وفاته الحقيقيّة كانت أغرب كثيراً من مقتله في المسلسل.

يُظهِر المسلسل أنّ إيفار الكسيح قد هرب من موطنه في النرويج بعدما هزمه أخوه «بيورن آيرونسايد»، ومن خلال طريق الحرير وصل إلى كييف، حيث يحكم الأمير «أوليغ المتنبِّئ» بِيَد من حديد. أظهر المسلسل أوليغ المتنبئ باعتباره شخصاً عنيفاً لا يعرف الرحمة، تلاعَب بأخويه، وكذلك بالطفل الصغير إيغور (الحاكم الشرعي)، وكان عنيفاً معه. وفي النهاية، يتحالف الطفل إيغور مع الضيف إيفار ليستطيعا إطاحته ليحكم الأمير الصغير إيغور بسلام.

أحد مؤسسي روسيا العِظام

لا تذكر الحوليّات التاريخية مرور إيفار الكسيح على كييف بالمرّة، كما أنّ الصورة التي رسمها المسلسل عن أوليغ لم تكن صحيحة، فقد كان أوليغ حاكماً لا يُقهر بالفعل، ولكنّه كان محنّكاً، وتعتبره كثير من الأساطير الروسية أحد مؤسسي روسيا العِظام.

وفي الحقيقة، كان أوليغ وصيّاً على العرش، ويبدو من المدوّنات التاريخية أنّه حكم بالعدل إلى حدّ كبير ورفع مستوى معيشة مواطنيه، إضافةً إلى كونه لم يغتصب الحكم من الطفل الصغير إيغور.

كان أوليغ شقيق زوجة الملك روريك المؤسس الحقيقي لدولة الروس الفايكنغ، وعندما توفِّي الملك كان ابنه إيغور مولوداً في السنة الأولى من عمره. وهكذا، تسلّم أوليغ المتنبئ الوصاية على العرش. وعلى عكس ما أظهر المسلسل، فقد حفظ أوليغ المُلْكَ للطفل إيغور من القادة الآخرين الذين طمعوا في إطاحته.

لماذا لُقِّب أوليغ بـ”المتنبِّئ”

أصبح أوليغ وصياً على عرش الملك الرسمي الأمير إيغور عام 882، وكان قائد الروس الفايكنغ الذين نزحوا من النرويج، كما ظهر في المسلسل، لكنّهم استطاعوا تأسيس أمبراطورية واسعة لم يستطع الفايكنع الأصليون أن يؤسّسوا مثلها.

ومن كييف، انطلق «أوليغ المتنبئ» إلى ما هو أبعد، إلى زهرة العالم في ذلك الوقت: القسطنطينية! ومن هناك حاز لقب المتنبِّئ.

أبحَر إلى إسطنبول على متن 200 سفينة، وكان يوجد في كلّ سفينة 40 فارساً، وحاصر جيشه القسطنطينية، وكان ليو السادس الملقّب بـ»الحكيم» أمبراطور البيزنطيين في ذلك الوقت.

وعلى رغم أنّه لم ينجح في الاستيلاء على القسطنطينية، إلّا أنّ مدوّنات التاريخ الروسي تحفظ لنا أنّه استطاع فَرض شروطه على القسطنطينية ليأخذ منها اتفاقية تجارية، هي أول اتفاقية تجارية لشعوب الروس مع الإمبراطورية البيزنطية.

لكنّ قصة غزو القسطنطينية هي نفسها القصة التي خلقت له أسطورة «المتنبّئ»، فبعدما أرسل أمبراطور البيزنطيين رُسلَه إلى الأمير أوليغ للصلح، قرّر دعوته الى وليمة كبيرة مع قادته. قبل الوليمة، رفض الأمير أوليغ أن يأكل منها، وأمر قادته بعدم تناول شيء من الطعام، وحين سألوه أخبرهم أنّ الطعام مسموم.

وقد صدقت نبوءته بالفعل، فقد كان الطعام مسموماً، ومن هنا أصبح اسمه «أوليغ المتنبّئ».

قتله حصانه بعد موته!

إنّ المُثير حقاً بشأن الأمير أوليغ المتنبّئ هو قصة وفاته، فكما كانت قصة حياته/أسطورته لها علاقة بأسطورة كونه «متنبّئاً»، كذلك كانت قصة وفاته لها علاقة بنبوءة أيضاً.

كان أوليغ يحبّ حصانه بشدّة، فقد كان رفيقه في كثير من المعارك الحاسمة. لكنه لم يُعِر اهتماماً للنبوءة، وظلّ يركب فرسه. وبعد سنوات توفي الفرس، وظلّ أوليغ حيّاً بعده مدّة 4 سنوات تقريباً.

بعدها، تذكّر صديقه القديم، فسأل العرّافين: هل يجب عليّ أن أخاف منه حتى وهو ميت؟ فقالوا نعم. لكنّه لم يصدقهم، وذهب الى مكان مَدفن فرسه. وعندما وصل، خرجت أفعى كانت تعيش في جمجمة الحصان ولَدغته، وهكذا انتهت حياة أوليغ المتنبّئ.