الرئيسية / محليات / علي فضل الله: لكشف ملابسات مقتل سليم ومحاسبة المتورطين صونا لامن البلد

علي فضل الله: لكشف ملابسات مقتل سليم ومحاسبة المتورطين صونا لامن البلد

مجلة وفاء wafaamagazine

ألقى العلامة السيد علي فضل الله “حديث الجمعة” الذي استهله بالقول: “عباد الله أوصيكم وأوصي نفسي بالأخذ بهذه العبرة، حيث ورد فيها أن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى النبي داوود، أن اذهب إلى امرأة اسمها خلادة بنت أوس وبشرها أنها ستكون قرينتك في الجنة. فاستغرب النبي داوود أن تصل امرأة إلى ما وصل إليه، فذهب إليها ليخبرها ويستعلمها عما جعلها تبلغ ما بلغت، فقالت له: لا أتميز عن بقية الناس ولكن لا يصبني وجع ولا نزل بي من ضر وحاجة إلا صبرت، ولم أسأل الله كشفه عني حتى يحوله الله عني إلى العافية والسعة، ولم أطلب بها بدلا، وشكرت الله عليه وحمدته عليه، فقال داوود: فبهذا بلغت ما بلغت. إننا أحوج ما نكون إلى أن نستهدي بهدي تلك المرأة، بأن نصبر على البلاء ونرضى بقضاء الله وقدره، وأكثر من ذلك أن نشكره على بلائه. وبذلك نبلغ ما بلغت ونواجه التحديات”.

وقال: “البداية من لبنان الذي تزداد فيه وطأة الضغوط المعيشية بفعل ازدياد الأسعار على السلع والمواد الضرورية للناس، وكان آخرها الزيادات التي طرأت على سعر ربطة الخبز وعلى صفيحة البنزين، والذي أصبح من الواضح مدى تداعياته وآثاره على الصعيد الاجتماعي وعلى الاستقرار الأمني، والذي إن لم يعالج فستكرر معه المشاهد المؤلمة التي رأيناها في طرابلس والعديد من المناطق اللبنانية، يحصل هذا، فيما يشتد الصراع بين القوى السياسية المعنية بإيجاد الحلول على تقاسم المواقع، من دون أن يأخذوا في الاعتبار تداعياته على الوطن والمواطن. فكل ما يجري لم يجد الدافع لدى هذه القوى، حتى تسرع الخطى لتأليف الحكومة المنتظرة وأن تقفز فوق الخلافات والنكايات والاعتبارات والمصالح الخاصة، بعد أن أصبح واضحا أن لا حلول من دون حكومة كفوءة وبعيدة كل البعد عن كل الواقع السياسي المأزوم والصراعات الدائرة في ما بين هذه القوى”.

وكرر “الدعوة لكل القوى السياسية المعنية بتأليف الحكومة إلى الخروج من كل الأوهام التي وقفت ولا تزال تقف عائقا أمام حصول هذا التأليف. فضمان حقوق الطوائف والمذاهب وأي من المواقع السياسية لا يكون بالمطالبة بالثلث المعطل أو بالاستئثار بقرار الحكومة أو بهذه الوزارة أو تلك، بقدر ما يكون بتعزيز الوحدة الداخلية وبالتنازلات المتبادلة”.

أضاف: “نقول للجميع، إن المرحلة ليست مرحلة الحصول على المغانم وكسب الأرباح والحصول على الامتيازات أو تحقيق الطموحات، بقدر ما هي مرحلة إنقاذ بلد يتداعى وينهار. فلن تبقى هناك امتيازات أو مصالح أو طموحات إن سقط البلد أو غرق في الفوضى التي يبشر بها وأصبح رهينة القوى الدولية”.

وتابع: “إننا أكدنا ونعيد التأكيد من جديد أن الوصول إلى حلول لأزمات هذا البلد ومعاناة أبنائه لن يأتي من الخارج، بعد أن أصبح واضحا أن الخارج ليس مستعجلا على إيجاد هذه الحلول، بعيدا عن الحل التام الذي يفكر فيه للمنطقة، فهو وإن قرر أن يساعد، لن يساعد اللبنانيين إن لم يحققوا له ما يريد منهم، فالخارج لم يكن ولن يكون جمعية خيرية تعطي بالمجان، ونحن في الوقت الذي ندعو فيه إلى الحلول الجذرية لأزمات البلد التي تنقذه، ندعو للبحث الجدي عن حلول آنية للمشاكل التي يعاني منها اللبنانيون ولا سيما العائلات الفقيرة التي باتت تغطي مساحة واسعة من اللبنانيين”.

وأضاف: “على هذا الأساس، ندعو حكومة تصريف الأعمال إلى القيام بواجبها على هذا الصعيد والإسراع بما وعدت به في مساعدة ستماية ألف عائلة فقيرة من القرض المقدم من البنك الدولي، وأن تزال كل العوائق عنه مما لا يزال يعاني منه البلد من الفساد وسوء الإدارة والمحسوبيات”.

ودعا إلى التنبه “لما يقوم به العدو الصهيوني من تصاعد أعمال استباحته للأجواء اللبنانية، أو الاعتداء على سوريا من خلال هذه الأجواء كما حصل في عدوانه الأخير، مما قد يخفي مغامرة قد يقدم العدو عليها بفعل الواقع المأزوم الذي يعاني منه، وحسنا فعلت المقاومة عندما وجهت له رسالة بإسقاط طائرة مسيرة لتؤكد من خلالها أن أجواء هذا البلد كما مياهه وبحره لن تبقى مستباحة، بحيث يسرح ويمرح فيها من دون حسيب ورقيب”.

ونوه “بخطوات الجيش اللبناني التي قام ويقوم بها على هذا الصعيد، إضافة لتفكيكه خلايا داعش، وندعو الجميع إلى الوحدة وتضافر الجهود حتى لا يعود لبنان ساحة لهذه الجماعات ومسرحا لعملياتها الإرهابية”.

وتابع: “بالعودة إلى الوضع الصحي بفعل جائحة كورونا حيث لا تزال أعداد الإصابات بهذا الوباء تسجل ارتفاعا ملحوظا، ولا سيما في أعداد الوفيات، مما بات يستدعي تكافل الجهود لمواجهته، والذي أصبح واضحا أنه لن يكون إلا بتقيد المواطنين بإجراءات الوقاية واستمرار تشدد الدولة بإجراءاتها وبدعم الطاقم الصحي والاستشفائي وبالإسراع بتأمين اللقاح الكافي للمواطنين، بعد أن بات واضحا أن الاستمرار بإقفال البلد إلى ما لا نهاية، لم يعد ممكنا ومجديا في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب الذي يعاني منه المواطنون، وحيث أن الدولة لم تؤمن ما يحتاجونه كل فترة الإقفال، وهو ما يخشى إن استمر من تداعياته عليهم وعلى الاستقرار”.

وختم: “نتوقف عند عملية القتل التي تعرض لها الناشط السياسي لقمان سليم، لندعو الى ضرورة الاسراع في التحقيق القضائي لكشف ملابسات ما جرى منعا لاي تأويلات أو اجتهادات او اتهامات لا تستند إلى دليل ملموس لمعرفة حقيقة ما حصل، ومحاسبة المتورطين فيه وصيانة لامن البلد وحمايته من كل المتربصين به والساعين للعبث باستقراره ووحدته في هذه المرحلة الصعبة والخطيرة والحساسة التي يمر بها على كل الصعد”.