مجلة وفاء wafaamagazine
بعد عام على جائحة كورونا، أفادت شركة «ارنست يونغ» المتخصصة في الإستشارات العالمية، بأن قطاع الثقافة في الإتحاد الأوروبي، خسر نحو ثلث ايراداته، خلال العام الماضي، إذ تعرضت الأنشطة الثقافية والإبداعية لخسائر غير مسبوقة، ما خلا قطاع ألعاب الفيديو الذي سجلت مبيعاته ارتفاعاً وصل الى 9%. الدراسة التي كلفت بها الشركة من قبل المفوضية الأوروبية، أظهرت بأن القطاع الأكثر تضرراً كان الفنون المسرحية الذي يشمل الرقص والأوبرا والمسرح، إذ تراجعت ايرادته الى 76% مقارنة بالعام 2019. وتقدّر خسائر القطاع الثقافي الأوروبي بما يزيد عن 199 مليار يورو، أي ما يعادل ما حدث للقطاع السياحي والنقل الجوي في أوروبا. مارك ليرميت، الأمين العام لـ«رابطة الهيئات الأوروبية للمؤلفين والملحنين»، علّق على الخسائر بالقول: «العام الماضي كان مأساوياً بالنسبة إلى كل الأنشطة الإبداعية والثقافية في الاتحاد الأوروبي والعالم، فالقطاع الثقافي كان أول من أوقفت أنشطته المباشرة والتوزيعية، والأرجح أن يكون آخر قطاع يستأنفها بعد رفع قيود العزل والإقفال». يذكر أن قطاع الثقافة كان الأكثر نموّاً بين القطاعات الإنتاجية في الاتحاد الأوروبي بعد أزمة عام 2008، بمعدّل سنوي تجاوز 3% مقابل 2% للقطاعات الأخرى. وهو يوفّر أكثر من 7.6 مليون فرصة عمل. وتخلص الدراسة إلى أن الأنشطة الثقافية والإبداعية يجب أن تكون أساسية في برامج الانتعاش الأوروبي من تداعيات الجائحة، نظراً إلى دورها المحوري في اقتصادات جميع بلدان الاتحاد. الموسيقار الفرنسي المعروف جان ميشال جار قال تعليقاً على الدراسة: «من المؤسف أن نلاحظ كيف أن الثقافة كانت من أولى ضحايا هذه الأزمة في الوقت الذي نحن فيه بأشدّ الحاجة إليها للصمود في وجه تداعياتها النفسية والاجتماعية». وأضاف: «هذه الدراسة تعكس الواقع بمرارة وتسلّط الضوء على أهمية الفنون والأنشطة الإبداعية خلال الأزمات، وتبيّن بالأرقام فداحة الخسائر وتطرح الحلول لمعالجتها». وبعد تقديم هذه الدراسة أمام وسائل الإعلام، اجتمع نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس بكل من ميشال جار والمخرجة السينمائية الإسبانية إيزابيل كويتشيت، اللذين طالبا بعقد قمة طارئة لمناقشة تداعيات جائحة «كوفيد19» على قطاع الثقافة، ووضع خطة طارئة لإنقاذه ومساعدته في النهوض.
الاخبار