السبت 28 أيلول 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
البكتيريا الملوية البوابية هي عبارة عن جرثومة غَزوية تتسلّل إلى داخل المعدة وتستقرّ في غشاء المعدة المخاطي. تؤدّي هذه الجرثومة إلى نشوء إلتهاب وتدميرٍ في الخلايا التي تتواجد في غشاء المعدة المخاطي. هذه الجرثومة شائعة جداً، وهي تصيب على ما يبدو نحو 90 في المئة من البشر.
الـhelicobacter، أو البكتيريا الملوية البوابية، هي بكتيريا عادية، ولكن ما يفرّقها عن غيرها من البكتيريا أنّ بإمكانها العيش داخل مكان حمضي، أي في المعدة. ويعود ذلك لامتلاكها أنزيماً يمكّنها من الدخول إلى جدار المعدة والعيش فيه. ففي العادة، تموت البكتيريا في المعدة. وبيّنت الأبحاث التي أُجريت في السنوات الاخيرة أنّ الجرثومة الملويّة البوابية مسؤولة عن حدوث 90% – 95% من القروح التي تظهر في المعدة.
في حديث لـ«الجمهورية»، قال الدكتور إيلي شديد، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي والكبت، طبيب وأستاذ محاضر في جامعة الحكمة، إنّ «50% على الأقل من الناس في العالم لديهم هذه البكتيريا في معدتهم. وتنتقل البكتيريا عبر المياه الملوّثة. ونقدر بأنه حوالى 90% من المصابين بها قد التقطوها في عمر صغير، قبل بلوغ الـ10 سنوات حتى، من أهلهم في بعض الحالات، عبر الفم في معظم الحالات».
وأشار: «هذه البكتيريا غير مرتبطة بالتلوّث، بل بعاداتنا اليومية. هي عامةً وليدة قلة النظافة العامة، إذ تقول جميع الدراسات المرتبطة إنه في البلدان قيد التطور، نسبة الإصابة بالبكتيريا الملوية البوابية أعلى من النسبة في البلدان المتقدمة. فكلما كانت المنازل مكتظّة أكثر، تزداد نسبة التقاط البكتيريا».
العوارض
عند وجود البكتيريا الملوية البوابية في المعدة، لا تظهر على فئة كبيرة من الناس أيّ عوارض. ولكن نرى لدى الفئة الأخرى عوارض مختلفة، منها تشبه عوارض القرحة، وأخرى مثل تساقط الشعر، وتشقّق وتكسّر الأظافر، وفقر الدم، والربو والضعف.
ومن الأعراض الشائعة الأخرى: البلغم، وإنتفاخ في الجزء العلوي من البطن، والحرقة، والغازات، والتحسّس، والألم، والشبع بسرعة، وتحوّل لون الخروج إلى الأسود، واستفراغ الدم، وفقدان الشهية، وفي الحالات الصعبة قد يسبّب الماء الزرقاء (Glaucoma)، كما قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان المعدة.
التداعيات
من تداعيات التقاط البكتيريا الملوية البوابية، حسب د. شديد «زيادة احتمال الإصابة بتقرّحات المعدة، والتهابات مزمنة في المعدة، وسرطان المعدة، أو نوع من الورم اللمفاوي (MALT)».
• متى يطلب الطبيب فحص البكتيريا الملوية البوابية؟
بحسب شديد، قد يرى الطبيب حاجة إلى طلب فحص البكتيريا الملوية البوابية في الحالات التالية:
– مريض مصاب بالقرحة،
– مريض سرطان المعدة،
– مريض ورم اللمفاوي،
– إصابة أفراد عائلة المريض بمشاكل سرطان المعدة (ثمة توجيهات عالمية توصي بفحصها في هذه الحالة)،
– مريض سيأخذ دواء للوجع (مضاد للالتهاب) لفترة طويلة وعمره أكثر من 60 عاماً.
الكشف
قسم د. إيلي وسائل الكشف عن البكتيريا الملوية البوابية وتشخيصها إلى اثنين:
– وسائل غير جراحية: فحص دم أو فحص النفس أو فحص الخروج،
– وسائل جراحية: المنظار: زرع أو دراسة للخلايا: يلجأ الطبيب إلى هذه الوسيلة في حال شك في إصابة الفرد بمرض آخر (فقدان وزن، عمر متّقد، خروج أسود اللون، ألم قوي، إلخ).
العلاج
تختلف استراتيجية علاج البكتيريا الملوية البوابية من حالة إلى أخرى، بحسب مدى تأثيرها على المريض، وعمره، وتاريخه مع المضادات الحيوية، ووضعه الصحي بالإجمال، وغيرها من عوامل. تكلم شديد على:
– أدوية تخفّف الحموضة في المعدة،
– مضادات حيوية: يصف الطبيب 2 أو 3 معاً لمدة أسبوعين، بحسب تاريخ المريض في تناول المضادات الحيوية – فقد تكون البكتيريا قد نمّت القدرة على مقاومة المضاد الحيوي مع الوقت، إذ يتناول الكثير من الناس مضادات حيوية بشكل عشوائي».
وأضاف: «قد تكون هناك عوارض للمضادات (مثل اللعيان، والخروج الأسود، والكتام، إلخ). أما في حالات الحساسية على المضاد، فنبدّل المضاد الحيوي بآخر يناسب المريض».
وختم د. إيلي شديد الموضوع قائلاً: «ما من وسيلة محدّدة للوقاية من هذه البكتيريا، فنحن عادة نلتقطها في عمر صغير. الأهم هو الانتباه للنظافة».
الجمهورية