مجلة وفاء wafaamagazine
نشرت د. كارول دويك عالمة النفس الأميركية، الأستاذة في جامعة ستانفورد، والكاتبة والمحاضرة الشهيرة في مجال التفكير، عام 2006، كتابها الأكثر مبيعا الذي يحمل عنوانا من كلمة واحدة هي “عقلية” (Mindset). شرحت فيه بالتفصيل، كيف يفكر الشخص الناجح، مقارنة بغير الناجح. وأرجعت اختلاف طريقة التفكير بينهما لامتلاك كل منهما لأحد عقليتين “عقلية نامية، عقلية ثابتة”.
فأولئك الذين يقعون بشكل روتيني في فئة “العقلية الثابتة” يؤمنون بالصفات الفطرية مثل “لقد ولدت هكذا، ولا يمكن تغييري” أو يعتقدون بصحة أشياء مثل “الفشل دليل على عدم الذكاء”. أما المجموعة الأكثر ازدهارا فهم أصحاب “العقلية النامية” التي تؤمن بمعتقدات مثل “الفشل فرصة للنمو، الموهبة يمكن تطويرها، من الممكن أن تصبح أكثر ذكاء، بقدر قوة إيمانك بالقدرة على التحسن” بحسب د. دويك.
خلاصة كتاب دويك إذن أن معدل الذكاء ليس ثابتا أو نهائيا أو مسلما به، بل يمكن تعزيزه بطرق علمية تجعلنا أكثر ذكاء، عبر أنماط حياة معينة، نسرد أدناه أبرزها:
- قلل من إجهادك واعتن بنفسك
لن تستطيع التركيز وأنت جائع أو مُتعب، فلابد من تناولك الأطعمة الغنية بفيتامينات “ب” ومضادات الأكسدة، ودهون أوميغا 3، لتُزيد من ذكائك، بحسب أبحاث جامعة تمبل الأميركية ولأن “الغذاء الصحي جيد للعقل، كما هو جيد للجسم”.
لذا قلل من إجهادك وخفف التوتر ونم جيدا، فالنوم يلعب دورا مهما في مساعدتك على ترسيخ معلوماتك، حتى تتمكن من استدعائها في أي وقت. وخصص وقتا للتأكد من تلبية احتياجاتك، خذ حماما، أو اقرأ كتابا، أو دون يومياتك، وستندهش من مدى تحسن ذكائك.
- عزز العقلية النامية
تقول د. دويك “إذا كنت ممن يمتلكون عقلية ثابتة، فحاول أن تنضم لأصحاب العقلية النامية، فإنهم لا يتوقفون أبدا عن تعلم الأفكار والمهارات الجديدة. فهم مثابرون في مواجهة العقبات، ويتعلمون من أخطائهم وأخطاء الآخرين، ولديهم الدافع للعمل الجاد وتحقيق النجاح. فبذل جهد للتعلم والبقاء منفتح الذهن، سيعزز ذكاءك، ويجعلك صاحب عقلية نامية مدى الحياة”. - اقرأ المزيد من الكتب
القراءة تجعل عقلك أكثر حدة، وتفكيرك أكثر مرونة. كما توسع آفاقك وتطور أفكارك وتعلمك أشياء جديدة، وتساعدك على فهم الآخرين. فقراءة كتاب تؤدي إلى تحسين الجزء الذي يتعامل مع التفكير النقدي والتحليل في دماغك، وتساعدك على زيادة تركيزك وإثراء مفرداتك، لتصبح أكثر ذكاء.
لذا ينصح بريان ثورب، الرئيس التنفيذي لشركة “ويلزتندر” (Wealthtender)، بتحويل أوقات أداء المهام بالسيارة أو التجول في متجر البقالة، إلى فرصة للقراءة، بالاستماع إلى كتاب صوتي.
- ادمج التأمل في يومك
قلل من الأشياء التي تُعرضك للتشوش، وضع في اعتبارك دمج التأمل في يومك. فالتأمل يعطي العديد من الفوائد، بما في ذلك نمو الدماغ. كما أنه يعودك على ممارسة الجلوس وتدريب نفسك لملاحظة ما تفكر فيه، مما يساعد على التركيز واليقظة.
وبالممارسة المنتظمة، ومع مرور الوقت، سوف تبدأ في ملاحظة قدرتك على التعامل مع تحديات الحياة التي لا مفر منها بهدوء واتزان، وبشكل قد يميزك عن غيرك.
- كن نشيطا بدنيا وذهنيا
فالنشاط البدني يدفع الدم إلى الدماغ، بحسب دراسات أظهرت أن نشاط الحُصين -وهو جزء بالدماغ يلعب دورا أساسيا في التعلم والذاكرة- يتحسن عند ممارسة الرياضة، مما يعني أن ذكاءك سيحصل على دفعة على المدى الطويل، عندما تستمر في الحركة على مدار اليوم.
كذلك تحافظ الأنشطة المحفزة للعقل -مثل حل الكلمات المتقاطعة والألغاز، أو تعلم الموسيقى، أو التطوع في مدرسة أو مؤسسة اجتماعية- على نشاط عقلك. ففي دراسة لجامعة جونز هوبكنز، وجد الباحثون تحسنا بنسبة 30% في ذاكرة من مارسوا نشاطا عقليا لمدة 30 دقيقة، لمدة 5 أيام في الأسبوع.
- اضحك على مزحة
عززت دراسة أجريت عام 2014 بجامعة لوما ليندا، بولاية كاليفورنيا، النظرية القائلة إن الدعابة يمكن أن تحسن من عمل العقل بشكل عام، بعد أن لاحظ الباحثون أن من شاهدوا مقاطع فيديو مضحكة لمدة 20 دقيقة، زادت قدرتهم على التعلم بنسبة 38.5%.
وأوضح البروفيسور لي بيرك، المشارك في الدراسة، أننا عندما نضحك “يبدو الأمر كما لو أن الدماغ يحصل على تمرين يساعده على التفكير بشكل أوضح، وامتلاك أفكار أكثر فاعلية”.
- أحط نفسك بالأشخاص المناسبين
فالأشخاص الذين تقضي معهم معظم الوقت يؤثرون عليك وعلى سلوكك وأفكارك، وفي النهاية على ذكائك. لذا فإن إحاطة نفسك بمن يتمتعون بالحماس والطموح، والمتعلمين المستمرين في الانفتاح على الأفكار، قد تجعلك على نفس المنوال، وتكون مفتاحا لتطوير ذكائك. - لا تخش طلب المساعدة
الخطوة الأولى في أن تصبح أكثر ذكاء هي الاعتراف بأنك لست خبيرا في كل شيء، فلا تتردد في طلب المساعدة، فهو أحد أفضل الطرق للتعلم. - تحدّ نفسك دائما
يُعد التحدي من الطرق المؤكدة لتعزيز ذكائك، سواء كنت تتعلم شيئا جديدا أو تتحدى نفسك بسلوك طريق جديد عبر الغابات، بدلا من استخدام الطريق الممهد. إن مجرد التعود على التحدي، يجعل عقلك مستعدا بشكل أفضل لمواجهة الشدائد، ويجدد المسارات العصبية الموجودة في دماغك، ويجعل اكتساب الذكاء أسهل. - تعلم لغة أجنبية
عام 2001، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا عن مجموعة من الراهبات في الثمانينيات من العمر يدرسن اللغة الروسية. ويصف المقال كيف يمكن لتحفيز الدماغ عن طريق دراسة لغة أجنبية أن يجعلك أكثر ذكاء، ويحميك من الخرف، ويساعدك في تحسين صحتك على المدى الطويل.
