الثلاثاء 01 تشرين الأوّل 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
إذا كنت تقرأ هذا المقال وأنت جالس على المرحاض واستغرق الأمر وقتًا طويلًا، فربما يجب عليك التفكير فيما إذا كنت تتبنى أفضل وضعيّة للجلوس لإنجاز المهمة.
قد يبدو الموضوع مضحكًا لكنّه ليس تافهًا.
يقضي الشخص العادي ما يزيد على ستة أشهر من حياته على المرحاض، وينتج 145 كيلوغرامًا من البراز سنويًا، ويعني ذلك أنّ الشخص العادي في شتى أرجاء العالم يتبرز أكثر من ضعف وزنه سنويًا.
والآن بعد أن حددنا مدى ملاءمة الموضوع لطبيعة حياتنا، فلنلقي نظرة على أفضل السبل لتحقيق ذلك.
هل تقرأ وأنت جالس على المرحاض؟
إنّه صحيح بكل تأكيد، لاسيما بالنظر إلى أنّ البعض منا أفضل في أداء هذه المهمة مقارنة بآخرين.
وقد رصد فريق من الأطباء الأوروبيين العاملين في المناطق الريفيّة في أفريقيا، في منتصف القرن العشرين، وجود عدد ضئيل للغاية من مشاكل الجهاز الهضميّ بين السكان المحليين.
كما جرى رصد نفس الأمر في العديد من الدول النامية الأخرى في جميع أنحاء العالم.
واعتقدوا أن الأمر لا يرجع ببساطة إلى الإختلافات في النظام الغذائيّ، بل يتعلّق بالوقت الذي يقضيه الأشخاص في التبرّز، والأهم من ذلك، الوضع الذي اتخذوه لعمل ذلك.
يقضي الأشخاص في دول الغرب ما بين 114 و 130 ثانية في المتوسط جالسين على المرحاض في كل مرة.
بيد أنّه في العديد من الدول النامية الذي يتبنى فيها البعض وضع جلوس القرفصاء من أجل التبرّز، فإن الوقت لا يتجاوز 51 ثانية فقط، ويعتبر خبراء الصّحّة ذلك صحيًا أكثر.
ويجعل الجلوس على المرحاض قناة الشرج لدينا تتخذ زاوية 90 درجة، الأمر الذي يجعل عضلات قاع الحوض تضغط على القولون.
لهذا السبب يجد بعضنا صعوبة أثناء التبرز وهو جالس على المرحاض.
وتوجد علاقة بين صعوبة التبرز والإصابة بالبواسير والإغماء وحتى السكتات الدماغيّة.
لماذا تستخدم مراحيض الجلوس؟
يُعتقد أنّ أوّل مراحيض أساسيّة يعود تاريخها إلى حوالي 6000 عام وكانت في بلاد ما بين النهرين القديمة.
وكان لدى روما، بحلول عام 315 ميلاديًا، 144 مرحاضًا عامًا وأصبح الذهاب إلى الحمام نشاطًا اجتماعيًا.
وكُشف عن آثار مرحاض عام يعود إلى ألفي عام في جبل بالاتين في روما، كان يحتوي على أكثر من 50 حفرة جنبًا إلى جنب.
واختُرع أول مرحاض يعمل بتدفق المياه في عام 1592 ميلاديًا، بواسطة القاضي الإنجليزيّ جون هارينغتون، وأطلق على اختراعه “Ajax”.
بيد أنّ اختراع توماس كرابر، وهو سباك بريطاني، لمرحاض “U-Bend ” غير قواعد اللعبة في عام 1880.
وتميّز الإختراع بالتخلّص من الفضلات مباشرة أسفل المرحاض، ومنع الأبخرة والروائح الكريهة، وهكذا أصبح مرحاض الجلوس علامة على الحضارة الأوروبيّة. لكنها جعلت بعض الأشياء أكثر صعوبة.
مخاطر صحّيّة
يعاني الكثيرون من صعوبات أثناء عملية التبرّز، تظهر في شكل جزئي على الأسنان وتضخم الأوردة مع تسارع نبضات القلب، ربما بسبب الإمساك أو سوء الهضم أو مشاكل معويّة أخرى.
بيد أنّ العديد من الخبراء ينحون باللائمة على وضعيّة الجلوس على المراحيض الأوروبيّة التقليديّة.
ووصف ألكسندر كيرا، الأستاذ بجامعة كورنيل، في منتصف ستينيات القرن الماضي، مرحاض الجلوس بأنّه “أكثر العناصر غير المناسبة على الإطلاق”.
كما اعتقد الطبيب الشخصيّ للمغني إلفيس بريسلي أنّ النّوبة القلبيّة التي أودت بحياة “ملك الروك أند رول” كانت ناجمة عن الإجهاد أثناء عمليّة طرد براز صلب من القولون المسدود.
تعديل بسيط
إن كان لديك بالفعل عرش من البورسلين، فلا يوجد ما يدعو إلى التخلّص منه، وإليك حل سهل.
كل ما عليك فعله هو رفع ركبتيك من زاوية 90 إلى 35 درجة.
هذا من شأنه أن يساعدك على إرخاء الأمعاء، وتخفيف الاختناق عند المنحنى حيث يلتقي القولون المستقيم.
ويمكنك تحقيق ذلك عن طريق وضع قدميك على قاعدة أو، إذا كانت الحالة عاجلة ولم يكن لديك واحدة في متناول اليد، كومة من الكتب السميكة.
لذا لا تتخلّص من الكتب أو المجلات بعد قراءتها، إذ يمكن أن تكون مفيدة عمومًا.
وكالات