الرئيسية / رياضة / فرق الدوري تلتقط أنفاسها من النقطة الصفر

فرق الدوري تلتقط أنفاسها من النقطة الصفر

مجلة وفاء wafaamagazine

عادت غالبية فرق الدرجة الاولى الى التدرّب بعد فترة توقفٍ طويلة بسبب الاقفال العام. لكن طول الفترة هذه المرّة، وعدم قدرة الفرق في الاسابيع الاولى من الإقفال على “سرقة” تمرينة من هنا أو مباراة وديّة من هناك، يجعلان الوضع أصعب على المدربين، ويتركان علامة استفهام حول المستوى الفني المرتقب للاعبين والمباريات

العودة الى النقطة الصفر. هذا ما يتفق عليه مدربون كثر في أندية دوري الدرجة الاولى لكرة القدم بفعل التوقف الطويل الذي طال فرقهم بعد قرار الاقفال العام، وعدم السماح لأيٍّ كان بإجراء الحصص التدريبية.
بلا شك هم على حق، فما ان ارتفع المستوى العام بعد بداية بطيئة للدوري ومخيّبة فنياً في العديد من المباريات المفتقدة أصلاً للعنصر الاجنبي المساهم عادةً في رفع المستوى، حتى جاء الاقفال وتجميد النشاط مجدداً، فعادت الفرق مراحل عديدة الى الوراء، وبدا العديد من اللاعبين في حالة بدنية ضعيفة جداً.
ومع إقرار استئناف البطولة من جديد عبر الدورتين السداسيتين، يبرز قلقٌ كبير من العودة الى نقطة البداية، وهو ما يشعر به المدربون الذين لمسوا في اليومين الاخيرين مدى تراجع اللياقة البدنية لدى غالبية لاعبيهم، وهي مسألة يرجّح أن تنعكس سلباً على المباريات، بغض النظر عن القدرات التي ظهرت على أي فريقٍ في الفترة الاخيرة قبل التوقف، حيث سجّل بعض الفرق تحسّناً ملحوظاً.
كذلك، يبرز أمر مقلق، وهو أن عودة الفرق الى التمارين لم تكن كاملة، فهناك فرق ستبدأ بإجراء الحصص التدريبية ابتداءً من اليوم، ما يعني أنه سيكون امامها ما يقارب أسبوعين للاستعداد، وهي فترة غير كافية لالتقاط انفاسها والانطلاق من جديد. هذا في وقتٍ كان فيه بعض الفرق قد شرع في التدرّب “بالسرّ” قبل أسبوعين، وبعضها الآخر قبل أسبوع، لكن بحسب مصادرها ما قامت به ليس كافياً.
لكن الكل يريد أن تنتهي البطولة، وهي نقطة إيجابية ومساعِدة للاتحاد اللبناني الذي يجهد لعدم الغاء الموسم مهما طالت مدته، اذ إن تبعات الإلغاء للموسم الثاني على التوالي ستترك آثارها السلبية على الكرة اللبنانية مستقبلاً على مختلف الاصعدة. اما بعض الاندية التي نادت بالإلغاء في الايام الاولى من بدء التحركات الشعبية العام الماضي، فهي لا تمانع اليوم استكمال البطولة حتى لو كانت مهددة بالهبوط، فهي راضية واكثر بفعل حصولها على دفعة اخرى من مساعدة الاتحاد الدولي لنظيره اللبناني، والتي سترتفع قيمتها في موازاة ارتفاع سعر الدولار في سوق الصرف.

مدرب الصفاء محمد الدقة لا يخفي انه جمع لاعبيه في الاسبوعين الأخيرين لخوض التمارين وحتى المباريات، مبرراً هذه المسألة بحاجة الفريق إلى التجمّع والابقاء على قدرٍ ممكن من الجاهزية التي لا بدّ منها، وخصوصاً انه جهد منذ تسلمه الفريق للحاق بالفرق الاخرى، بعدما كان الصفاء واحداً من الفرق المتأخرة في الإعداد لانطلاق البطولة، وقد كان هذا الامر جليّاً من خلال النتائج السلبية والأداء الضعيف الذي سجّله بدايةً.
ويقول الدقة لـ “الأخبار”: “لكل مدربٍ أسلوبه في إعداد فريقه في هذه الفترة القصيرة، أملاً بالوصول الى نسبة 70% من الجاهزية. هناك مدربون يركزون على العامل البدني في التمارين، بينما اخترت خوض المباريات التي لعبنا البعض منها، وأعمل على خوض فريقي لمباراتين اسبوعياً”. ويضيف: “اسرع طريقة لخلق الانسجام البدني والفني والنفسي من خلال المباريات التي يمكنها ان تعيد اللاعب الى الأجواء التنافسية وتدفعه من خلال الجديّة في الأداء على الملعب الى رفع مستواه البدني، لكن كل هذا يجب ان يترافق مع حصصٍ تدريبية مناسبة ومدروسة”.
واذا كان وضع الصفاء مقبولاً لناحية الوصول الى الجاهزية المرصودة في خطة مدربه، فإن التمارين ليست كافية بالنسبة الى البعض الآخر، وهو ما يؤكده مدرب الإخاء الاهلي عاليه، فادي الكاخي، الذي يعتبر ان قرار استئناف الدوري بهذه السرعة هو قرار خاطئ، فقال لـ”الأخبار”: “كان بالامكان الانتظار أسبوعين اضافيين، لأننا لن نلعب سوى مباراة واحدة ومن بعدها سيتوقف الدوري لمدة اسبوعين افساحاً في المجال امام سفر المنتخب، ما يعني انه كان بإمكاننا ان نكسب شهراً كاملاً من التحضيرات لتنفيذ برنامجنا الاعدادي، وهو أمر مقبول بالنسبة الى أي مدرب في ظل الظروف الراهنة”.
وعن الآلية التي سيتبعها فهي “محاولة رفع الجاهزية البدنية للاعبين، اذ يمكننا فعل اكثر من ذلك، لانه لا يمكنك اصلاً ان تضمن اللاعب اللبناني في ما خصّ التزامه بالتمارين الفردية خلال فترة التوقف أو حتى اذا ما كان قد دأب على التدرّب بطريقة صحيحة وسط مراعاته لنظامه الغذائي او ما شابه”.
أما ما يبدو واضحاً فهو ان عدداً من المدربين يجمعون على أن الهدف الآن هو الإبقاء على الحياة في الملاعب، فيجب عدم النظر الى المستوى العام الذي تراجع تباعاً موسماً بعد آخر على خلفية ظروفٍ مختلفة، فبقيت الإثارة مرتبطة بما خلقته الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وما أفرزه بعض المباريات الكبيرة التي جمعت الفرق المتنافسة مناطقياً أو تلك التي تنشد دائماً الزعامة واللقب.

الأخبار