مجلة وفاء wafaamagazine
ليفربول يغرق، لا شيء على ما يرام في الأنفيلد. النادي الذي سيطر على الدوري الإنكليزي بالطول والعرض في الموسم الماضي أصبح اليوم هدفاً سهلاً للجميع، وهو ما يطرح العديد من الأسئلة. تراجع فنّي وضياعٌ إداري يؤشران إلى صيف ساخن. الفريق في حالة انهيار وقد يكون بحاجة إلى إعادة هيكلة «شاملة» إذا لم يتم تدارك الوضع سريعاً
تُوّج ليفربول نهاية الموسم الماضي بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز للمرة الأولى منذ 30 عاماً. جاء التتويج بفضل جهود الجميع من لاعبين وإداريين، وسط قيادةٍ استثنائية من قبل المدرب الألماني يورغن كلوب، الذي وظّف لاعبيه بشكلٍ مثالي لينهي الموسم بفارق 18 نقطة عن الوصيف مانشستر سيتي. تغيّر الوضع هذا الموسم، حيث خرج ليفربول من سباق المقاعد الأربعة الأولى مُبتعداً عن المتصدر مانشستر سيتي بأكثر من 22 نقطة كاملة حتى الجولة الـ 27، وهو ما يعكسُ واقع الفريق المخيّب.
خسر ليفربول يوم أمس أمام فولهام بهدف دون رد، كما خسر في الجولة التي سبقتها أمام تشيلسي بذات النتيجة. وصل ليفربول إلى الهزيمة السادسة توالياً على أرضه لأول مرة في تاريخه. يعود فوز الريدز الأخير على أنفيلد إلى 16 ديسمبر/ كانون الأول عندما انتصر على توتنهام. منذ ذلك الحين، تعادل ليفربول مع وست بروميتش ألبيون ومانشستر يونايتد وخسر أمام بيرنلي وبرايتون ومانشستر سيتي وإيفرتون وتشيلسي وأخيراً فولهام.
في مباراة تشيلسي قبل الأخيرة ظهر مؤشّر خطير، وهو بعيد عن المشاكل الفنية. فقدَ كلوب السيطرة على غرفة الملابس، وهو ما يكون عادةً بمثابة بداية النهاية لأيّ مدرب مع نادٍ يُشرف عليه. فبعد أن أشارت ساعة الأنفيلد إلى الدقيقة الـ 62، وفي ظل تأخّر الفريق أمام الضيف اللندني بهدفٍ نظيف دون تشكيل أصحاب الأرض خطورة تُذكر، قام كلوب بإخراج هدّاف الدوري محمد صلاح.
استغرب اللاعب المصري قرار المدرّب عندما رأى رقمه على اللوحة الإلكترونية. بالكاد ألقى نظرة سريعة على كلوب وهو يشقّ طريقه إلى مقعده، لكن اهتزاز الرأس الذي أعقب ذلك قال كل شيء.
في غضون دقيقتين، وصلت تغريدة من وكيل اللاعب المصري رامي عباس. لا توجد كلمات أو رموز تعبيرية، مجرد نقطة. وكأنه يقول كل شيء دون أن ينبس ببنت شفة.
استبدال صلاح أشعل مواقع التواصل الاجتماعي حينها، نظراً إلى كونه اللاعب الأكثر نشاطاً على أرض الملعب. لم يكن أداء صلاح «رائعاً»، لكنه كان بمثابة الفرصة الأفضل لعودة ليفربول إلى المباراة.
من جهته، قال كلوب إنه: «سعيد عندما يبدو الأولاد محبطين عند استبدالهم»، مشيراً إلى أنه لم ينتبه إلى ردّة فعل صلاح، كما أعاد السبب وراء استبدال اللاعب «لعدم المخاطرة به» بعد أن لاحظ الحدّة التي كان يلعب بها.
صلاح ليس اللاعب الوحيد المهدّد بالرحيل خلال فترة الانتقالات المقبلة
هذه ليست المرة الأولى التي «يُشحَن» فيها أحد الطرفين، حيث كان هناك بالفعل بعض التوتر بين المدرب واللاعب. فبالعودة إلى مقابلة صلاح مع صحيفة AS الإسبانية في ديسمبر/ كانون الأول، أعرب اللاعب المصري عن استيائه من استبعاده عن حمل شارة قيادة الفريق عندما لعب ليفربول خارج ملعبه أمام ميتييلاند في دوري أبطال أوروبا، حيث قال: «بصراحة، شعرت بخيبة أمل كبيرة، لكنه قرار المدير لذا أقبله».
ما يحصل أخيراً خلف أسوار الأنفيلد ينبئ ربما بانتهاء وقت صلاح رفقة الريدز. ليفربول يبحث بالفعل عن حلول هجومية، وربما هو يستعدّ لتعويض رحيل صلاح المحتمل خلال الصيف المقبل.
تم ربط الريدز بنجوم كثر بينهم نجم بروسيا دورتموند إيرلينغ هالاند ونجم باريس سان جيرمان كيليان مبابي، لكنّ كلوب أصدر تحذيراً حول الانتقالات في الأسبوع الماضي، حيث أوضح أن السبب الرئيسي للتأهّل إلى دوري الأبطال دائماً ما يكون مالياً، موضحاً أن اللاعبين قد لا يتشجعون للقدوم إلى الأنفيلد في حال فشل ليفربول في المشاركة في البطولة الأوروبية الأهم.
صلاح ليس الوحيد المهدّد بالرحيل خلال فترة الانتقالات المقبلة، فقد تشهد نهاية الموسم الحالي رحيل كلوب نفسه. فرغم تحقيقه بطولتَي دوري أبطال أوروبا والدوري الإنكليزي الممتاز في الموسمين الماضيين، تسبّب الانخفاض الكبير في مستوى الفريق أخيراً في إثارة شكوك البعض حول منصب كلوب كمدرب لليفربول، على الرغم من أنّ التوجّه الرسمي للنادي يقضي باستمرار المدرب الألماني في وظيفته طالما أراد ذلك.
في هذا الإطار، تحوم الشكوك حول رغبة المدرب الألماني بالبقاء. لقد حقّق كل شيء في ليفربول على مدار السنوات الست التي قضاها في الأنفيلد، إلى متى سيستمر؟
سواء أكانت لديه الرغبة في البقاء أم الرحيل مع نهاية هذا الموسم الصعب على الصعيدين المهني والشخصي، فإن الأمر متروك له. كلوب مرغوب من العديد من أندية القمة، لكنه مرغوب بشكل خاص من المنتخب الألماني للإشراف على قيادة «المانشافت».
ليس سراً أيضاً أن ليفربول يراقب عن كثب قائده السابق ومدرب فريق رينجرز الاسكتلندي حالياً ستيفن جيرارد في حال أخذت الأمور منعطفاً خطيراً مع كلوب هذا الصيف.
أثبت جيرارد قيمته الفنية كمدرب في الدوري الاسكتلندي، وهو ربما ما سيشّجع ليفربول على تعيينه في حال رحيل المدرب الألماني، نظراً إلى معرفته الوثيقة بالنادي.
لا شيء محسوماً حتى اللحظة، جميع السيناريوهات تصبّ في خانة التكهّن، وسط مؤشّراتٍ ضبابية. الواضح هو أنّ المراكز الأربعة الأولى في الدوري أصبحت بعيدة الآن عن ليفربول، وهو ما قد يدفع الإدارة للقيام بتغييراتٍ جذرية في الصيف، وخاصةً أن حامل اللقب أصبح أقرب إلى منطقة الهبوط منه إلى صدارة الجدول.
الاخبار