مجلة وفاء wafaamagazine
رغم عدم الثبات الفنّي، يمرّ مانشستر يونايتد الإنكليزي بموسمٍ هو الأفضل له في السنوات الأخيرة. وصافةٌ محلية وتألقٌ أوروبي يعكس مدى تطور النادي مقارنةً بالسنوات العجاف التي تلت اعتزال السير أليكس فيرغسون. الإدارة تعمل الآن على إعادة هيكلة في المراكز العليا بهدف تطوير الفريق وإرجاعه إلى مكانه الطبيعي، فهل تنجح في ذلك؟
بعد رحيل السير أليكس فيرغسون عن أسوار الأولد ترافورد، تواتر العديد من المدربين على العارضة الفنية لمانشستر يونايتد دون تمكّنهم من إعادة النادي إلى مكانه الطبيعي. مدربون كبار ذوو خبراتٍ مختلفة تواتروا منذ عام 2013 وحققوا نتائج متفاوتة لم ترقَ للتطلعات. لجأت الإدارة بعدها إلى تعيين أحد لاعبي الفريق السابقين بمركز المدرب، أولهم غونار سولشاير، الذي أعاد شيئاً من «هيبة» الفريق.
ساعدت الإدارة مدربها الشاب ودعمته بالعديد من اللاعبين البارزين، على رأسهم البرتغالي برونو فيرنانديز صاحب الفضل الأكبر بما يمرّ به الفريق اليوم. رغم اتساع الهوّة مع المتصدر مانشستر سيتي، سوف يساهم إنهاء يونايتد الموسم في المركز الثاني بنيل رضا الإدارة التي من المرجّح أن تدعم سولشاير بقوة في الصيف.
بعيداً عن المدرب، يسعى النادي الإنكليزي لتطوير إدارته كي يقترب أكثر من منصّات التتويج، حيث أعلن عن ترقية جون مورتوغ إلى منصب مدير كرة القدم ودارين فليتشر إلى منصب المدير الفني، وهما دوران جديدان سيعززان أهداف الفريق مستقبلاً.
برز في السنوات الأخيرة دور جديد في إدارة أندية كرة القدم، وهو مدير كرة يمتلك خلفية في اللعبة ليكون مفتاحاً في مفاوضات الانتقالات.
عادةً، على صاحب هذا الدور أن يكون لاعب كرة قدم سابقاً، حيث يبرز حالياً على الساحة المستطيلة كلّ من بيتر تشيك، إدوين فان دير سار، رالف رانجنيك، ريو فرديناند كمدراء كرة. تعيين جون مورتوغ كان مفاجئاً بعض الشيء، لكن خبرته الكبيرة جعلته يحصل على هذا المنصب.
لطالما اعتُبر مورتوغ شخصية رئيسية في أولد ترافورد. تم إحضاره إلى يونايتد من قبل ديفيد مويس عام 2013 بعد أن عمل سابقاً في الدوري الإنكليزي الممتاز، وكان مكلّفاً بتحسين الأكاديمية. برع مورتوغ في هذا الصدد، حيث لعب دوراً محورياً في تبنّي نهجاً عالمياً أكثر توسعية لتوظيف اللاعبين الشباب، كما كان جزءاً لا يتجزأ من إنشاء فريق السيدات عام 2018.
وبالتالي، بينما قام يونايتد بتقييم عدد من المرشحين للحصول على المنصب الجديد، تم اعتبار مورتوغ الخيار الأفضل لدور «مدير كرة القدم» نظراً لمعرفته الواسعة بالنادي.
سيكون لدى جون القيادة والمسؤولية الشاملة للعمليات والاستراتيجية في جميع وظائف كرة القدم، كما سيعزز العمل عن كثب مع سولشاير وبقية الطاقم الفنّي والإداري لتحقيق نجاح مستدام على أرض الملعب.
بصفته مديراً لكرة القدم، سيعمل جون يومياً مع أولي لمواءمة التوظيف والاستراتيجيات الأخرى ولضمان حصول الفريق الأول على أفضل دعم تشغيلي يحتاجه لتحقيق النجاح. سيواصل سولشاير دوره في عملية التوظيف مدعوماً بوظائف استكشافية وتحليلات بيانات واسعة النطاق، كما سيقدّم مات جادج تقاريره إلى جون، مع لقب جديد هو مدير مفاوضات كرة القدم.
سيتولّى مورتوغ القيادة الشاملة والمسؤولية عن العمليات والاستراتيجية عبر فرق الرجال والنساء في يونايتد، فضلاً عن الأكاديمية، وهو شيء يجيده بالفعل.
سبق وأن التقى مورتوغ بأليكسيس سانشيز في مطار مانشستر قبل توقيعه عام 2018 كما قاد أليكس تيليس إلى المجمع التدريبي في يونايتد لإقناعه بالقدوم. إضافةً إلى ذلك، أشرف مورتوغ على التعاقد مع الفتى الواعد هانيبال مجبري بقيمة 10 ملايين يورو في مباراة يونايتد الودية لعام 2019 مع كريستيانسوند في النرويج.
ولأنّ مركز الإدارة الرياضية ليس بالشيء السهل، سيعمل دارين فليتشر بشكلٍ وثيق مع جون لإضافة المدخلات الفنية والتوجيه في جميع مجالات كرة القدم والأداء، وسيركز على نهج منسّق وطويل الأمد لتطوير اللاعبين والتشكيلة ما يساعد في الحفاظ على الرابط المتكامل بين الأكاديمية والفريق الأول.
سيكون فليتشر الآن مسؤولاً عن الصفقات الجديدة المحتملة من منظور رياضي وتقني، بعد أن كان أحد محللي المباريات في طاقم المدرب سولشاير.
التغييرات الإدارية الجديدة هي نتاج اقتراحات قدّمت على مدار السنوات الماضية، غير أنها لم تعرف طريق التنفيذ حينها.
من المفهوم أن المدرب السابق جوزيه مورينيو لم يكن يريد أشخاصاً يقومون بتقويض سلطته، ولكن بمجرد تعيين سولشاير عام 2018، دعم تماماً خطط النادي لإصلاح هيكل إدارته.
مع الوقت، أظهرت السياسة الجديدة فعاليتها. لم يعد يونايتد يستهدف نجوماً باهظي الثمن، حيث توجّه التركيز الآن على التعاقد مع لاعبين شباب يتمتعون بإمكانيات هائلة.
استراتيجية ناجحة ساعدت الفريق على الاقتراب أكثر فأكثر من قمة جدول الدوري الممتاز على مدار العامين الماضيين، والأمل الآن ينصبّ على مورتوغ وفليتشر لإعادة اللقب إلى خزائن النادي.
وفي هذا الصدد، قال نائب الرئيس التنفيذي لمانشستر يونايتد إد وودوارد: «هذه تعيينات مهمة للغاية تعزّز التقدم الذي أحرزناه كنادٍ في السنوات الأخيرة في سعينا الدؤوب لتحقيق النجاح. لقد قطعنا بالفعل خطوات كبيرة إلى الأمام في الطريقة التي ندير بها عمليات كرة القدم لدينا، والفوائد واضحة في عودة ظهور مواهب الأكاديمية إلى الفريق الأول». ثم أضاف: «يسعدني قبول جون ودارين لهذه الأدوار، وأتطلع إلى المساهمة التي سيقدّموها جنباً إلى جنب مع أولي وبقية الموظفين، بينما نبني نحو النجاح في المستقبل».
يعدّ سوق الانتقالات مجالاً صعباً للغاية خاصةً بعد التغييرات الحاصلة جراء تداعيات فيروس كورونا، ولكن مع التعيينات الجديدة، اتخذ مانشستر يونايتد خطوة مهمّة إلى الأمام في رحلة البحث عن اللقب الضائع.
الأخبار