مجلة وفاء wafaamagazine
اعتبر العلامة السيد علي فضل الله ، في درس التفسير القرآني، “أننا دخلنا في المرحلة الأشد خطورة والأكثر تعقيدا على المستوى الاقتصادي والمعيشي والسياسي، وإن كان هناك من يجزم بأننا لا زلنا في بدايتها، وأن البلد مقبل على سقوط رهيب من دون أن يلمس الناس أي نوع من أنواع المصارحة من السياسيين والمسؤولين عن أسباب هذه الكارثة وكيفية الخروج منها، فهل ما يحدث ناتج عن ضغوط خارجية لا طاقة للبنان على تحملها، أم ثمرة اللعبة السياسية المدمرة التي تمارسها القيادات السياسية في مواجهة بعضها البعض أو بفعل السياسات المالية التي ابتلعت أموال المواطنين والدولة لحساب المتواطئين من كبار رجال السياسة والمال ما أدى إلى نفاد المدخرات المالية في المصرف المركزي”.
وقال: “ومن المثير للحزن، أنه رغم كل هذه المأساة اللبنانية لا تلوح في الأفق أية مبادرة، بل تستمر ممارسة سياسة عض الأصابع بين الأطراف السياسية، في حين أجساد اللبنانيين وأرواحهم باتت مهددة بغول المجاعة، فلا نشهد حالة استنفار سياسي وإعلان حالة طوارئ سياسية ــ مالية للتخفيف من ثقل الجوع عن كاهل اللبنانيين الذين لا تسمع صرخاتهم في الداخل والخارج في ظل تعنت القوى المعنية بتشكيل الحكومة وعنادها ورفع سقوفها السياسية وهي التي لا تحسن سوى رمي الاتهامات على بعضها البعض”.
وتابع: إنني أخشى من أن تكون الإجراءات الأخيرة للاستدانة من البنك الدولي أو التشريعات المتصلة بالحاجات الضرورية والماسة للبنانيين، هي البداية للقول باننا دخلنا في قائمة البلدان الفاشلة، وأن ما ينتظرنا هو المزيد من الاستجداء لاستمرار العيش تحت حافة الفقر والجوع والعتمة”.
وتابع: “لعل الأخطر من ذلك، هو أن يتعايش اللبنانيون مع هذا الوضع القائم ومع الموت جوعا ومع الاستمرار في الغرق، بدلا من أن يخرجوا من متاهاتهم الطائفية والمذهبية وينزلوا جميعهم إلى الشارع نزول المصمم على التغيير وعلى إخراج البلد من سجن السياسيين الذين يصرون على التعامل معه كرهينة، بعدما ضاقت أمامهم الخيارات التي تتصل بمصالحهم الذاتية فقرروا أن يرهنوا مصير البلد بمصيرهم”.
وختم: ” لا نريد أن نفقد الأمل، ولا نزال نراهن على أن تتحرك بعض الضمائر وأن يتحلى البعض ممن في مواقع السلطة بشيء من الوطنية والكرامة والأخلاق لتخفيف وطأة السقوط والحد من الانهيار”.