مجلة وفاء wafaamagazine
لمناسبة عيد الأم كتبت الإعلامية وفاء بيضون
الأم مفردة لمعنًى جوهره ثمين وعظيم جدًا ، مصطلح منشؤه ومبعثه يتأتّى من المشاعر والأحاسيس الضاربة جذورها عميقًا في باطن الفطرة الإنسانية.
ومن أهم تلك التجليات الفطرية هي نفحات العطاء والمحبة وشذرات الدفء والحنين؛ نعم هو عطاء دون مقابل ، ومحبة بلا مبادلة أو ثمن، ودفء يبعث في الأحضان ألوان الأمان والسعادة، أما الحنين فهم كوتر موسيقي مرهف يعزف أجمل الألحان وأعذبها..
هذا بعض من جوهر الأمّ، مؤنس الروح وملهم النفس راحتها والسكينة..
للأم دور في صيرورة الحياة وبصمة في كتاب بقائها واستمرارها..
هي الحاضنة والمربية، هي المدرسة الأولى التي منها يبدأ النطق بالحرف، والتي أُوكل إليها مهمة تنشئة الأجيال..
الأم رمز الكفاح وعنوان الصبر والثبات في مواجهة تقلبات الزمن وغدر الأيام، وهي بلسم الحياة ومختصر الحكاية بشؤونها وشجونها وكل فصولها..
الأم رسولة السماء من غير وحي، أرسلها الله لتهب العالمين البسمة والحلم والأمل؛ وهي الشاعرة والأديبة والفنانة، العالمة والباحثة والمفكرة، بل هي الكادحة الناضحة بالعبقرية والإبداع والخلق والتجديد..
الأم هي الوجود ولولاها لكان عدمًا، وهي السر، سرّ الصانع الذي نبحث عن سر جماله في ذاتها، وكل يوم نكتشف مزيدًا من حكمته وعظيم نعمته..
هي أيقونة الحياة ونبضها، تتوالى فضائلها مع الأجيال وتتعالى نسائمها في أرجاء الجنّات..