الرئيسية / آخر الأخبار / شريفة: الواقع المأزوم يتطلب قرارات جريئة وتاريخية

شريفة: الواقع المأزوم يتطلب قرارات جريئة وتاريخية

مجلة وفاء wafaamagazine

اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة خلال خطبة الجمعة في مسجد الصفا في بيروت، أن “الواقع المأزوم الذي تمر به البلاد، يتطلب قرارات جريئة وتاريخية من المسؤولين، فالأزمة السياسية التي انعكست سلبا على العملة الوطنية وتردى بعد ذلك الوضع المعيشي، والنتيجة إحكام قبضة البؤس على رقبة المواطن الذي لا حول له ولا قوة ، الا ان ينظر الى وطنه المتلاشي أمام عينيه”.

وسأل: “لماذا إضاعة الفرص والامعان في الدخول في لعبة المحاصصة وذبح البلد بسكين الثلث المعطل في وقت بات كل شيء فيه معطلا، بدءا من سعر صرف الدولار بتجاوزه المعقول وليس انتهاءا بالسلع الأساسية من أدوية وحليب الأطفال التي اصبح الحصول عليها من الطموحات، وبات تكرر مشاهد المواطنين يقفون في طوابير الذل لشراء سلعة مدعومة، وباتت إشكالات التنازع على كيس حليب او سكر مشهدا يوميا، فهل يعقل ان تصل الأمور الى ما وصلت اليه، والسياسيون غارقون بالاختلاف على جنس الملائكة، مع انهم يعلمون أن التاريخ لم يرحم ولن يرحم، كما ان الشارع لا يرحم والانفجار الاجتماعي ينذر بعواقب وخيمة، لتنطلق عجلة التشكيل التي تأخرت كثيرا وباتت مكلفة ايضا كثيرا، لتستعيد الدولة دورها داخليا وخارجيا لتأمين دعم المجتمع الدولي والبدء بتحقيق الإصلاحات المنشودة، من خطة تنهض بالاقتصاد الوطني وتوفر العدالة الاجتماعية والرعاية الصحية”.

وشدد على أن “لبنان بلد صغير تنعدم فيه مقومات الاكتفاء الذاتي، ولا يمكنه ان ينعزل عن محيطه”، وقال: “اننا نقدر ونثمن الخطوة التي قامت بها دمشق أمس بدعم لبنان بالاوكسجين، وهي تشكل رسالة عملية إلى ما يمكن القيام ان يقوم به لبنان على مستويات عدة، من أجل تخفيف حدة الأزمات صحيا واقتصاديا، واننا نعول على دعم الاشقاء العرب كلهم الذين وقفوا الى جانب لبنان في أيامه الصعبة وفي مساعدته ورفع اثار العدوان عنه، خصوصا وان لبنان بلد التلاقي والحوار وسيبقى بلد التلاقى والحوار”.

أضاف: “هناك من يتذرع أو يتهرب تحت حجج لا تبررها أي ضغوطات خارجية او داخلية، أننا جميعا اليوم مسؤولون وندعو اللبنانيين إلى المزيد من الوعي والتكاتف لاجل مصالحنا الوطنية العليا، ولأجل مستقبل أبنائنا وأيضا لاجل حماية وطننا وحفظا لدماء شهدائنا الذين ضحوا في سبيل بقاء وحماية وعزة هذا الوطن”.

وختم: “ان المراهنات على المساعدات الخارجية لا تعفينا من مسؤولياتنا تجاه الإصلاحات ووقف الهدر والفساد لاستعادة الثقة بوطننا، الحل بيدنا نحن اللبنانيين، فلا تغلقوا نوافذ الامل، لبنان وشعبه عانى الكثير الكثير، رأفة بالبلاد والعباد وليتحمل كل طرف مسؤولياته امام اللبنانيين وامام التاريخ والوطن”.