الثلاثاء 08 تشرين الأول 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
احتفلت القوات اللبنانية في كندا وأميركا الشمالية بالقداس السنوي لراحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانية برعاية رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب ستريدا جعجع وحضورهما.
ترأس الذبيحة الإلهية راعي أبرشية كندا المارونية المطران بول-مروان تابت وعاونه الأب شربل جعجع والأب إيلي ديراني. بعد الرسالة التي قرأها الأمين المساعد لشؤون الانتشار مارون سويدي وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، قال المطران تابت في عظته: “حضرة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والسيدة عقيلته النائب ستريدا جعجع، نرحب بكم أحر الترحيب في أبرشية مار مارون في كندا، أنتم وصحبكم الكريم من نواب ومنسقين وكوادر وقيمين على شؤون حزبكم ومناصريكم في كندا والولايات المتحدة”.
أضاف: “نتشارك اليوم في قداسنا هذا الذي نقدمه معكم لراحة نفوس شهداء القوات اللبنانية، ونرفع الدعاء لكم بالتوفيق والنجاح في مداولاتكم حول تفعيل الأداء الحركي وان تكونوا قد خَلُصتم في مؤتمركم في كندا الى توصيات فيها النفع العميم للقضية اللبنانية وتعزيز الإلفة والوئام في العائلة المسيحية وفي الوطن”.
وتابع: “نصلي أيضًا سوية لترفع الغمة عن لبنان وتزول الظلامة من فوقه وتهدأ النفوس وتنعم بفضاوة البال وتتعزز الثقة بالحال والمآل ويستقيم ميزان العدل فيه. كما نصلي لتبقى الحرية مدماك كيانه وعلة وجوده وفرادة هويته.وندعو لك دكتور سمير وللسيدة ستريدا أن تظللكما العناية الإلهية وتسدد خطاكما لمتابعة تعميق المصالحات والمسامحة والغفران. وليكن لك كما دائما الجرأة في الثبات على الحق والعقل الراجح في المسالمة والإرادة الواعية في البناء والمشاركة الفعالة في متابعة ترسيخ الدولة والمساهمة في الحفاظ على الجمهورية القوية، وليبقى قلبك كما عهدناك مفعما بالإيمان المسيحي العميق عضاضة رجاء أجدادنا وصمودهم في المحن والتجارب عبر العصور”.
وأردف: “أحبائي، في هذا الأحد الرابع من زمن الصليب، المعروف بزمن النهايات، يدعونا بولس الرسول الى أن نشجع بعضنا البعض وان نكون ابناء النهار لا أبناء الظلمة والليل. وفي الإنجيل يعطي يسوع مثل العبد الذي خالف مشيئة سيده فكان له العقاب المستحق. كان السؤال واضحا:”مَن هو العبد الأمين الحكيم الذي أقامه سيده على أهل بيته؟” الوكيل الأمين هو كل مسؤول. في العائلة، الموكِّل هو الله والوكلاء هم الأزواج. في الكنيسة، الموكّل هو المسيح والوكلاء هم الرؤساء الكنسيون. في الدولة، الموكِّل هو الشعب والوكلاء هم ممثلوه في الندوة البرلمانية والسلطة. وعلى الوكيل أن يتحلى بميزتين: الأمان وهي صفة الوكيل المحب، الذي عليه أن يفيد وهو يخدم بأمانة. الأمانة خلال الوقت المعطى له في هذه الدنيا. والحكمة هي فضيلة تتصف بفطنة التصرف، وهي من مواهب الروح القدس وتعني النظر الى الأمور والتعاطي معها من منظار الله وعلى ضوء تعاليمه”.
وأشار تابت إلى أنّ “المثل يحذر من التجاوزات في ممارسة السلطة، ومنها عقدة استصغار الآخرين والزملاء ورفض الحوار. يقول مار بطرس موجها في هذا الإطار:”إحرسوا قطيع الله لا رغبة في مكسب خسيس بل لما فيكم من الحمية. لا تتسلطوا بل كونوا قدوة للقطيع”. والمسيح أيضا له تعليم في هذا الموضوع نقرأه في إنجيل مرقس، فيقول:” تعلمون أن الذين يعدون رؤساء الأمم يسودونها ويتسلطون عليها. فلا يكن هذا فيكم، بل من أراد أن يكون كبيرا فيكم فليكن لكم خادما. ومن أراد أن يكون الأول فيكم، فليكن لكم خادما”.
وتابع: “فإذا كان هؤلاء الوكلاء لا يدرون ان الثابت الوحيد هو انه هناك آخرة يتصرفون وكأنهم مغفلون. ان المسيح سيأتي ليدين وعلينا أن نعلم أن غياب الله، ليس في الواقع إلا تغييبا له مرتكزا على إدعاء الانسان أنه بعلمه وسيطرته على الطاقات الكونية يستطيع أن يستغني عن الخالق والمخلص: فبعلمه “يكون” الكون وبعلمه يخلص الانسان، فينصب نفسه محورا كونيا إذ يصبح الله في نظره باطلا. ولكن فلننظر. أي تكوين هو ذلك الذي يبنيه هذا الوكيل على حساب كرامة الانسان اليوم؟ أي خلاص هو ذلك الذي يفرضه بالحديد والنار؟”.
دير مار أنطونيوس
كما زار رئيس حزب القوات اللبنانية والنائبة ستريدا جعجع والوفد المرافق دير مار أنطونيوس الكبير للرهبنة اللبنانية في مونتريال حيث كان في استقباله رئيس الدير الأب مروان عيسى وجمهور الدير.
استهلت الزيارة بصلاة في كنيسة الدير ثم انتقل الجميع الى كابيلا ذخائر القديسين اللبنانيين شربل، رفقا، الحرديني والأخ اسطفان، حيث أضاء جعجع شمعة على نية السلام في لبنان ودون في السجل الذهبي للدير ما يلي:”دير مار أنطونيوس الكبير، فعلا أنطونيوس الكبير، في وطن كبير ولو كان يعاني في الوقت الحاضر. ان كل دير من أديارنا، إلى جانب كونه منارة روحية، هو ممثل لوطننا في ديار الانتشار. ان الرهبانية اللبنانية متجذرة في أرض وطننا، وهي تنقله معها الى حيث يذهب رسلها. شكرا للأب العام، شكرا لرئيس وجمهور هذا الدير، أقصى تمنياتنا أن يصلوا دائما على نيتنا لكي يلهمنا الله على كل خير”.
بدورها شكرت النائبة جعجع رئيس الدير والآباء، متوجهة لهم بالقول:” لولا قديسينا في لبنان لما بقينا واقفين وصامدين في سبيل خدمة الوطن”.
ثم توجه الجميع الى صالة الدير الكبرى حيث أولم رئيس الدير الأب عيسى على شرف جعجع وزوجته والوفد المرافق. وبعد مباركة الطعام، ألقى كلمة قال فيها:” باسم الأب العام نعمة الله هاشم المحترم الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية، وباسم عائلة دير مار أنطونيوس الكبير في كندا بشقيّها الرهباني والعلماني، الحاضرين معنا اليوم والغائبين. نرحب بكم غي ديركم ورهبانيتكم ونرحب ترحيبا خاصا بسعادة النائبة ستريدا جعجع في ديرها ورهبانيتها”.
وتابع الأب عيسى:”نرحب بحزب القوات اللبنانية المنتشر والمقيم وبكل الوفد المرافق والـmtv وبكل الموجودين حول هذه المائدة الذين هم عينة ونخبة من الأشخاص مثل أفضالكم، عاشوا إيمانهم وناضلوا ضد الشر كل واحد على طريقته، ودافعوا عن الانسان وعن كنيستهم ووطنهم مع الرهبانية وبالرهبانية وعن الرهبانية بالوطن وخارجه”.
وختم عيسى:”نشكر الله عليكم، نشكر أمه العذراء، نشكر القديسين، ونطلب لكم الصحة والعافية والازدهار للعالم أجمع ولوطننا السلام، فأهلا وسهلا بكم”.
بدوره، قال جعجع:” إن وجودنا هنا هو شرف كبير لنا وليس عاديا أو طبيعيا لأنه لطالما تميزت الرهبانية اللبنانية بحياة غير عادية وما فوق الطبيعة والعادة. نحن مسرورون بوجودنا هنا ونستمد منكم ومن هذا الدير البعد الآخر الذي نحن بأمس الحاجة إليه”.
أضاف:”نحن أبناء الكنيسة ونعتبر هذه الزيارة واجب وحتى شخصية، لذا أتمنى عليكم أن تصلوا على نيتنا بشكل مستمر، فالوضع في لبنان صعب وبحاجة الى تدخل ما فوق الطبيعي لنخرج من الأزمة”، مشيرا الى ان “ربنا يحتاج الى عمال ليعمل من خلالهم ونحن سنواصل جهودنا وبدعاكم بإذن الله سنصل الى ما نريده لوطننا”.
وختم :”صحيح ان الوضع في لبنان صعب ولكنه ليس مستحيلا، سنتعاون معكم لتعطونا أسلحة إيمانية لتحقيق خرق ما في جدار الأزمة لنصل الى لبنان الذي نريد”.
وطنيّة