مجلة وفاء wafaamagazine
أكد مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو، في تصريح، “ان اعظم يوم في حياة المسلمين هو اليوم الذي أنزل فيه القرآن على قلب محمد صلى الله عليه وسلم لينقل الإنسان من الجاهلية المتخلفة العمياء الى دستور اخلاقي وإنساني متحضر”.
وقال: “الحضارة في المفهوم الاسلامي هي الاخلاق، هي صناعة إنسان جديد يتحرر من عبادة الاوثان والاصنام الى عبادة خالق الإنسان وخالق هذا الكون الكبير ومعرفة اسرار الوجود من خلال قراءة كتاب هذا الكون بما فيه من معجزات وروائع… والإيمان القائم على معرفة علمية وعقلية تشهد بعظمة هذا الخالق. “إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب – الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار”.
وأضاف: “القرآن الكريم يدعونا لأن نعمل عقولنا في معرفة أسرار هذا الوجود، وهذه الدعوة قائمة منذ أن خلق الإنسان الى يومنا هذا. في كل يوم هناك آيه تذكرنا بالله، لتجدد إيماننا به جل جلالة، وها هي الكورونا التي اجتاحت العالم كله وعجز العلم عن معرفة سر هذه الجرثومة الصغيرة التي لا ترى بالعين المجرده، ويتسابق العلماء على اكتشاف دواء لها ينقذ البشر من الموت الجماعي بالملايين لمجرد أن تتمكن هذه الجرثومة من مهاجمة هذا المجتمع او ذاك.. صحيح أن القرآن هو دستور المسلمين المؤمنين بالله، وهم المطالبون بتطبيق مبادئه وقيمة واخلاقة، ولكن القرآن ضمن آياته كلاما يخص البشرية جمعاء، ليرشد من آمن الى الحب والخير والإيثار ومعاملة الانسان لأخية الانسان حسب الدستور الاخلاقي الذي أنزل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم”.
وتابع: “يقول الله عز وجل “يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له، إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له، وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه، ضعف الطالب والمطلوب”. أمام اسرار الطبيعة وما يصاب الانسان من بلاء واختبار وامراض خطيرة وحديث القرآن عن ذلك لدليل على أن القرآن يخاطب العقل البشري حتى يهتدي بهدي الله و تعاليمه العظيمه”.
واردف: “يقول الله عز وجل “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه…”، وقال: “تعداد المسلمين في العالم كبير جدا، وكثير منهم يدعون الايمان بالله والرسول والقرآن، ويعملون عكس ما يدعون. هناك فريق يدعي الاسلام ويقتل المسلمين باسم الاسلام. يدمر العالم العربي والاسلامي باسم الاسلام والاسلام منه براء. هناك قاعدة اساس في تعريف من هو المسلم الحق يقول الله عز وجل: “محمد رسول الله، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم، تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا، سيماهم في وجوههم من أثر السجود”. هذه صفات المؤمنين برسالة النبي صل الله عليه وسلم وأهمها أشداء على الكفار رحماء بينهم”.
وختم: “فاذا رأيت انسان يدعي الاسلام و يعمل على ايذاء المسلمين ويتحالف مع الكفار ضدهم، ويبالغ في القتل والذبح والاعتداء عليهم، فهذا النوع من الناس لا صلة له بالإسلام ولا بأخلاق الإسلام بل هو عدو الله ورسوله. “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا، ودوا ما عنتم، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، قد بينا لكم الآيات، إن كنتم تعقلون”.