مجلة وفاء wafaamagazine
نشرت وزارة الصحة العامة، بالتعاون مع برنامج التيقظ الدوائي في الجامعة اللبنانية، تقريراً ملخصاً للأحداث السلبية (عوارض جانبية) التي أعقبت عمليات التطعيم (AEFIs) بلقاح «فايزر-بايونتك» المضاد لفيروس كورونا في لبنان؛ وذلك بين الفترة الممتدة من 14 شباط 2021 و31 آذار 2021.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية WHO، الـ(AEFIs) هو أي حدث طبي غير مرغوب فيه، يتبع عملية التلقيح، وليس له بالضرورة علاقة سببية مع اللقاح. فما الذي جاء في التقرير؟ ما هي أبرز العوارض الجانبية؟ وما الذي تقوله الدراسة لنا عن اللقاح؟
في الفترة الممتدة بين 14 شباط و31 آذار 2021، تم تقديم ما مجموعه 203866 جرعة من لقاح «فايزر-بايونتك». ومن غير الواضح في التقرير، ان كان كل الأفراد قد أخذوا جرعتي اللقاح أو جرعة واحدة.
من بين هؤلاء، تم استلام 705 تقارير حالات، و1344 تعريفاً ضاراً مرتبطة بأحداث سلبية أعقبت عملية التلقيح (يمكن للشخص الواحد أن يكون قد حصل معه أكثر من عارض).
ما يعني 3.5 تقرير حالة (أفراد) أو 6.6 عوارض جانبية لكل 1000 جرعة يتم تلقيها.
من أصل 705 تقارير حالة لأفراد:
– 663 حالة كانت غير خطيرة (94%).
– 31 حالة احتاجت متابعة طبية (4.4%)، منها 4 حالات استدعت تدخلاً طبياً (0.6%).
– 11 حالة كانت خطيرة (1.6%) استدعت دخول المستشفى، توفّي منهم 5 أشخاص.
وكانت الأعراض الخمسة الأكثر شيوعاً، هي:
الألم العام (31.7%)
قشعريرة (21.9%)
ألم موضع الحقن (17.1%)
الصداع (16.6%)
الحمى (14.6%)
الحالات الـ31 التي استوجبت متابعة طبية ومراجعة دقيقة:
– الأثر الجانبي الأكثر شيوعاً كان الطفح الجلدي (32.3%).
– ارتفاع ضغط الدم (19.4%).
– عدم انتظام دقات القلب (16.1%)
ومن بين الأحداث الطبية المهمة، التي تمت ملاحظتها في الحالات الـ31:
الحدث الطبي الأكثر شيوعاً، هو الإغماء (50%)
التهاب النسيج الخلوي (25%)
التهاب الحنجرة (25%)
وتمت معالجة جميع الحالات التي احتاجت الى المتابعة، وبالتالي لم يتم إعادة تصنيفها على أنها خطيرة.
الحالات الخطيرة
في الفترة الزمنية التي قام التقرير بتغطيتها، كان هناك 11 حالة مصنّفة على أنها خطيرة.
وهي تمثل 1.6 في المئة من مجمل حالات التقارير التي أعقبت عملية التلقيح. وبمعدل يبلغ 0.05 لكل 1000 جرعة من لقاحات «فايزر ــ بايونتك».
من هؤلاء الـ11، تسعة أشخاص فوق سن الـ75، وشخصان يبلغان من العمر 18 عاماً و44 عاماً.
توفي من الأفراد الـ9 الذين هم فوق الـ75 عاماً 5 أشخاص، وما زالت أسباب وفاتهم قيد التحقيق. وتم إدخال الأفراد الـ6 المتبقين الى المستشفى.
الحالات الـ6 التي استوجبت دخول المستشفى:
– ثلاث حالات تتعلق بـ«اضطراب الجهاز العصبي». متلقو اللقاح كان لديهم «اشتراكات» من الأمراض قبل التلقيح. حدثت حالتان بعد 5 و12 يوماً من الجرعة الأولى، والحالة الثالثة حدثت بعد يوم واحد من الجرعة الثانية. كان أحد المتلقين للقاح يتعافى بينما الاثنان الآخران لم يتحسنا حتى وقت هذا التقرير. وتم الشروع في التحقيق ولكن لم يتم الانتهاء منه بعد.
– حالة واحدة تتعلق بـ «اضطراب الجهاز المناعي»، وكانت حساسية شديدة. لا يعاني متلقي اللقاح من أمراض مصاحبة ولا أدوية مصاحبة. وحدثت الحساسية بعد 15 يوماً بعد تلقي الجرعة الأولى من لقاح «فايزر ــ بايونتك». وافاد التقرير أن حالته كانت قد بدأت بالتحسن. وقد بدأ التحقيق فيما حصل ولكن لم ينته بعد.
– حالة واحدة تتعلق بـ«اضطراب الجهاز المناعي» وهي تحفيز مفرط لجهاز المناعة. متلقي اللقاح مصاب بمرض هاشيموتو. وبدأت الحالة بعد يوم واحد من الجرعة الثانية من لقاح «فايزر-بايونتك».
وتجدر الإشارة الى أن الشخص نفسه، تبين أنه مصاب بكورونا قبل عملية التلقيح بالجرعة الثانية. وافاد التقرير أن حالته كانت قد بدأت بالتحسن. وقد بدأ التحقيق فيما حصل ولكن لم ينته بعد.
– حالة واحدة تتعلق بانخفاض في تشبع الأكسجين. ويعاني متلقي اللقاح من مرض الانسداد الرئوي المزمن. الحالة حدثت بعد 7 أيام من الجرعة الثانية من لقاح «فايزر-بايونتك». وافاد التقرير أن حالته كانت قد بدأت بالتحسن. وقد بدأ التحقيق فيما حصل ولكن لم ينته بعد.
ما الذي يعنيه كل ذلك؟
في اتصال له مع «الأخبار»، وبعد اطلاعه على فحوى التقرير، قال أستاذ العلوم الجرثومية في الجامعة اللبنانية، الدكتور قاسم حمزة، إن «أهم ما قدمه هذا التقرير، هو أن النتائج التي قدمها مطابقة الى حدٍ ما لنتائج دراسات فايزر على اللقاح».
وأشار الى أن الوفيات التي حصلت، والتي هي قيد التحقيق حالياً، ليس بالضرورة أن تكون قد حصلت نتيجة اللقاح. إذ خلال التجارب السريرية التي قامت بها «فايزر» على اللقاح، والتي يتم تقسيم المتطوعين فيها الى قسمين (قسم يأخذ اللقاح الفعلي، وقسم لقاح وهمي)، توفي أثناء التجربة شخصان من الذين أخذوا اللقاح الفعلي، و4 أشخاص من الذين أخذوا اللقاح الوهمي. أي أن مصادفة الوفاة هنا، قد تكون نتيجة عوامل أخرى.
وبحسب أستاذ العلوم الجرثومية، الخلاصة التي يمكن لنا استنتاجها هنا، أن هذه الدراسة ومثيلاتها، تقدم لنا فكرة عن سلامة اللقاح، وليس فعاليته، فيما الأخيرة ستتوضح خلال الأشهر المقبلة. ويلفت حمزة الى أن بيانات التقرير الحالي مشجعة، ويجب أن تدفع الأفراد كي يسجلوا أنفسهم على منصة اللقاح. وأن البيانات اللبنانية مطابقة الى حدٍ كبير لبيانات التلقيح بـ«فايزر» حول العالم.
الاخبار