مجلة وفاء wafaamagazine
بعد عشر مواسم عجاف، أنهى المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي سطوة يوفنتوس على الكرة الإيطالية مهدياً اللقب إلى فريقه، إنتر ميلانو. موسمٌ استثنائي شهد تغيّرات جذرية في تراتبية فرق القمة، فهل يبقى المشهد على حاله في السنوات المقبلة؟
حقق إنتر ميلانو لقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي قبل 4 مباريات على نهاية الموسم، مستفيداً من تعادل أتالانتا الإيجابي أمام ساسولو يوم الأحد. 25 انتصاراً، 7 تعادلات وهزيمتان، ضمِن من خلالها النيراتزوري تتويجه باللقب بعد وصول رصيده إلى 82 نقطة بفارق 13 نقطة عن أقرب ملاحقيه.
هكذا، وضع المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي حدّاً «لعقم النادي» الذي دام 10 سنوات، كما أنهى احتكار يوفنتوس للقب السكوديتو.
لم يكن طريق الإنتر معبّداً نحو اللقب، حيث مرّ بالعديد من المحطّات المتفاوتة. تولّى اثنا عشر مدرباً مختلفاً زمام القيادة في سان سيرو خلال السنوات التسع الماضية، لكن النادي فشل في ترك أيّ انطباع حسن، كما عانى من غياب لمدة ست سنوات عن بطولة دوري أبطال أوروبا.
ورغم فشله القاري رفقة الفريق، اختلفت الأمور مع كونتي على الصعيد المحلي، حيث عرف الإنتر نجاحاً تدريجياً بدأ من الموسم الماضي وظهر هذا الموسم.
جاء «الإنجاز» نتيجةً لتضافر جهود الجميع من مدرب إلى لاعبين وإداريين، إلا أن الشعلة بدأت عبر جوزيبي ماروتا، المدير التنفيذي للقطاع الرياضي في إنتر ميلانو، والذي استُقدم حينها من يوفنتوس بعد خلافه مع المدير الرياضي هنا، باراتيتشي، على خلفية التوقيع مع كريستيانو رونالدو.
تسلّم ماروتا الإدارة التنفيذية للفريق في منتصف الموسم ما قبل الماضي، ليبدأ بممارسة مهامه الطبيعية مع نهاية الموسم. كان الإنتر «مدَمَّراً» حينها، صفقاتٌ عشوائية أبرمتها الإدارة الصينية لإعادة الفريق إلى الواجهة من دون جدوى. بعدها، بدأ العمل الجديّ على انتشال النادي، وتمثّلت أولى خطوات ماروتا بإقالة المدرب سباليتي والتوقيع مع الإيطالي أنطونيو كونتي، الذي بنى منظومة متينة على الصعيدين الهجومي والدفاعي بعد أن دُعم بلاعبين بارزين مثل سينسي، باريلا، لوكاكو…
شكّل هذا الأخير أفضل صفقات الإنتر، وقد جاء المهاجم البلجيكي مقابل 74 مليون جنيه إسترليني عام 2019 ليحلّ مكان ماورو إيكاردي كمهاجم الفريق الرئيسي.
جاء «الإنجاز» نتيجةً لتضافر جهود الجميع من مدرب إلى لاعبين وإداريين
ورغم مشاكل إيكاردي الكثيرة في الإنتر إلّا أنه كان أحد أهم اللاعبين على أرض الملعب، حيث سجل 111 هدفاً في 169 مباراة في الدوري الإيطالي. رقمٌ لم يمنع لوكاكو من التوهج برفقة النيراتزوري، حيث ارتقى إلى مستوى التحدي وتجاوز معدل تسجيل إيكاردي.
هكذا، نجح الإنتر في بناء منظومة متوازنة أنهت الموسم الماضي في المركز الثاني. وبعد تأقلم اللاعبين أكثر هذا الموسم إضافةً إلى تدعيم الفريق ببعض عناصر الخبرة، حصد كونتي ورجاله بطولة الدوري وهو ما عكس حسن الإدارة التي أعادت النيراتزوري إلى الضوء مجدداً.
لم يقتصر نجاح الإنتر في حصد اللقب على المجهودات الشخصية وحسب، بل جاء بفعل تراجع المنافسين المباشرين أيضاً.
كان من المتوقع أن يتنافس يوفنتوس على اللقب مرة أخرى، لكنه عانى من موسمٍ عصيب تحت قيادة مدربه الجديد أندريا بيرلو. وبفعل قلة خبرته التدريبية، مني البيانكونيري بسلسلةٍ من النتائج المتخبطة لتصبح مشاركته في دوري أبطال أوروبا غير مؤكدة في الموسم المقبل.
من جهته، بدا ميلان كأقرب المنافسين للإنتر وكان على رأس الجدول في منتصف الموسم، لكنه فشل في الاستمرار على نسقه «الرائع» لينزلق إلى معركة المقاعد الأوروبية. وفي ظل استمرار الإنتر في أدائه الثابت، توّج في نهاية المطاف بلقب السكوديتو التاسع عشر، ولقبه الأول في الدوري منذ 2010 عندما قاده جوزيه مورينيو إلى الثلاثية التاريخية.
الإنتر مسيطر ومقبل على حقبة ناجحة، حيث يؤشر العمل الجاد من قبل الإدارة على مدى جدية النادي للاستمرار في القمة. وفي حال عدم تدارك يوفنتوس وميلان الأمور بسرعة، قد يسيطر النيراتزوري على اللقب في السنوات المقبلة نظراً للهوة الواسعة بين استقراره الفني والإداري مقارنةً بباقي المنافسين.
الاخبار