الرئيسية / آخر الأخبار / نقولا التويني: التاريخ لن ينصف العدوان التزويري ولن تسمح له الانسانية الحضارية بالتملص من العقاب

نقولا التويني: التاريخ لن ينصف العدوان التزويري ولن تسمح له الانسانية الحضارية بالتملص من العقاب

مجلة وفاء wafaamagazine

أشار الوزير السابق نقولا التويني في بيان، الى أنه “إطلع اليوم في النشرة على خبر موثق وخطير جدا، لأنه يفصح عن بعض أسرار الكيان الغاصب، وتحديدا عن بن غوريون الذي كشف عن تعليماته لتنغيص حياة العرب الفلسطينيين ودفعهم الى الهروب من أرضهم وإخلاء ممتلكاتهم، كسياسة مبرمجة لتنفيذ مسلسل تفخيخ حياة السكان الأصليين من الفلسطينيين بألغام الإضطهاد والتعذيب للحؤول دون عودتهم إلى أرضهم المرتبطة بتاريخهم وكرامتهم.
لكننا نقرأ في النص ذاته أن اثنين من الجنود الصهاينة اعتديا على فتاتين عربيتين قبل قتلهما في النقب. وأميط اللثام عن أن الجيش المصري علم وانتقم للفتاتين الشهيدتين بزرع عبوة أردت 3 جنود صهاينة واثنين من المستوطنين”.

وتابع: “هذا وفي المسلسل المتجدد على أيدي الصهاينة من ارتكاب جرائم متعددة في القدس وسائر فلسطين، لا بد من القول لبعض الغرب المتواطئ وللصهاينة في وقت واحد، إن لا مستقبل لهم في فلسطين.
واذا كانوا قد تمكنوا من إرساء دولة مؤسسة على الاساطير والخرافات خلال النصف الثاني من القرن العشرين وأوائل القرن الحالي مستفيدين من الانتصار على الفاشية والمحور الالماني الايطالي الياباني وحلول الحرب الباردة بعد الحرب الميدانية، ومن تكريس وجودهم المصطنع ودورهم المخزي في تنغيص حياة العرب وابقاء المنطقة البترولية خارجة عن السيطرة السوفياتية، فقد تضاءل دور اسرائيل في التوازنات الدولية بعد سقوط الإتحاد السوفياتي وانتقل قادتها الى سياسة مساعدة وتثبيت السيطرة التامة للغرب الرأسمالي على المنطقة وانتصار عملة الدولار على جميع السياسات والإقتصادات المحلية وتكريس أولوية دور البنك الدولي والمؤسسات النقدية الغربية وهيمنة السياسات الأحادية المرسومة كوصفات جاهزة زاعمين “صلاحها” لجميع الدول…
بعد هذا جاءت العولمة المعقدة ثم المفاجآت السارة، حيث انتصر المحور الشرقي الممثل بالصين واليابان وكوريا وروسيا، وفاز هذا المحور بأكبر عدد من النقاط في منظومة العولمة واجبر الولايات المتحدة وبعض الغرب على التراجع السريع في سياسة الانفتاح والسيطرة، حفاظا على المتسع الاقتصادي الوطني الذي بدأ بالتراجع امام الضربات التصديرية للمحور الشرقي واتساع رقعة نفوذه الاقتصادي والسياسي”.

وختم التويني: “لم تتمكن دولة الصهاينة من التدخل أو المواكبة أو اللحاق بهذا الجرف الاقتصادي المطرد والنافذ، واقتصرت سياستها على التبعية العمياء للغرب، حيث لا مكان محددا لها في معادلات الانتاج والتبادل العالمي، ناهيك عن أن التاريخ يبنى من الحضارات الانسانية الموجودة على جغرافية الكرة الارضية، وهي تراكمية وجدلية المخاض، فلا يمكن لفلول شعوب أتت من الشتات الغربي والشرقي الواسع أن تبني حضارة على متسع تاريخي جغرافي كياني، لا تملك فيه الا ارادة الإكراه والعربدة والكذب والاجرام… إن التاريخ لن ينصف العدوان التزويري، ولن تسمح له الانسانية الحضارية بالتملص من العقاب، ناهيك عن حكمة الرب التي تمهل ولا تهمل. وليس من شك في أن يوم الحساب يقترب بأسرع مما يتصورون”.