مجلة وفاء wafaamagazine
أقامت “هيئة نصرة الأقصى في الجماعة الإسلامية” وقفة تضامنية مع القدس والأقصى، في باحة المسجد المنصوري الكبير عقب صلاة التراويح، تحت شعار “تضامنا مع أهلنا في القدس ورفضا للارهاب الصهيوني بحق أهلنا في فلسطين وتنديدا باقتحام المسجد الأقصى المبارك واعتداءات قطعان المستوطنين على حي الشيخ جراح”، في حضور حشد من أبناء طرابلس.
نافع
بداية، تحدث المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الشمال إيهاب نافع وقال:”نوجه تحية إلى كل الشهداء وإخواننا في القدس الشريف الذين يسطرون منذ أيام ملاحم العزة والكرامة والشرف والاباء، وخصوصا أن العالم العربي بحكامه غاب عن الساحة اليوم ويسعى ويركض نحو التطبيع، ولكن هؤلاء الساكنين في القدس أبوا إلا أن يدافعوا عن شرف الأمة بأكملها وان يسطروا هذه الملاحم ويتصدوا بأجسادهم العارية للغزاة ليقولوا للعالم نحن بأجسادنا نستطيع أن نحمي شرف القدس وشرف الأمة”.
وتابع: “نقف في طرابلس، كما يقف إخواننا في كثير من المناطق ليوجهوا رسالة إلى إخواننا في فلسطين، بأننا وان حالت بيننا الحدود التي صنعها المستعمر معكم ندعو لكم، سائلين الله النصر المؤزر ونقف معكم والحدود تحول بيننا ولكن النصر آت ان شاء الله”، لافتا الى ان “كتائب القسام أثبتت أن وعودها ليست جوفاء وهي تدافع عن الأمة أيضا وأنها حققت ما هددت به، وأطلقت صواريخها وحققت عند العدو مقتلا بقدرات محدودة لتقول للأمة إن النصر يتحقق عندما تتوفر العزيمة”.
مراد
بدوره، قال نقيب محامي طرابلس والشمال محمد مراد:”ها نحن اليوم أمام مشهد إجرامي جديد ومتجدد من قبل عدو غاصب مبتكر للجرائم على أنواعها وفظاعتها. ها نحن اليوم كعرب وضمير عالمي نرى عن بعد أو عن قرب هذه المجازر التي ترتكب بحق الأقصى، ترتكب في حق الناس الأبرياء العزل لمجرد أنهم يدافعون عن كرامتهم، لمجرد أنهم يدافعون عن إنسانيتهم ووجودهم”.
وتابع: “هذا الاجرام المتجدد من قبل العدو الغاصب أخذ منحى جديدا في شرعنة عمل اعتدائي مستدام ومستمر رفضته كل المعاهدات والمواثيق الدولية والقرارات الأممية المتعلقة برفض ما يسمى بالاستيطان، فأحدث العدو بدعا جديدة وجرائم جديدة من أجل أن يبسط احتلاله وأن يشرع جريمته”، مؤكدا ان “الذي يحصل اليوم هو أمر أكثر من مرفوض، هذا الذي يحصل ينبغي أن يستيقظ الرأي العام العربي والرأي العام الدولي والضمير العالمي لأنه من غير المعقول والمنطق، لا بل إنه من أكثر المسائل المعادية للانسانية والكرامة الإنسانية ما نشاهده اليوم من فظائع وجرائم”.
وتابع: “عودتنا إسرائيل للأسف على ارتكابات متنوعة في علم الإجرام فهي ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني جرائم بكل المواصفات، فارتكبت الجرائم ضد الإنسانية، وارتكبت جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية. وها هي اليوم تعود وتؤكد استمرارها على ارتكاب هذه الجريمة التي توصف في القانون الجنائي الدولي وفي المعايير الدولية للجرائم بأنها جريمة ضد الإنسانية بأركانها وعناصرها ومقوماتها”.
أضاف:”نداؤنا إلى جميع العرب قادة وشعبا وفصائل على مستوى الشعب الفلسطيني، أن نقف جميعا وقفة واحدة متماسكة متحابة في وجه هذه الغطرسة الإجرامية التي ما انفكت يوما عن أجرامها وعن تماديها في هذا الإجرام المركب على أساس العقل الإجرامي الذي تنبعث منه رائحة كريهة تتمثل في افظع الصور الذي هو هذا العدو الذي ينتشي عندما يشم رائحة الدم ، وعندما يرى طفلا ينص وكهلا يضرب وامرأة تداس، فهذا هو العدو الاسرائيلي ينكشف أكثر فأكثر يوما بعد يوم أمام مرآة العالم وأمام أعين الناس، كم انت مجرم أيها المجرم بعقلك وسلوكك ومسارك الذي لم تحد عنه يوما إلا وانتهجت الدم وسيلة والغطرسة وسيلة لتحقيق أهداف منتفية القيم وتحقيق أهداف وجودية مصلحة لهذا الحزب أو ذاك ضمن هذا الكيان الغاشم الصهيوني”.
وقال:”لا يكفي أن نستنكر أو أن نشجب ما يحصل، لا بد من أن نصرخ بصوت عال ليسمع الذي لا يريد أن يسمع على المستوى العالمي وعلى المستوى العربي”، مشيرا الى ان ” هذا العدو يختار الأيام والساعات من أجل أن يقهر الناس وان يزيد في الناس ظلما وبطشا وإجراما، من هنا لا بد من وقفة واحدة على المستوى الشعبية والحكومي والضمير الإنساني أنه بكلمة واحدة كفاكي يا إسرائيل كفاك يا أيها العدو إجراما الم تشبع على مر العقود من شرب الدم، الم تشبع من قتل الأطفال والابرياء؟”.
وختم:”نعم في هذا الوقت بالذات، نحتاج أكثر فأكثر إلى تضامن حقيقي وجداني أخلاقي عربي قومي إسلامي في وجه هذا المتغطرس هذا الشرير الذي لن يسلف لا للعرب ولا لغير العرب إلا نموذج الدم والاجرام”.
يمق
أما رئيس بلدية طرابلس رياض يمق فقال:”في هذه المناسبة، لا بد أن يكون لبلدية طرابلس كلمة في وجه العدوان الصهيوني على الأقصى والمقدسيين، وهنا استذكر ما حصل عام 1968 حيث أقمنا وقفة تضامنية في هذا المكان وكنا فتية من طرابلس، وكانت المناسبة حريق المسجد الأقصى، حيث هبت طرابلس والشمال كلها فداء للأقصى، والان وبعد ما يزيد عن خمسين سنة نرى هذه الهجمة العدوانية على الأقصى، بعد تخلي معظم الدول العربية وتختذلها، وتخلي كل من تاجر بدماء الفلسطينيين ودماء الشهداء ومنهم شهداء طرابلس في ذاك الزمان من اعوام 1968 مرورا بالعام 1970، وحتى 1975، حيث قدمت طرابلس نخبة من شبابها في سبيل قضية فلسطين والاقصى والقدس الشريف”.
وتابع:”اليوم للأسف الشديد، نعجز عن تقديم مجاهد واحد يستطيع ان يصل الى فلسطين للجهاد لان التخاذل أصبح سيد الموقف، وزعماؤنا ودولنا العربية تخاذلوا، ودول الصمود دمرت، والمقاومة الفلسطينية تشتت، لذلك لم يبق في الميدان إلا أهل الجهاد أهل الرباط في القدس وفلسطين المحتلة”.
وسأل: “نحن في طرابلس ماذا نستطيع أن نقدم؟ نستطيع ان نقدم الكثير، رغم الظروف القاسية الاقتصادية والاجتماعية، نقدم اولا الدعاء في هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، وثانيا ان نكون متكاتفين متضامنين في ما بيننا، لقد دمرت الدول من حولنا، يجب ان نتضامن، لتكون طرابلس كلها يدا واحدة لتحقيق الهدف ومساندة اهلنا في فلسطين الذين هم بحاجة للكثير من الأمور، وعندما تكون طرابلس بخير نتمكن من دعم أهلنا في فلسطين. أتمنى أن أعلم أن قلوب أهل طرابلس كلها مع فلسطين والأقصى والمقدسيين، المطلوب أن نكون يدا واحدة”.
وقال:”اتوجه امامكم لمخاطبة إخواني وزملائي في مجلس بلدية طرابلس لان نتحد ونكون يدا واحدة لا يمكن ان ننجح ونحن متفرقون، طرابلس تنتظر منا الكثير، ونأمل من كل من له باع او يمون على أعضاء المجلس البلدي ان يكون ناصحا أمينا، والجميع يعلم ان بلدية طرابلس كانت الى جانب الشعب والى جانب الفقير والثوار الحقيقيين والنتيجة كانت إحراق مبنى البلدية، للأسف حصلت المصيبة من أناس منا وفينا. والسؤال: من يريد الشر لهذه المدينة؟ لا نريد ترك الفرص لأي مدسوس بين صفوف اهل طرابلس وإن لم نكن يدا واحدة لن نستطيع ان نتصدى للتخريب، واليوم لا نستطيع ان نقدم لاهلنا في القدس الا الدعاء”.
أمير
ثم ندد رئيس مجلس شورى هيئة علماء المسلمين في لبنان الشيخ أمير رعد “بالعدوان الإسرائيلي على القدس وعلى الفلسطينيين، سائلا عن الموقف العربي”.
موسى
بدوره، حيا رئيس “هيئة نصرة الاقصى” في لبنان محمود موسى المرابطين في القدس، وأكد أن “المسجد الأقصى يرتبط بعقيدة المسلمين وكنيسة القيامة بالدين المسيحي”، وشدد على أنه “لا إرث ديني لليهود في القدس، وان القدس حضاريا وتاريخيا عربية لا غربية ولا صهيونية”، مشيرا الى ان “وقفتنا تأكيد أننا مع أهل القدس فهم ليسوا وحدهم وعلى رغم ظروفنا في لبنان تبقى القدس أولوية لنا، وستبقى قضية الأمة”.
تخلل الوقفة هتافات منددة بحكومة بنيامين نتنياهو وأناشيد ثورية مؤيدة للشعب الفلسطيني.
التل
من جهة أخرى، نظمت “حركة تجمع أمان والقوى الشعبية اللبنانية والفلسطينية” اعتصاما تحت شعار “لك الاشواق يا قدس فداك الروح والنفس”، في ساحة جمال عبدالناصر التل في طرابلس، القى خلاله رئيس الحركة الشيخ محمد حزوري كلمة اكد فيها أن “أهلنا في طرابلس يقفون الى جانب اخوانهم في فلسطين وان الكثير ينتظر الفرصة ليكون له شرف المشاركة في تحريرالقدس”.
وأكد “أهمية تضافر جهود الاخوة المجاهدين في فلسطين وتوجيه جهدهم لمحاربة العدو المحتل، وأن الملايين في الدول العربية يقفون إلى جانب أهلهم في القدس وينتظرون الفرصة للتوجه الى تحريرها”. وقال: “نستذكر السلطان محمد الفاتح الذي رفض ان يتنازل عن شبر من فلسطين كما نستذكر سير بعض المدافعين عن فلسطين”.
كيال
ثم ألقى جمال كيال كلمة الفصائل الفلسطينية وأكد “وحدة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن القدس والوقوف في وجه العدو الذي يعمل على تهجير أهلها”، وأكد “ثبات المقاومين في القدس للدفاع عنها وعن فلسطين”.
ثم ألقيت كلمات لكل من عبد الرزاق عواد ومحمد وهبة وأحمد علوان أكدت جميعها “الوقوف الى جانب المقاومين ودعمهم واستنكار الاعتداءات الصهيونية، وأن بيروت وطرابلس الى جانب أهل فلسطين”.