مجلة وفاء wafaamagazine
«تحت عنوان : كورنيت الأسد – نصرالله» دفنت «الشرق الأوسط الجديد» .. صوابية خيار رئيس الجمهورية
كتب رضوان الذيب في الديار
«كورنيت الأسد – نصرالله» تهز «إسرائيل» وتحقق المعادلات الكبرى والتوازنات الجديدة في الصراع العربي – «الاسرائيلي»، وتفتح الطريق لمسار جديد، وكما فتحت معادلة حافظ الأسد وحسن نصرالله الطريق لتحرير جنوب لبنان وانتصار تموز عبر معادلات الصواريخ القصيرة المدى وصاروخ مقابل صاروخ، فإن المعادلة الجديدة القديمة مع الأسد الاب والابن ونصرالله وكل المقاومين الفلسطينين ستفتح الطريق لفجر عربي جديد في كل المنطقة، على حدّ قول اوساط ديبلوماسية عربية، وهذه التحولات الاستراتيجية تتحقق لأول مرة منذ ضياع فلسطين وسيعمّ خيرها على كل المنطقة العربية واحرار العالم.
وتؤكد الاوساط، ان التطورات الفلسطينية دفنت في ساعات مرحلة التطبيع و»صفقة القرن» و»الشرق الأوسط الجديد» وكل أشكال الغزو الثقافي القائم على تسفيه كل قيم النضال من أجل حفنة من الدولارات، واعادت الوهج للقضية الفلسطينية بأنها القضية المركزية لكل الشعوب العربية بعد أن سادت أفكار ارهابية دمّرت باسم «الربيع العربي» كل خيرات ليبيا ومصر وسوريا والعراق ودول المغرب العربي، وحاولت تعميم الفوضى البناءة لخدمة مشروع «الشرق الأوسط الجديد». والاساس الأول لكل هذه التحولات ودفن هذه المشاريع «كورنيت الأسد- نصرالله» من جنوب لبنان وصولا إلى غزة، وامتدادا إلى الجولان.
وتشير الاوساط، ان التبدلات الجديدة في الصراع العربي – «الاسرائيلي» عنوانها معادلات الصواريخ وسقوط هيبة ما يُسمّى «الجيش الاسرائيلي» أمام المقاومين في جنوب لبنان وفلسطين، فيما الخطوط الحمراء سقطت كلها، وكما تقصف دمشق وغزة، فإن الصواريخ تتساقط على «تل أبيب» وعسقلان وكل مدن فلسطين المحتلة، ولم يعد سقوط القتلى مقتصرا على الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين، بل يصيب «الاسرائيليين» وجيشهم، ولم تعد غزواتهم وغاراتهم نزهة، وها هي صواريخ المقاومة القصيرة المدى قبل الطويلة تصيب من غزة كل المدن الفلسطينية، ولم يعد التفوق الجوي يحسم المعركة في ساعات كما حصل عام ١٩٦٧ ومعظم المواجهات، وباتت الصواريخ تصل الى كل حي في فلسطين المحتلة.
هذه التحولات الجديدة في الصراع العربي – «الاسرائيلي» التي فرضتها صواريخ المقاومة، ستعمّق الأزمة الوجودية في كيان العدو وستزيد الانقسامات الداخلية مع استحالة تشكيل حكومة جديدة، بحسب الاوساط، وهذا التوازن العسكري مع جيش العدو سينقل الانتفاضة ويعمّمها لتشمل عرب الـ ٤٨ الذين يُشكلون حاليا ٤٢ بالماية من سكان كيان العدو، وهذا ما يُهدّد الأمن الداخلي لـ «دولة إسرائيل» في عمق جبهتها الداخلية، ويوسّع دائرة الرافضين العرب للخدمة الإجبارية، وسيعمّم دوائر عدم الاستقرار مع ضرب الاقتصاد «الاسرائيلي» والسياحة وتوسع الهجرة المضادة من «إسرائيل» إلى الخارج، لان هذه الدولة العنصرية قامت على منطق القوة وشعار حماية كل يهود العالم ولذلك نالت دعمهم.
وتشدد الاوساط نفسها، ان هذه التطورات الاستثنائية مع انتصار سوريا على الإرهاب وتحصين لبنان واستعادة العراق لعافيته وقوة المقاومة الفلسطينية وصعود إيران ستعمّق أزمة كيان العدو إلى أزمة وجودية، وهذه الأزمة اول من اكتشفها رئيس وزراء العدو إسحق رابين وحاول تجاوزها وحفظ وجود «إسرائيل» بالتسوية والتنازل عن الجولان والعودة إلى حدود ال٦٧وتم قتله واعتبروه خائنا لـ «اليهود» ووجودهم على هذه الأرض، لكن «الاسرائيليين» سيتندمون حتما على رابين الذي اكتشف أزمتهم منذ بداياتها، ودعا إلى تجاوزها بالهروب إلى السلام مع سوريا وتقديم التنازلات، ويبدو أن ما طرحه رابين عام ٩٣ سيقدم عليه قادة العدو في العشرينات، لكنه لم يعد مقبولا مع التوازنات الجديدة وفقدان دور «اسرائيل» كـ «كلب حراسة» المصالح الأميركية والاوروبية في المنطقة مما يفرض على الأميركيين تدخلات مباشرة لحماية مصالحهم، وباتت «اسرائيل» بحاجة الى من يحميها، وهذا ما يتخوف منه نتنياهو لجهة فقدان الدور الذي يحاول الحفاظ عليه من خلال خلق التوترات اليومية مع إيران، وحتى الآن فشل في تحقيق ما يريد جراء الهرولة الأميركية وراء إيران لتطبيق الاتفاق النووي الذي يشكل اول مسمار في نعش «الكيان الاسرائيلي» واول صفعة حقيقية لكيان العدو ودوره وتفوقه في المنطقة.
هذه المعادلات الصاروخية ستنعكس إيجابا على لبنان، تؤكد الاوساط، عبر إسقاط رهانات عند البعض سادت منذ العام ٢٠١١ عن مرحلة جديدة في لبنان عنوانها النفوذ الأميركي واعادة رسم معادلات جديدة في كل مؤسسات الدولة لصالح واشنطن والمتحالفين معها، حيث جاءت التطورات الأخيرة لتدحض كل هذا المنطق والمهللين له، وتؤكد صوابية خيار محور المقاومة وحلفائه ورهاناته الداخلية واهمية مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاستراتيجية وصحة خياراته على كل المستويات.