الرئيسية / متفرقات / الروبوتات الإجتماعيّة لتعليم الأطفال

الروبوتات الإجتماعيّة لتعليم الأطفال

الأربعاء 16 تشرين الأول 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

في الوقت الذي أصبحت حياتنا معتمدة بشكل أساسي على التكنولوجيا، يبدو أنّ هناك إتجاهًا جديدًا بدأ يلوح في الأفق، هدفه تطوير قدرات الروبوتات الإجتماعية لتصبح أداة تعليمية للأطفال، تساعدهم في تعلّم الكتابة بشكل أفضل وتحسّن مهاراتهم الأكاديمية.

تمكّن باحثون من تطوير نظام لمساعدة الأطفال في تحسين مهاراتهم في الكتابة اليدوية. ويستلزم هذا النظام إستخدام روبوت إجتماعي في جلسات التعلّم الفردية مع الأطفال. إذ أنّ إتقان الأطفال للكتابة اليدوية يحتاج إلى تعلّمهم تنسيق القدرات المعرفية والحركية والإدراكية، وبالتالي قد يحتاج أيضاً إلى قدر كبير من الممارسة.

وقال أحد الباحثين الذين قاموا بتطوير النظام، إنّه نظراً لأنّ إكتساب مهارات خط اليد مهمة جسدية، وغالباً ما تتطلب مساعدة وتفاعلاً جسدياً، يمكن إستخدام التقنيات المعاصرة، مثل الروبوتات الإجتماعية، كأداة تعليمية للأطفال، من خلال نهج يكون فيه الأطفال هم المعلمون الذين يساعدون الروبوت في تحسين خط اليد. والفكرة العامة وراء ذلك، هي أنّ تعليم الروبوت كيفية الكتابة باليد يمكن أن يساعد الأطفال في تحسين قدرتهم على الكتابة.

«التعلّم بالتعليم»
صمّم الباحثون نموذجاً يتضمن التفاعل بين الطفل والروبوت الإجتماعي، حيث يتولى الطفل دور المعلم، وتقييم مهارات الكتابة اليدوية للروبوت، ويبدأ التفاعل عندما يطلب الروبوت المساعدة من الطفل في تصحيح أشكال بعض الحروف، حيث يكتب أولاً حرفاً مشوهاً على الشاشة ويطلب من الطفل تصحيحه بإستخدام شاشة الكمبيوتر، حيث يقوم الطفل بالتصحيح عن طريق تغيير شكل الحرف، ويوفّر أيضاً عروضاً توضيحية للحرف على الشاشة.

وتُعرف هذه الطريقة بإسم «التعلم بالتعليم». وأثناء جلسة الدرس، يصنع الروبوت بعضاً من أكثر أخطاء الكتابة اليدوية شيوعاً التي لوحظت في الأطفال من عمر 4-8 سنوات، المرتبطة بالتناسب، والفواصل والمحاذاة.

ويسمح ذلك للطفل الذي يقوم بتدريس الروبوت بالتفكير في بعض من أخطائه أثناء تصحيح الأخطاء التي إرتكبها الروبوت. ولتقييم فعالية نظام التدريس الذي تمّ تطويره، أجرى الباحثون دراستين في المدارس الابتدائية في البرتغال، إشتملت كل منها على أربع جلسات دروس خصوصية قام بها الأطفال للروبوت الآلي، وقاموا بتقييم مهارات الكتابة اليدوية لكل طفل مشارك قبل كل جلسة وبعدها، وأظهروا حدوث تطور واضح في أداء الأطفال.

يُذكر أنّ الدراسات السابقة تشير إلى أنّ ممارسات التعلّم عن طريق التعليم يمكن أن تكون فعّالة للغاية، لأنّها تسمح للأطفال بالتأمّل في أخطائهم وتحسين مهاراتهم الأكاديمية وتحفيزهم وإحترامهم لذاتهم في نهاية المطاف.

وكالات