مجلة وفاء wafaamagazine
قد يشير توسع حجم الخصر إلى زيادة الدهون حول أعضاء البطن وارتفاع المخاطر الصحية.
ونادراً ما تحافظ المرأة بعد عُمر الخمسين على قياس الخصر الذي كانت تسجّله في سن المراهقة. لكن خلال آخر عشر سنوات تقريباً، بدأ خصر النساء يتوسع، بغض النظر عن العُمر. اكتشف مثلا تقرير مشتق من “المسح الوطني للصحة والفحص الغذائي” بالولايات المتحدة في عام 2014 أن متوسط مؤشر كتلة الجسم بالنسبة للنساء في عمر العشرين وما فوق حافظ على ثباته بين عامَي 1999 و2012. لكن خلال الفترة نفسها، زاد خصر النساء ببطء وثبات، من 36.2 إلى 37.8 إنشاً.
ويبحث العلماء حتى الآن عن تفسير لهذه الظاهرة، لكنهم متأكدون من معلومة واحدة: ترتبط زيادة مقاس الخصر بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وهشاشة العظام.
تأثير محيط الخصر
بغض النظر عن تقلبات الوزن على مرِّ السنين، سيتراجع الطول على الأرجح، نتيجة تراجع حجم الأقراص في العمود الفقري. حين يقصر جذع الجسم، تتراجع المساحة العمودية التي تحتلها أعضاء البطن، لذا تتحرك أفقياً. إذا لم تكسبي الوزن، فقد تشير أي زيادة صغيرة في محيط الخصر إلى تراجع الطول بكل بساطة.
لكن إذا كسبتِ بضعة كيلوغرامات وتركّزت على مستوى الخصر، فقد تعكس هذه الزيادة تراكم الدهون تحت الجلد والدهون الحشوية (البطانة حول الأعضاء الداخلية) أو النوعين معاً. قد تكون الدهون الواقعة تحت الجلد مقلقة، لكن الدهون الحشوية تطرح مخاطر صحية حقيقية.
تقول د. ميريام بريديلا، أستاذة مساعدة في علم الأشعة في كلية الطب بجامعة هارفارد، درست آثار توزيع الدهون في أنحاء الجسم: “تكون الدهون الحشوية أسوأ نوع طبعاً”.
ما أهمية موقع الدهون؟
يختلف عمل الدهون وفق موقعها. تُستعمل الدهون التي تقع تحت الجلد وتتراكم عموماً حول الوركين والفخذين لتخزين الأحماض الدهنية في الشحوم الثلاثية، فلا يطلقها الجسم إلا حين يحتاج إلى الطاقة. كشفت الأبحاث في العقود الأخيرة أن الدهون في أسفل الجسم تعطي أثراً واقياً ضد السكري وأمراض القلب. ويتوقع العلماء أن تساهم في تخفيض مخاطر الإصابة بتلك الحالات عبر إبقاء الأحماض الدهنية والجزيئات الالتهابية خارج الدورة الدموية.
في المقابل، تكون الدهون الحشوية التي تحيط بالكبد والبنكرياس والأعضاء الهضمية ناشطة جداً. تتفكك الخلايا الدهنية في البطن بوتيرة سريعة ومنتظمة، فتطلق الأحماض الدهنية والهرمونات والمؤشرات الكيماوية التي تعطي مفعولها في أنحاء الجسم.
تأثير الدهون الحشوية
حين تزيد الدهون الحشوية، يرتفع خطر الإصابة بالحالات التالية:
أمراض القلب والأوعية الدموية: تطلق الدهون الحشوية جزيئات عدة تؤدي دوراً في نشوء أمراض القلب، بما في ذلك الإنترلوكين 6 وعامل نخر الورم اللذان يرتبطان بالالتهاب، وهرمون الريسيستين الذي يؤثر على مقاومة الأنسولين، ومثبط مُنَشّط البلاسمينوجين الذي يعزز تجلط الدم.
السكري: تتعدد العوامل التي تسبب السكري، وترتبط بالدهون الحشوية، منها تراكم الدهون في الكبد، وارتفاع مستويات الريسيستين.
هشاشة العظام: ترتبط الدهون الحشوية بزيادة مخاطر فقدان العظام، لأنها تعوق إنتاج هرمون النمو البشري، الذي يُعد ضرورياً بالنسبة لصحة العظام. تحفّز الجزيئات الالتهابية التي تفرزها الدهون الحشوية أيضاً الخلايا المسؤولة عن تفتت العظام.
خطوات لتقليص الدهون الحشوية
ما من طريقة مؤكدة لاستهداف الدهون الحشوية، لكن يمكن الاستفادة من الخطوات التالية:
خففي استهلاك الكربوهيدرات البسيطة: عند تناول المأكولات الغنية بكربوهيدرات بسيطة (خبز، بطاطا، رز، معجنات، مشروبات غنية بالسكر)، يفرز الجسم كمية إضافية من هرمون الأنسولين المسؤول عن تنظيم سكر الدم. نتيجةً لذلك، يُبلِغ الأنسولين الجسم بضرورة تخزين الدهون.
كثّفي تمارينك الجسدية: قد تؤدي وضعيات الجلوس بعد الاستلقاء، وغيرها من تمارين البطن، إلى بناء العضلات، لكنها لن تقلّص حجم الدهون الحشوية. تجمع أفضل مقاربة بين تمارين القوة والأيروبيك. خصصي 150 دقيقة في الأسبوع لممارسة تمارين معتدلة، فضلاً عن تمارين القوة مرتين في الأسبوع على الأقل.