مجلة وفاء wafaamagazine
بعد عشرة أيام من شطب كولومبيا كبلد مضيف شريك في بطولة كوبا أميركا، تم استبعاد الأرجنتين عن تنظيم البطولة أيضاً على خلفية فيروس كورونا. أخيراً تم اعتماد البرازيل كبلد مستضيف «للعرس» القاري الكبير. المسابقة ستنطلق في موعدها المحدد في الثالث عشر من الشهر الجاري وتستمر حتى العاشر من تموز/ يوليو المقبل. ولكن، كلّ شيء معرّض للتغيير قبل أيام على انطلاق البطولة، خاصة أن فيروس كورونا لا يرحم دول أميركا الجنوبية
في غضون أسبوع تقريباً، خسر «كونميبول» (اتّحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم) خدمات الدولتين الشريكتين في تنظيم بطولة كوبا أميركا، إذ صرف الاتحاد النظر عن كولومبيا بسبب الاحتجاجات الشعبية المطلبيّة العنيفة التي خلّفت عشرات القتلى، ثمّ الأرجنتين التي باتت ضحيّة موجة جديدة من تفشّي فيروس كورونا.
بدأت الأرجنتين قبل أيامٍ قليلة بتمهيد الطريق لانسحابها من التنظيم، حيث حذّرت وزيرة الصحة الأرجنتينية كارلا فيسوتي من الصعوبات التي تواجه عمليّة تنظيم مماثلة في ظلّ أن البلاد، التي يبلغ عدد سكانها 45 مليون نسمة، تمرّ بأخطر فترة للجائحة (أصيب أكثر من 41000 شخص في يوم واحد الخميس الماضي وتجاوزت أعداد الإصابات 3,7 مليون حالة إلى جانب 77 ألف وفاة منذ بدء حال الطوارئ الصحيّة).
بعد التحذيرات، أعلن الاتحاد الأميركي الجنوبي لكرة القدم (كونميبول) بداية الأسبوع أن كأس كوبا أميركا 2021 التي كانت مقرّرة في كولومبيا والأرجنتين ستُقام أخيراً في البرازيل في الفترة بين 13 حزيران/ يونيو والعاشر من تموز/ يوليو المقبلَين. وقال الاتحاد الأميركي الجنوبي في حسابه على تويتر: «ستُقام كأس أميركا الجنوبية 2021 في البرازيل. تم تأكيد موعد انطلاق البطولة ونهايتها».
وبعد الكثير من الأخذ والردّ والاعتراضات، قال الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو خلال حفل أقيم بوزارة الصحة في برازيليا: «البرازيل ستستضيف كوبا أميركا»، مؤكّداً أن أربعاً على الأقل من ولايات البلاد البالغ عددها 27 مستعدّة لاستضافة المباريات. وكتب رئيس ديوانه لويز إدواردو راموس على تويتر، «أصبح الأمر مؤكّداً: كأس كوبا أميركا ستُقام في البرازيل». ثم قال بعدها إن المباريات ستقام في ولايات ريو دي جانيرو وماتو غروسو وغوياس والمقاطعة الفيدرالية التابعة للعاصمة برازيليا.
ورغم قبول البرازيل للاستضافة، خرج العديد من الجهات التي حذّرت من الأمر، خاصة أن بلاد السامبا هي ثاني أكثر بلد في العالم تضرّراً من الوباء، مع قرابة 463 ألف وفاة، وهناك خشية من موجة ثالثة وشيكة للفيروس. وقال رئيس الكونميبول أليخاندرو دومينغيس على تويتر: «بالنيابة عن كرة القدم الأميركية الجنوبية، أودّ أن أشكر الرئيس جايير بولسونارو على اتّخاذ القرار الفعال». وأكد في رسالته أن البطولة ستُقام من دون حضور الجمهور ووفق «بروتوكولات صحية» صارمة. في المقابل، رفض خمسة ولاة على الأقل على الفور استضافة المباريات لأسباب صحية.
لاقى خبر نقل البطولة إلى البرازيل انتقادات لاذعة من اللاعبين والجمهور
وقال والي ساو باولو، جواو دورياً، المعارض الشرس للرئيس بولسونارو، إنه لن يعارض استضافة البطولة قبل أن يتراجع يوم الثلاثاء. ومن جهته قال عالم الأوبئة جوزيه دافيد أوربايز، من مركز علم العدوى في برازيليا: «إنه لجنون حقيقي تنظيم مثل هذا الحدث هنا». وفي تصريح نقلته وكالة الصحافة الفرنسية أضاف أوربايز، «كانت أسوأ مراحل الوباء في البرازيل في عام 2020 أقل بثلاث إلى أربع مرات مما نراه اليوم. لدينا هذا الانطباع الخاطئ بأن الأمور قد تحسّنت. والحقيقة أننا ما زلنا في مرحلة رهيبة من الانتشار السريع جداً».
ومع تأكيد مكان الحدث، ستكون هذه المرة السادسة التي تستضيف فيها البرازيل كأس كوبا أميركا، مع الإشارة إلى تتويج البرازيل باللقب على أرضها أعوام 1919 و1922 و1949 و1989 و2019، كما أحرزت البرازيل تسعة ألقاب في المسابقة حتى الآن بعد أعوام 1997 و1999 و2004 و2007، وتحتل المركز الثالث في عدد التتويجات باللقب خلف الأوروغواي (15 مرة) والأرجنتين (14 مرة).
بشكل عام، يُستبعد إلغاء كوبا أميركا خاصةً بعد تأجيلها منذ العام الماضي. رغم ذلك، لدى العديد من اللاعبين مخاوف كبيرة تهدّد سلامتهم بالدرجة الأولى، حيث قال الأوروغواياني لويس سواريز الذي تُوّج مع فريقه أتلتيكو مدريد بلقب الدوري الإسباني: «دُهشت بحقيقة أن كوبا أميركا ستُقام رغم الوضع الحالي».
من جهته، أعرب مواطنه مهاجم مانشستر يونايتد الإنكليزي إدينسون كافاني عن سخطه قائلاً: «إنه انعدام رهيب للمسؤولية أن يتم بذل كل شيء للعب هذه المباريات المؤهّلة (للمونديال) وكأس كوبا أميركا. لا أهمية لأي شيء يتعلق بالوضع الاجتماعي هنا، ولا حتى المخاطر المرتبطة بالفيروس».
لا تزال الأمور معقّدة حتى اللحظة. الأكيد أن جميع الجهود متضافرة في محاولةٍ لإقامة البطولة في موعدها. الأيام المقبلة سوف تعطي صورة أشمل عن الوضع.
الاخبار