السبت 19 تشرين الأول 2019
كتبت منكريستينا جبر في جريدة الجمهورية:
عزف اللبنانيون على الوتر في خطوة لم تكن «لا على البال ولا على الخاطر» في الوقت الراهن، وتوجّهوا إلى الشوارع اللبنانية بكلّ عزم صارخين من القلب «ثورة»!
لم تعد الاحتجاجات مطلبية وموقّتة، كما تعوّد عليها السياسيون، بل بدا اللبنانيون أمس مصمّمين على استقالة أهل السلطة واستعادة المال العام أكثر من أي وقت مضى.
ولم يكن المشهد مختلفاً في جونية، فحضر اللبنانيون يداً واحدة وأقفلوا أوتوستراد جونية من الخطّين أمام الـ«سي سويت»، استمراراً لحركة ليل الخميس، إلّا أنّ أمس ومع تقدّم ساعات النهار، بدأت الأعداد ترتفع تدريجياً، وبدأ الحضور يتكاثرون شيئاً فشيئاً، من عائلات وشباب وكبار في السن.
وحّد النشيد الوطني اللبناني الأيادي في الجوّ وعبّر من خلاله المتظاهرون عن حبّهم لبلادهم آسفين إلى ما وصلت إليه. تلته عبارات ردّدها المتظاهرون بحرقة قلبٍ «فاسدين، زعران… سرقتم المال العام» مطالبين بـ«الثورة» ومتّهمين الحكّام بالسرقة. وعلى وقع الأغاني الوطنية اللبنانية، أكّد المعتصمون كونهم يداً واحدة في كلمة ألقتها شابّة لبنانية: «نحن شعبٌ درزي ومسيحي وشيعي وسنّي ونزلنا لنقول: «كلنّ يعني كلّن»».
مواطنون في الساحة
أشارت المواطنة جنى صالح إلى أنّ «المشكلة ليست في دفع الضرائب، إنّما في الجيب التي ستصبّ فيها هذه الضرائب وبقلّة الاحترام التي يعاملنا بها الحكّام».
أمّا اللبناني فوزي ليان، فوجّه كلامه للحكّام، قائلاً: «ليرحلوا وليعطونا أملاً بلبنان جديد، فلبنان لنا وليس لهم»، وتعليقاً على تصريح باسيل من بعبدا، قال ليان: «باسيل شخص منفصل عن الواقع الشعبي، فليستقل هو وتياره والرئيس الحريري وكتلته»، وسط مطالبات عديدة من المتظاهرين بانتخابات نيابية مبكرة على أساس القانون الحالي (صوت تفضيلي واحد). وأشار ليان إلى أنّنا «جميعنا كنّا حزبيين في يوم من الأيام وآمنّا بزعيم، إلّا أنّنا اليوم لا نؤمن إلّا بهويتنا اللبنانية وبشبابنا وبـ«آدميتنا».
أمّا موظّفو الـ«سي سويت»، وبلفتة طريفة، وزّعوا البقلاوة على المتظاهرين، ناشرين الضحكة وسط الغضب الذي ساد القلوب في الساحة.