الرئيسية / سياسة / أبناء طرابلس أتعبتهم الوعود الكاذبة

أبناء طرابلس أتعبتهم الوعود الكاذبة

الثلاثاء 22 تشرين الأول 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

كتب أنطوان عامرية في جريدة الجمهورية:

لليوم الخامس على التوالي تؤكّد مدينة طرابلس أنّها العاصمة الثانية للبنان وأنّها الصوت الأقوى على مختلف المستويات، وأنّ أبناءها لم يعودوا قادرين على تحمّل الشعارات والوعود الكاذبة ونهب المال العام من قبل طبقة ظالمة لا يهمها سوى حرمان الناس من أبسط حقوقهم.

ساحة عبد الحميد كرامي التي تحولت ليل أمس الى ساحة مهرجان حقيقي نافس مهرجانات طرابلس في معرض رشيد كرامي الدولي، فجمعت أبناء المدينة والجوار قلباً واحداً رقصوا حتى ساعات الصباح على وقع الأناشيد والأغاني الوطنية كاسرين الرقم القياسيّ بزيادة عدد المشاركين عن الـ100 ألف والذين فاضت بهم الساحة إلى الشوارع المتفرعة عنها وأسطح الأبنية وأعمدة الكهرباء. شهدت منذ ساعات الفجر الأولى حركة ناشطة للشباب في مساعدة عمّال «لافاجيت» على إزالة النفايات قبل توافد المتظاهرين.

انتظر الجميع قرار الحكومة مؤكدين أنّهم لن يخرجوا من الساحة إلّا بعد استعادة المال المنهوب، حتى بعد تلاوة مقرّرات مجلس الوزراء في حين بدأ الشباب إعادة تنظيم الحراك وجمع الأموال من المشاركين لتأمين المياه والموسيقى، وعملت الصبايا على مدى ساعات لإرضاء الأطفال المشاركين برسم العلم اللبناني والأرزة اللبنانية على وجوههم وأياديهم.

وقبل صدور قرارات مجلس الوزراء وبعده، أكّد المعتصمون انّهم مستمرّون في الاعتصامات، فقال الشيخ نبيل رحيم إنّ المطالب الشعبية محقّة، وعلى الناس مواصلة التحرّك بمختلف طوائفهم لرفع الظلم وإيقاف الفساد المستشري».

وأكّد المحامي محمّد صبلوح «أنّ الشعب لم تعد ترضيه الإصلاحات ممّن شوّهوا صورة لبنان وهدروا اقتصاده وسيستمرّون في التحرّك حتى رحيل هذا العهد».

وعن سؤال هل يمكن تشكيل حكومة بديلة في حال استقالت الحكومة الحاليّة؟ أجاب مروان طرابلسي «لسنا بحاجة إلى عصاة سحريّة فلدينا شباب جامعي مثقّف ومؤهّل لحلّ مشكلة لبنان»، واكّد البقاء في الشارع إلى حين تحقيق مطالب اللبنانيين مسلمين ومسيحيين.

وتمنّت أماني عبيد «استرداد مال الشعب الذي سرقوه، وعندها نتحدث عن الإصلاح وسنبقى في الساحة، خصوصاً أنّنا لم نشعر يوماً بحريّتنا وكنّا دائماً رهينة لأهل السياسة يفرضون علينا الضرائب ويهمّشون مدينة طرابلس، لذا نريدهم أن يرحلوا جميعاً دون استثناء».

ورأى عامر العبد إقامة حكم عسكريّ، وقال: نريد أن يتسلّم الحكم قائد الجيش لأنّه الوحيد الشريف وهو الذي سيجعل لبنان جنّة».

واللافت في اليوم الخامس هو انتشار واسع لباعة الأعلام اللبنانية والشارات والقمصان على طول بولفار فؤاد شهاب، والتي كتب عليها «كلّن يعني كلّن»، والقبعات التي طبع عليها العلم اللبناني ووجوه التنكر»ماسك»، كما كان هناك انتشار واسع في محيط الساحة لباعة القهوة والمياه الباردة والمرطبات والكعك.

وتجدر الإشارة إلى أنّه رغم الهدوء والانضباط، تمّ تحطيم وحرق الصرّافَين الآليين لمصرف «لبنان والمهجر» في الساحة، كما تمّ تحطيم بعض العدّادات للمواقف في محيط الساحة، وكتب عليها «يسقط حكم المصارف. نعم للاقتصاد الشعبي التضامني»، «كلّن يعني كلّن وزراء ونوّاب ومصارف».

كما رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها مستمرّون حتى سقوط النظام»، «مستقبل أولادنا حق»، «حلمنا وطن» وردّدوا الهتافات الداعية لمواصلة الثورة.