الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / من يقف خلف شغب طرابلس الاخير؟؟

من يقف خلف شغب طرابلس الاخير؟؟

مجلة وفاء wafaamagazine

من يقف خلف شغب طرابلس الاخير؟ سؤال كبير ومحرج، ويحتاج الى تحقيق وتدقيق. رغم ذلك، فان كثيرا من المؤشرات تدل عل الخفايا، والذي لا يختلف عن احداث طرابلس السابقة، ولعلّه المسلسل الذي لن ينتهي قبل انتهاء الازمة السياسية برمتها وما تركته من تداعيات على الساحة اللبنانية عامة والطرابلسية خاصة…

حرية الرأي والتعبير مصانة بالدستور، ولا نقاش عليها او على التظاهرات التي تحصل في الساحات والشوارع تعبيرا عن الغضب واستنكارا لاذلال الناس في طوابير الذل، غير ان تجاوز هذه الحرية يتحول الى شغب والى فوضى وفلتان أمني، وهو مطلب جهات خارجية دأبت التصويب على محور المقاومة واقحامه في كل شاردة وواردة، والصاق التهم بهذا المحور وحلفائه في الداخل اللبناني، غير ان المتتبع لمجريات الازمة الحكومية والسياسية لا بد له من ان يستقرىء اهداف الشغب وتبعاته والاستهدافات من فلتان امني يعرض السلم الاهلي الى مخاطر تشعل فتيل فتنة في البلاد…

ودائما عند اي حدث يطرح سؤال بديهي: من هو المستفيد من الشغب والفلتان والفوضى؟

عرض سريع للواقع الطرابلسي، انها البيئة السنية الاولى في لبنان، والبيئة التي احتضنت «الحريرية السياسية» قبل ان تتراجع لتبرز مرجعيات سياسية اخرى، فيما «الحريرية» بدأت تتعرض لاهتزازات جراء الوعود التي اغدقتها على طرابلس دون الايفاء بها…

في الازمة السياسية الراهنة ليس من ساحة ضغط سوى طرابلس، ولم تخرج عن كونها صندوق بريد لتبادل الرسائل الخارجية والداخلية، ولا يخفى على احد ان الساحة الطرابلسية باتت جاذبة لقوى خارجية من منطلق سنيتها.

ويلاحظ المراقبون ان عدة اهواء سياسية تتفاعل على الساحة الطرابلسية، وابرزها الهوى السعودي، ويليه الهوى التركي، ثم الهوى الخليجي دون ان ننسى الهوى التكفيري ومشاركة شبان بمنظمات ارهابية قاتلت في سوريا، ولا يعني ذلك الصاق تهمة الارهاب بطرابلس، فالمدينة مشهودة تاريخيا بانها مدينة وحدة العيش المشترك، والتآلف والتسامح، ولم يستطع بضعة تكفيريين من وصم مدينة بأكملها بالارهاب الممجوج من الطرابلسيين…

وتتحدث مصادر سياسية عن مخاوف من انطلاق الشرارة الاولى من طرابلس، ولذلك فان تساؤلات برزت حول ظهور مقنعين وملثمين بين المتظاهرين الذين استهدفوا منازل النواب، والذين استهدفوا مصرف لبنان في طرابلس والسرايا الحكومي، وحسب المصادر ان جهات حزبية داخلية مناهضة لمحور المقاومة دخلت على الخط وموّلت ودفعت بالمتظاهرين الى اعمال الشغب والتخريب واستعمال السلاح، ويحتاج الامر الى فتح تحقيقات معمقة والتدقيق لكشف الخفايا والخلفيات، وان هذه الجهات دخلت على خط النزاع القائم بين التيارين المستقبل والوطني الحر لتمعن في توسعة الشرخ القائم بينهما.

وتستغرب الاوساط ما قام به متظاهرون بفرض اقفال المحلات والمؤسسات والمقاهي والمطاعم بالقوة ما يتعارض مع حرية الرأي والموقف، وان فرض الاقفال من شأنه استفزاز الآخرين وجرهم الى المشكلة…

لكن اتخاذ الجيش اللبناني موقفا واضحا بعد التعرض له وسقوط جرحى منه بملاحقة المشاغبين والمخربين وتوقيفهم، أمر اثار ارتياحا لدى الاوساط الطرابلسية، غير ان هناك بين القيادات الطرابلسية من يأسف لانه في كل مرة يتم توقيف المخلين بالامن والمخربين، وسرعان ما يطلق سراحهم بعد ايام قليلة بتدخل سياسي، ليعود هؤلاء الى تكرار افعالهم طالما يدخلون من الباب في اليوم الاول ليخرجوا منه في اليوم الثاني ابطال محمولين على الاكتاف…

 

 

 

 

 

 

 

 

الديار