الخميس 24 تشرين الاول 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
تتواصل التظاهرات لليوم الثامن على التوالي في مختلف المناطق اللبنانية إنطلاقاً من ساحتي رياض الصلح والشهداء في بيروت، وقد استمرت التحرّكات على سلميتها، وكذلك على زخمها رغم هطول الأمطار، مؤّكدين رفضهم لما جاء في خطاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي طالبوه بالاستقالة. إلّا أنّ المشهد في رياض الصلح اختلف اليوم خصوصاً بعد نزول مجموعة مؤيّدة لـ”حزب الله”، ترفع المطالب ذاتها التي يرفعها الحراك، لكنّها ترفض المساس بالأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله، مؤكّدين أنّهم يرفضون شعار “كلن_يعني_كلّن”، فيما اصرّت مجموعة من الحراك المدني على أنّ لا أحد مستثنى بعدما عاثوا في البلاد فساداً. الأمر تطوّر إلى تلاسن بين المجموعتين ثمّ إلى اشتباك بالأيدي، ما دفع القوى الأمنية وقوى مكافحة الشغب إلى التدخل لفصل المحتجين وفض الإجتماع، ولاحقاً عادت الأمور إلى طبيعتها.
تدافع وتضارب الان في ساحة رياض الصلح بين المحتجين وانصار حزب الله #لبنان #لبنان_ينتقض
شباب قوى الأمن منتشر من ساعتين و هلأ عم بيناشدو من ساحة الشهداء نفوت عرياض الصلح لإنو في شغب، و عم نسمع إنو شباب الحزب صارو بيناتنا و بيناشدوا “كلن يعني كلن، نصرالله أشرف منن” إذا بتهمكن الثورة هلأ بتنزلو عرياض الصلح.
مدينة طرابلس حافظت على الشكل السلمي لتحركاتها وكذلك منطقة جلّ الديب، الزوق، صيدا، البترون وبعلبك، صور وغيرها من المناطق، فيما تألّقت مدينة النبطية في الجنوب اليوم لناحية الزخم الذي شهدته التظاهرات، وقد نظّمت مسيرة من أمام السراي في النبطية باتجاه مصرف لبنان، مؤكّدين على رفع الشعارات التي تطالب السلطة السياسية بالرحيل.
النبطية لا #لبنان_ينتقض
اشكال النبطية #لبنان_ينتقض
وفي طرابلس المشهد لم يختلف عن الأيّام الماضية، إذ نزل اللبنانيون بكثافة إلى ساحة النور حاملين العلم اللبناني فقط، مطلقين الهتافات المنددة بالسلطة. وقد شارك بالتظاهرات اليوم نحو 500 شخص من أعضاء نقابات المهن الحرة في طرابلس، كالأطباء والمهندسين والمحامين.
#طرابلس الجميلة الآن #لبنان #لبنان_ينتفض
ورغم تساقط الأمطار، بقي المحتجون في نقطة التجمع تحت جسر مستشفى البترون على الاوتوستراد، حيث أنشدوا النشيد الوطني والاغاني الوطنية وعقدت حلقات الدبكة. أمّا شعار المحتجين ومطلبهم الوحيد فهو المطالبة بـ”تشكيل حكومة مستقلة من الاختصاصيين القادرين على انقاذ لبنان من براثن الإنهيار”.
وفي صيدا، شارك عدد من الفنانين في الإعتصام المفتوح عند ساحة ايليا، حيث ألقوا كلمات، بينها كلمة للفنان بديع ابو شقرا. وقد أكّدت الكلمات “أحقية الشعب اللبناني بالثورة وحقه المطلق بالتعبير عن رأيه لينال حقه في مستقبل أفضل له ولأولاده”، ودعت إلى “النضال من أجل التغيير”. وبعد ذلك أنشد الجميع “نشيد الثورة” وسط حماسة وتصفيق من المحتجين. وفي جل الديب، واصل المحتجون التجمّع في تظاهرة حاشدة، وسط صرار على البقاء في الشارع رغم تساقط المطر. أمّا في صور، فقد وصلت التظاهرة في ساحة العلم الى ذروتها، حيث توافد اعداد كبيرة من المحتجين الى ساحة العلم للتعبير عن آرائهم وعن رفضهم لاي مفاوضات حول مطالب الشعب حتى تحقيق مطالبهم. وأكّدوا استمرارهم في الحراك يومياً في صور حتى تحقيق المطالب ومنها اعادة الأموال المسروقة للدولة ومحاسبة السارقين، فيما خيم على التظاهرة اجواء هادئة وطبيعة وسلمية حضارية تحت سقف العلم اللبناني والأناشيد الوطنية. وكان المتظاهرون احضروا مزيدا من الخيم ليبيتوا فيها، فيما قام الجيش اللبناني والقوى الأمنية بمواكبة المحتجين للحفاظ على سلامتهم والحفاظ على الامن في ساحة العلم.
وفي حلبا، أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” بأنّ “المحتجين توافدوا الى خيمة الاعتصام في الساحة رغم هطول الأمطار، رافعين الأعلام اللبنانية واليافطات التي تطالب بحقوق عكار المهدورة منذ عقود واستعادة الأموال المنهوبة”. وألقيت كلمات للحراك الشعبي والمحتجين رأت أنّ “كلام رئيس الجمهورية لم يهدىء غضب الشارع إنّما زادهم المعتصمين إصراراً على بقائهم في الشارع”، داعية إلى “الإستقالة الكاملة لجميع المسؤولين واستبدالهم بأمناء على الوطن”، مؤكدة أن “لا تراجع عن التظاهرات وهي مستمرة والإعتصام سيبقى مفتوحا ليل نهار حتى تحقيق المطالب”.
,في زحلة تواصلت التظاهرات في ساحة المنارة لليوم الثامن على التوالي، وقد شاركت فيها كافة قطاعات المجتمع من زحلة وجوارها، واطلقت الهتافات الشعبية، وعلى وقع الاغاني الوطنية والثورية كمااطلقت المفرقعات النارية. وتزامناً، قام محتجون بقطع طرقات تل عمارة رياق، والفرزل، وشهابية الفاعور ومن ثمّ أعيد فتحها بعد انتهاء الإعتصامات.
كذلك توافد المزيد من المتظاهرين ليلاً إلى أمام مصرف لبنان للإنضمام إلى المتواجدين منذ ساعات الصباح، ومنهم من اختار البقاء في الشارع إلى حين تحقيق مطالبهم، وهي إقرار قانون محاسبة الفاسدين والبدء بتنفيذها من وزراء ومصرفيين.