مجلة وفاء wafaamagazine
مباراة كبيرة ينتظرها عشاق كرة القدم حول العالم يحتضنها ملعب ويمبلي التاريخي في العاصمة الإنكليزية لندن. المنتخب الإيطالي يواجه المنتخب الإسباني في نصف نهائي بطولة أوروبا (تلعب المباراة الساعة 22:00 بتوقيت بيروت)، وهي مباراة تعتبر من كلاسيكيات أوروبا في السنوات الأخيرة. المنافسة قوية، والطريق إلى النهائي ستكون صعبة جداً، بخاصة أنها تُلعب في الاستاد الذي سيحتضن المباراة النهائية لليورو
التحضيرات في العاصمة لندن اكتملت من أجل القمة الأوروبية التي تجمع إيطاليا وإسبانيا. المنتخب الإيطالي يقدم كرة قدم جميلة تحت قيادة المدرب المحنك روبيرتو مانشيني. الأخير غيّر كثيراً من شكل إيطاليا في هذه البطولة. فبعد الفشل بالتأهل إلى مونديال روسيا 2018، تظهر إيطاليا في اليورو الحالي وهي متخلية عن التحفظ الدفاعي الذي ارتبطت به على مدى سنوات طويلة. صحيح أن «الأتزوري» يمتلك دفاعاً قوياً مع المخضرمين بونوتشي وجورجيو كيليني، إلا أن الهجوم الإيطالي فرض نفسه بقوة مع لورينزو إينسيني وكل من فيديريكو كييزا وشيرو إيموبيلي. الهجوم الإيطالي كان فعالاً، ففاز منتخب بلاد البيتزا بثلاثية نظيفة على كل من تركيا وسويسرا في بداية البطولة، قبل تجاوز ويلز ومن ثم إقصاء النمسا في الدور الثاني. والنتيجة الأهم كانت إقصاء بلجيكا القوية من الدور ربع النهائي بعد الفوز عليها بهدفين لهدف. مختلف النقاد والمتابعين معجبون بالمنتخب الإيطالي في هذه البطولة، واللافت أن إيطاليا عندما لا تكون مرشحة في بداية أي بطولة أوروبية أو عالمية، تفاجئ الجميع وتصل إلى المباراة النهائية قبل أن ترفع اللقب.
الجدير ذكره أن مانشيني سيفتقد في مباراة اليوم واحداً من أهم عناصر الفريق في اليورو، وهو الظهير ليوناردو سبيناتسولا المصاب بقطع في وتر أخيل، والذي سيبعده عن الملاعب لفترة ليست بالقصيرة. وقال مانشيني خلال المؤتمر الصحافي عشية المباراة: «ستكون مباراة صعبة، إسبانيا مختلفة عن بلجيكا، لكننا سنواجه العديد من الصعوبات، عانينا ضد النمسا بسبب عدوانيتهم، ولأنها كانت المباراة الأولى في الأدوار الإقصائية». وتابع، «نحن بحاجة لتقديم مباراة عظيمة». وأشاد مانشيني بمدرب إسبانيا لويس إنريكي، مؤكداً أنه يمتلك خبرة كبيرة بخاصة بعد الألقاب التي حققها رفقة برشلونة سابقاً.
تصب الترشيحات في صالح المنتخب الإيطالي ولو بنسبة غير عالية
وعلى الجهة المقابلة يبدو المنتخب الإسباني بأفضل أحواله قبل المباراة، بخاصة أنه تمكن من تجاوز الانطلاقة الضعيفة في الدور الأول. إسبانيا كانت قريبة من الخروج من الدور الأول بعد تعادلين أمام السويد وبولندا، إلا أن الفوز بخماسية نظيفة على سلوفاكيا، ثم تجاوز كرواتيا في ثمن النهائي بعد مباراة ماراثونية، أعاد الثقة إلى رجال المدرب لويس إنريكي. واحتاج منتخب «الثيران» إلى ركلات الترجيح للتفوق على المنتخب السويسري في ربع النهائي. على الورق تبدو مسيرة إيطاليا أفضل في البطولة، إلا أن المنتخب الإسباني يمتلك أوراقاً مهمة جداً، أبرزها، لاعب الوسط الشاب بيدري والمهاجم فيران توريس كما المدافع باو توريس، ولا يجب إبعاد المهاجم المخضرم ألفارو موراتا الذي استفاق في مباراة كرواتيا، وأعطى منتخب بلاده بطاقة العبور إلى ربع النهائي.
مباراة قوية جداً ينتظرها عشاق كرة القدم على ملعب ويمبلي، وهي بلا شك تعيد إلى الأذهان نهائي كأس أوروبا عام 2012، عندما «سحق» المنتخب الإسباني نظيره الإيطالي بأربعة أهداف من دون رد، سجلها في ذلك الوقت كل من دافيد سيلفا وجوردي ألبا، إضافة إلى فرناندو توريس وخوان ماتا. وفي ذلك الوقت كانت الكرة الإسبانية تعيش أفضل فتراتها مع جيل برشلونة الذهبي بقيادة أندرييس اينييستا وتشافي هيرنانديز، إضافة إلى سيرخيو راموس… وصحيح أن إيطاليا تأثرت لخسارتها في 2012، وفازت على إسبانيا في ثمن نهائي كأس أوروبا 2016، إلا أنها عادت وخسرت خلال تصفيات كاس العالم بثلاثة أهداف نظيفة، لتفشل بعدها في التأهل إلى المونديال.
مباراة بذكريات كثيرة، رغم أن الترشيحات تصب بنسب أقل لمصلحة المنتخب الإيطالي الذي تبدو تشكيلته أكثر تكاملاً، بخاصة أنها تملك توازناً بين الخبرة والشباب.
90 دقيقة ستكون استثنائية على ملعب ويمبلي، والفائز من هذه المباراة سيواجه الفائز من مباراة إنكلترا والدنمارك ـ مفاجأة البطولة ـ في المباراة التي تجمع المنتخبين غداً الأربعاء.
الاخبار