مجلة وفاء wafaamagazine
الحياة الشخصيّة للوسيان فرويد (1922 – 2011) هي محور معرض جديد سيفتتح في بريطانيا قريباً. سبق لمؤرخي الفن وكتاب سيرة الفنان أن تناولوا علاقاته العاطفية مع النساء، وأطفاله الكثر من علاقاته المختلفة. غير أن المعرض الجديد بعنوان «فرويد، مينتون، ريان» في «فيكتوريا غاليري» البريطانيّة، يستكشف جانباً مخفيّاً من حياة أشهر فناني بريطانيا، وهي علاقته المثليّة مع الفنانين البريطانيين أدريان ريان (1920 -1998)، وجون مينتون (1917 – 1957).
وقد جمع المنسّق الفني جوليان ماشين في المعرض أطراف هذه الحكاية، التي جرت وراء أبواب الوسط الفني في لندن، خلال فترة الحرب. إذ يضمّ المعرض 50 لوحة للفنانين الثلاثة، وكاتالوغاً يسرد التفاصيل العامّة والشخصيّة لتلك العلاقة بالإضافة إلى فيلم، مواد من شأنها أن تساعد في فهم أجواء الوسط الفني البريطاني، من خلال ثلاثة من فنانيه، كما تساعد عن فهم الأجواء الخاصّة لكل منهم خصوصاً فرويد. وفي مقابلة مع صحيفة «الغارديان» أطلق ماشين على هذه العلاقة تسمية «الثالوث اللامقدّس»، رغم أنه أكّد أن العلاقة العاطفيّة الحقيقيّة ربطت ريان وفرويد، مضيفاً أن مشاعرهما «أخافتهما، إذ لم يتمكّنا من قبولها تماماً». لم تنته تلك العلاقة إلى مع انتحار مينتون، وهذا ما يظهر في البورتريهات ولوحاتهم التي حملت مناخات الوحدة والعزلة، وهذه إحدى الثيمات التي يتناولها المعرض بعرضه لوحات الثلاثي منذ بداياتهم حتى انتحار مينتون سنة 1957.
حاول فرويد مراراً محو آثار هذه العلاقة. وحين سأله المؤرّخ الفني جون ريتشاردسون، عن علاقته بريان في مقابلة سنة 2002، كانت إجابة فرويد «تملك من الغموض ما يكفي لإثباتها»، كما يشير ماشين الذي تأكّد من هذا الموضوع حين شرع بكتابة السيرة الذاتية للفنان أدريان ريان. فهذه العلاقة التي بدأت مع الحرب العالمية الثانية، تجسّدت حين سكن الثلاثي معاً في شقّة في لندن، وهي التي شهدت علاقتهم الحميميّة. كما أن الشهود والمقرّبين من تلك الفترة منهم الفنان البريطاني ديفيد تيندل، أكد على هذه القصص، خصوصاً أنه كان مقرّباً من فرويد في الأربعينيات.
الاخبار
