مجلة وفاء wafaamagazine.
واصل إرهابيو الميليشيات المعارضة التابعة للنظام التركي، إجلاء عائلاتهم من قرى وبلدات جبل الزاوية، ذي الموقع الإستراتيجي بريف إدلب الجنوبي، إلى شمال طريق عام حلب- اللاذقية أو ما يعرف بطريق «M4، خشية تسريبات تدور حول «تفاهمات» جديدة روسية- تركية لوضع الطريق الدولي في الخدمة «في أقرب وقت ممكن»، غذّتها الحشود العسكرية الكبيرة للجيش العربي السوري جنوب إدلب واستمرار القصف الروسي لمواقع إرهابييه و«التقارب» الروسي- الأميركي الأخير، بشأن التمديد الأممي لإيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى منطقة «خفض التصعيد».
ويعد جبل الزاوية خط الدفاع الأول والوحيد عن «M4» في الجهة الجنوبية منه، ويضم نحو ٤٥ قرية وبلدة وقمة النبي أيوب التي تشرف جهتها الغربية على أجزاء واسعة من سهل الروج بريف إدلب الغربي، وستعني سيطرة الجيش العربي السوري عليه مع جبل الأربعين المطل على أريحا، تأمين أكثر من نصف الطريق السريع في جزئه الممتد من ترنبة غرب مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي إلى تل حور بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وذلك من بلدة النيرب مروراً بمدينة أريحا وبلدة أورم الجوز، وصولاً إلى بلدة محمبل وعمق سهل الروج.
ad
وأكدت مصادر محلية في جبل الزاوية لـ«الوطن»، أن مئات الإرهابيين المتمركزين في جبل الزاوية، وخصوصاً من إرهابيي ما يسمى «غرفة عمليات الفتح المبين» التي تضم «جبهة النصرة» إلى جانب «الجبهة الوطنية للتحرير»، نقلوا خلال الأسبوع الأخير عائلاتهم من جبل الزاوية إلى ريف إدلب الشمالي، خوفاً من سيطرة الجيش العربي السوري عليه، سواء بعملية عسكرية أم تنفيذا «للتفاهمات» الروسية- التركية الأخيرة خلال المباحثات العسكرية بين الجانبين والجولة الـ١٦ من اجتماع «أستانا» الذي عقد في ٧ و٨ الشهر الجاري في العاصمة الكازاخية نورسلطان.
وبيّنت المصادر أن بلدات جوزف وبسامس وإبلين وبليون وبزابور وكفرعويد وكنصفرة ومرعيان واحسم والبارة، شهدت حركة متسارعة في اليومين الماضيين لجهة رحيل عائلات الإرهابيين وأقاربهم عن المنطقة، لقناعتهم باقتراب «استحقاق» دخول الجيش العربي السوري إليها، وأشارت إلى أن مواصلة جيش الاحتلال التركي سياسة استقدام تعزيزات عسكرية أخيراً إلى نقاط مراقبته الـ١٤ غير الشرعية في جبل الزاوية، ما هي إلا استعراض عضلات في غير حلبته.
ولفتت المصادر إلى أن متزعمي إرهابيي جبل الزاوية استشعروا الخطر المحدق بهم وبمعقلهم الرئيس، ورحّلوا عائلاتهم إلى تركيا وإلى حدود إدلب الشمالية مع تركيا مطلع العام الحالي، إثر عملية الجيش السوري للسيطرة على أجزاء من ريف إدلب الجنوبي والشرقي وطريق عام حلب- حماة المعروف بطريق «M5»، لكن مؤشرات الميدان ومستجداته أخيراً في «خفض التصعيد» والتقارب الروسي- الأميركي، وانخفاض سقف «تحفظات» أنقرة أمام ضغط موسكو، دفع بباقي إرهابيي جبل الزاوية على اقتفاء أثر متزعميهم.
ورأت أن إرهابي إدلب أيقنوا أنه يستحيل بقاء خطوط التماس وجبهات القتال في «خفض التصعيد» ثابتة، منذ أكثر من ١٦ شهراً على توقيع «اتفاق موسكو» الروسي- التركي، واستمرار تعنّت ومماطلة نظام رجب طيب أردوغان في تنفيذ بنوده التي قضت بإنشاء شريط أمن شمال وجنوب «M4» بعمق ستة كيلو مترات من كل جهة، لفتح الطريق أمام حركة المرور والترانزيت وطرد التنظيمات الإرهابية من المنطقة.
وكانت مصادر معارضة مقربة من «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر تكتل عسكري شكّلته تركيا في ٢٠١٨ من اتحاد ١١ ميليشيا في إدلب، كشفت لـ«الوطن» أن إرهابيي جبل الزاوية يدركون جيداً أنهم «كبش فداء لا بد من التضحية بهم عندما يحين موعد تقديم القرابين، فالنظام التركي مخادع ولا يهمه سوى مصالحه وأجندته الاستعمارية التي لا تقيم ودّاً مع أقرب الحلفاء إليه، وسبق أن تخلى عن ميليشياته في مناطق أكثر أهمية بريف حماة الشمالي وريف حلب الجنوبي والغربي».
الوطن السورية