الرئيسية / آخر الأخبار / المسن المصاب بالخرف…

المسن المصاب بالخرف…

مجلة وفاء wafaamagazine

عندما يتقدّم الإنسان في العمر، ليس فقط الأمراض الجسدية أو الفيزيولوجية هي التي تنخر جسده الذي يصبح هزيلاً وضعيفاً أمام أي مرض، ولكن هناك العديد من الأمراض العصبية والنفسية التي يمكن أن تكون وراء تدهوره الصحي. ومن هذه الأمراض، يمكن أن نذكر «الهنتيغتون» و»الباركينسون» وغيرهما من الأمراض التي تتعب المسن. ولكن هناك أيضاً الخرف أو الألزهايمر الذي يُعدّ من الأمراض الأكثر إنتشاراً ما بين المسنين. فما هو الخرف؟ وكيف يمكن أن نحدّد أنّ هذا المسن يعاني منه أم لا؟ وما هي الطرق المناسبة لمرافقة الشخص الذي يعاني من الخرف؟

الخرف… أسباب وأعراض


خلال مرحلة الشيخوخة، تظهر أمراض القلب، فتُصاب عضلة القلب بالضعف نظراً لقلّة حركته والقصور في ضخ الدم وإمكانية حدوث جلطة في شرايين القلب أو المخ… وتطرأ على المسن تغيّرات فيزيولوجية وتترهل انسجة جسمه، ما يؤثر على عمل الخلايا وحيويتها. كما تظهر لديه أمراض الجهاز الهضمي وتتراجع الشهية. ويُلاحظ انّ حاسة السمع لدى المسن تقلّ ويضعف بصره ولمسه وشمّه وتذوقه. وأخيراً في هذه المرحلة، نجد إنخفاضاً في مستوى عمل الجهاز العصبي المسؤول عن الذاكرة والكلام والتوافق العضلي، وطبعاً العديد من الحالات والامراض النفسية التي يمكن أن تصيب المسن.

ومن الأمراض التي يمكن أن يعاني منها المسن، الخرف أو الألزهايمر. والسبب الرئيسي للخرف هو تلف الخلايا العصبية في المخ وروابطها. أي لا يمكن أن تتواصل خلايا الدماغ بشكل سليم ما يؤدي إلى فقدان للذاكرة. أما بالنسبة للأعراض، فهي تختلف بين إنسان وآخر، وهي تتنوع، ولكن النقاط التالية هي الأكثر شيوعاً:

  • فقدان تدريجي للذاكرة (أي يبدأ الشخص المسن بنسيان أشياء من حياته اليومية قبل أن ينسى ماضيه).
  • صعوبة في التواصل وإيجاد الكلمات بسبب فقدان الذاكرة.
  • إضطراب في الزمان والمكان، أي يبدأ المسن بنسيان أين هو، والشعور بالضياع في الطرقات العامة أو خلال القيادة.

ad

  • صعوبة في التركيز والحاجة الدائمة للراحة أو للنوم.
  • تبدأ ظهور صعوبات في يومياته (الدخول إلى الحمام، الإستحمام، تناول الطعام، أو تناول الأدوية…)
  • صعوبات على الصعيد التآزر البصري – الحركي… وطبعاً غيرها من المشاكل التي تقلّل شيئاً فشيئاً من قدراته الجسدية.

التعامل مع المصاب بالخرف

طبعاً ليس من السهل الإهتمام بمسن في البيت، خصوصاً أنّ الشخص المصاب بالخرف يمكن أن تظهر لديه بعض التغييرات على الصعيد النفسي، ومنها: الإكتئاب والقلق من الموت أو من المستقبل، سلوكيات عدوانية أو سلوكيات غير لائقة… كما عدم القدرة على إتخاذ القرارات مع هلوسات أو هيجان وإتهامات تجاه الآخر. ولكن كيف يمكن التعامل مع المسن الذي يعاني من الخرف؟

أولاً، ثمة حاجة لمتابعة طبية في البيت من خلال طبيب العائلة. كما يمكن أن يقوم الأهل بقياس ضغط المسن والسكري بإستمرار ومراقبة حرارته دائماً… كما يجب إستبدال فراشه بإستمرار، لأنّ النظافة أساسية في تلك المرحلة. كما تناول الدواء كما يجب، حسب توصية الطبيب المختص.

ثانياً، الاهتمام بنظافة المسن كل يوم ويعني ذلك، الإستحمام كل صباح ومساء (إذا أمكن) وطبعاً طلب المساعدة من أحد أفراد العائلة أو حتى من الأقارب، أو إستعمال الكرسي المتحرك إذا كان المسن لا يستطيع الحراك بسهولة. وتغيير الملابس بإستمرار وغسلها جيداً. والماء والصابون هما من أساسيات عملية الإستحمام. ويجب التذكير بأنّ قلة النظافة ممكن أن تؤدي إلى أمراض وإلتهابات هو بغنى عنها.

ثالثاً، ممارسة الرياضة بشكل بسيط والإنتباه للنظام الغذائي وسماع الموسيقى وقراءة القصص الجميلة المشوّقة وحتى قصص الأطفال (التي تنعش ذاكرة المسن وتفرحه)، والتعرّض بشكل مستمر للشمس.

على الصعيد النفسي…

تقتصر المساعدة النفسية للشخص المسن الذي يعاني من الخرف في البيت، على بعض النقاط البسيطة التي يمكن أن يقوم بها أي شخص. ولكن طبعاً إذا العائلة كانت بحاجة أيضاً لإستشارة نفسية، يمكن أن تتوجّه عند الأخصائي النفسي لإلقاء الضوء على بعض النقاط الحساسة. لذا يمكن مساعدة الشخص المسن نفسياً من خلال:

  • تأمين الرعاية والحنان والعطف له. فكل إنسان مهما كبر هو بحاجة إلى الشعور بأنّه محبوب من الآخر، وبأنّ هذا الآخر يقدّم له الدعم والمحبة.
  • تفسير للمسن عن بعض المسؤوليات التي يجب أن يقوم بها كل يوم، مثلاً، تناول الأدوية.
  • عدم إجباره البتة على القيام بشيء لا يريد القيام به.
  • الصبر هو مفتاح التعامل مع المسن وطبعاً عدم الإصطدام معه في رأي معين. بل يمكن أن نسمع رأيه وأن نساعده في إتخاذ القرارات المناسبة.
  • عدم إستعمال العدوانية بكل أشكالها معه، خصوصاً أنّ المسن يحب أن يكرّر بعض الأحيان أحداثاً قديمة جداً مرّ فيها. فلا يجب أن نطلب منه السكوت بل السماع له ولماضيه الذي يكون عادةً متشبثاً به.
  • عدم الإستهزاء به، لأنّه حتى لو كان ينسى الكثير من الأمور، فهو ما زال واعياً لأمور أخرى. ولا يجب أن ينسى الأهل بأنّهم قدوة لأطفالهم، فإذا إستهزؤا بالمسن، يوماً ما سيستهزئ طفلهم بهم.
  • مشاركة المسن المصاب بالخرف في يوميات العائلة، وعدم تركه وحيداً في إحدى زوايا البيت.