مجلة وفاء wafaamagazine
اعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن “اللبناني يعايش في الفترة الأخيرة فقدان نبض الحياة في البلاد، وكأننا في مسار نحو الموت ونحو جهنم، وهذا الأمر لا يمكن أن نتقبله كلبنانيين عامة وقواتيين تحديدا، لأنه لا يشبهنا ولا يشبه ثقافتنا وتاريخنا وتضحياتنا وحبنا للفرح والحياة الذي من أجله ضحينا واستشهد رفاقنا لا بحثا عن لذة الموت”.
كلام بو عاصي جاء خلال افتتاح مركز “القوات اللبنانية” في وادي شحرور في حضور رؤساء بلديات وادي شحرور العليا سامي أبو مراد، بسابا كلود بو انطون، حارة الست عبدو الغاوي، نائب رئيس بلدية كفرشيما اندريه المر، رئيس “الكتلة الوطنية” في البلدة تامر خير، منسق بعبدا في “القوات” جورج مزهر، رئيس مركز وادي شحرور طوني الفغالي وعدد من فاعليات المنطقة والعمداء المتقاعدين وأعضاء المجالس البلدية والمخاتير ومن الأهالي والمناصرين.
وشكر بو عاصي ل “كل من ساهم في بناء الحجر في هذا المركز، فحين يصبح فيه إنسان يحمل طرحا وفكرا وصدقية يتحول الى بيت يتمتع بدفء العائلة. والتحدي أن نحافظ عليه بيتا محترما يتمتع بالشرف والصدق والنزاهة والثبات على المواقف ويكون كالمنارة ويبقى مفتوحا كما قلوب مسؤوليه للجميع”.
وقال: “نعتبر أنفسنا في حزب القوات اللبنانية مؤتمنين على إرث وبلد وثقافة وتضحيات. لا يمكن ان نتلون ونغير طرحنا بحسب تغير المزاج. نحترم المزاج ولكن لا نتغير، فمتى تلونا فقدنا أغلى ما لدينا أي صدقيتنا. الخير العام هو الأساس، وغير صحيح ان اللبناني أناني، فلطالما تساعد اللبنانيون ولكن اضطروا الى النظر الى الحلقة الضيقة بسبب غياب الدولة، لذا لا خيار أمامنا سوى بناء الدولة”.
ad
وعايد الجيش بعيده، منوها بتضحياته وعمله في ظروف صعبة “أضيف اليها اليوم الوضع المعيشي الصعب وتدهور قيمة الرواتب”. وقال: “مصيبتان ضربته هما، من سعى الى كسر الوطن وعمد بين العامين 1975 و1976 الى منع الجيش من الدفاع عن بلاده، وهذا ما أدى الى انطلاق الحرب وإقامة الجيش في ثكناته مغلوبا على أمره بسبب عدم توفر القرار السياسي وقلبه يشتعل لأنه منع من ممارسة ما نذر لأجله حياته، فيما السلاح غير الشرعي واتفاقية القاهرة العام 1969 يقتل الجمهورية الأولى يوما بعد يوم الى أن حولها الى أنقاض. منع الجيش من تأدية مهمته كارثة على لبنان، ولكن الكارثة الثانية حين تحول الجيش أداة للسلطة في آخر الثمانينات وفي التسعينات وتم تحوير مهمته. عند هذا المفترق وقع الصدام الذي يجب ألا يحدث أبدا بين بعض وحدات الجيش والقوات اللبنانية. من ارتكب هذين الأمرين مجرم بحق الجيش ولبنان الذي يقوم حين يكون هناك تكامل بين الأحزاب السياسية والمؤسسات الرسمية”.
وقال: “حذار أن يفكر أحد بأننا نريد تقليد تجربة حزب الله، بل على العكس تماما، فهو دخل الى السلطة لتدمير المؤسسات بينما نحن نريد الدخول الى المؤسسات لكي نستنهضها ونبني لبنان دولة مستدامة”.
وشدد على أن “لا مشروع لدى القوات منفصل عن لبنان، فهو بالنسبة إليها الالفا والاوميغا في السياسة. ولكي يستمر هو في حاجة الى بناء مؤسسات ووجود طرح وديموقراطية لا تقتصر على يوم الاقتراع في صناديق الانتخاب، إذ إن الديموقراطية منظومة أخلاقية وفكرية، شفافية، نزاهة، محاسبة وثقافة مجتمع قبل أن تكون لحظة تصويت. الديموقراطية لا تكون بسرقة تعب المواطنين، لا باغتيالات لا ندرك من ارتكبها، لا ب 4 آب الجريمة التي دمرت وطنا ومرت عليها سنة من دون التقدم خطوة في التحقيق. لم نعرف كيف دخلت نيترات الامونيوم وكيف استمرت وكيف تفجرت ومن المسؤول لكي نحيله على المحاكمة، فنقول له عذرا، ان كان بريئا ويدفع الثمن غاليا اذا كان مذنبا؟ ان نرتضي غض النظر عما حدث نكون لا نزال في لحظة قبيل الانفجار أي ننتظر انفجارا جديدا قد يكون تفجيرا سياسيا، اغتيالا أو سرقة. يجب وقف هذه الدوامة والبناء على الحقيقة مهما كانت صعبة وبكل جرأة، فنحن لا نخاف شيئا لأننا أصحاب حق. لا يوهمنا احد بأنه لكي نحفاظ على السلم الأهلي يجب أن نعيش في كذبة”.
أضاف: “كل من يعتبر أنه ضيف في لبنان أو مستأجر لدى حزب الله لا يشبهه. أنا إبن هذه الارض التي تجسد جدودي وثقافتي وتاريخي. لا أريد أن أفرض نفسي على أحد ولكن لن أسمح بشكل من الأشكال بأن يفرض أحد نفسه علي. المعادلة واضحة، إما تكون شريكا أو عبدا ولن أسمح لأحد بأن يستعبدني ويشتريني بالسلطة والمال والفساد. أرضي ليست للبيع ولا تاريخي ولا هويتي. بهذه الروحية سنواصل نضالنا التراكمي يوما بعد يوم من أجل بناء لبنان الذي وحده يستحق العيش من أجله”.
ختم بو عاصي، داعيا الحضور إلى أن يكونوا مستعدين دوما للاستحقاق النيابي “الذي سعت القوات الى أن يكون مبكرا لكي توفر على الناس هدر الوقت في مناورات تشكيل الحكومة التي دفعوا ثمنها”.
وكانت كلمة لرئيس المركز طوني الفغالي أشار فيها الى أن “افتتاح المركز في وادي شحرور العليا يأتي في أسوأ مرحلة تمر على لبنان، لكن القوات كعادتها تكون قرب شعبها بأصعب الظروف ولا تهرب أو تتهرب من مسؤوليتها، لذا افتتاح المركز في هذا الظرف بالذات، لكي يكون فسحة أمل وملجأ للقريب والبعيد ولكل من هو في حاجة لسند على الصعد الاجتماعية والثقافية والرياضية والتربوية وبالطبع السياسية”.
وألقى العميد المتقاعد حليم الفغالي قصيدة للمناسبة.