مجلة وفاء wafaamagazine
رأى النائب علي درويش عن تكتل «الوسط المستقل» الذي يرأسه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أنه لا يمكن الجزم بأن المشاورات المتعلقة بتشكيل الحكومة قد انتهت فعليا بالنظر الى التركيبة اللبنانية التي تقوم على مجموعة عوامل وتناقضات، مؤكدا ضرورة البناء على الأجواء الايجابية التي رافقت عملية تكليف الرئيس نجيب ميقاتي دون الاندفاع وكأن الأمور انتهت، معتبرا أن النوايا الحسنة التي رافقت الاستشارات النيابية الملزمة وغير الملزمة يجب النظر الى ترجمتها بشكل فعلي عند ولادة الحكومة.
وقال درويش في تصريح لـ«الأنباء» إن ميقاتي هو شخصية وسطية وقد يكون ما واجهه الرئيس سعد الحريري مع الرئيس ميشال عون خلال فترة تكليفه مختلفا الى حد ما مع الرئيس ميقاتي، موضحا أن أجواء الاجتماعات الثلاثة بين الرئيسين عون وميقاتي بدت مقبولة وعكست انطباعا جيدا لكن الأمور بخواتيمها عند صدور مراسم التشكيل.
وأوضح درويش ردا على سؤال أن مشاورات تشكيل الحكومة ترجح حكومة من 24 وزيرا من أصحاب الاختصاص، لافتا الى حرص الرئيس ميقاتي على عناصر توحي بالثقة ولديها هامش لأخذ القرارات بغض النظر عن خلفياتهم السياسية، موضحا أن المشاورات بين رئيسي الجمهورية والرئيس المكلف قطعت مرحلة الآراء والخطوط العريضة لشكل الحكومة ويبقى قيد البحث موضوع توزيع الحقائب والأسماء، لافتا الى انه حصل تفاهم بنسبة كبيرة على بعضها.
وعما اذا كان العهد سيتمسك بحقيبة الداخلية، أعلن درويش ان التفاوض على حقيبة الداخلية قد يأخذ حيزا معينا لما لهذه الحقيبة من خصوصية، لافتا إلى أن التوافق سيكون على شخصية متوازنة توحي بالثقة وعلى علاقة بجميع الأطراف، معربا عن اعتقاده بالتوصل الى قواسم مشتركة يمكن الركون اليها للخروج بشخصية تتولى هذه الحقيبة بمواصفات معتدلة ترضي الجميع.
وعما اذا كان عدم تسمية كتلتين مسيحيتين للرئيس ميقاتي يفقد الحكومة ميثاقيتها، أكد درويش أننا تخطينا هذا الموضوع وأنه لا ميثاقية تعلو على وجع اللبنانيين ومعاناتهم وسط أزمات فقدان الغذاء والدواء والمحروقات والكهرباء والتي هي فوق أي أعتبار، مؤكدا أن البلاد تحتاج الى عملية انقاذ سريعة في هذه المرحلة المفصلية التي نشهد فيها انحدارا على كل المستويات.
وردا على سؤال، أشار درويش الى أن مواقف جبران باسيل في مقابلته التلفزيونية الأخيرة التي قال فيها إنه لن يتدخل في موضوع تشكيل الحكومة وأن التوقيع الدستوري بيد رئيس الجمهورية والرئيس المكلف أي أن الطرفين هما معنيان مباشرة، هذه رسائل ايجابية، لافتا الى أن لبنان لم يعد يحتمل عملية المراوحة لأن البيت يتداعى وان سقط فسيسقط على رؤوس قاطنيه.
ورأى درويش أن الحديث عن المرحلة التي أحاطت اجواء التأليف مع الرئيس الحريري وتوصيفها قد يكون من نافل القول، لأننا أبناء هذه اللحظة التي تحتم على الجميع اجتراح الحلول ومجاراة الموجة الايجابية وتعزيزها والعمل بجدية على تشكيل الحكومة.
وأكد درويش ان هناك عوامل خارجية مساعدة للرئيس المكلف، مشيرا الى بياني الخارجية الفرنسية والأميركية اللذين يؤكدا الرغبة في عدم ترك لبنان للاضمحلال، مشددا على أهمية العامل الداخلي في إنجاح مهمة الرئيس ميقاتي من خلال الاسراع في ولادة الحكومة وإزالة العوائق من طريقها لأنه لم يعد بالإمكان ترك البلاد على هذا النحو من الانهيار، مؤكدا أنه عندما تشكل حكومة انقاذ وحكومة توحي بالثقة فإن القريب والبعيد والشقيق والصديق سيكون الى جانب لبنان وداعم له.