مجلة وفاء wafaamagazine
أحيت نقابة المحامين في بيروت الذكرى الاولى لتفجير مرفأ بيروت بعدة نشاطات استهلتها بلقاء عقدته في “بيت المحامي”، “إكراما للضحايا المحامين في تفجير 4 آب والجرحى منهم والمتضررين منهم في مكاتبهم ومنازلهم”، تخلله كلمات وشهادات في المحامين الضحايا الثلاثة وهم: خليل أديب عون مجاعص وهادي نايف سكر وإيلي نهاد نوفل.
وتحدث على التوالي كل من سامي أبو جوده باسم عائلة الراحل مجاعص، مرسال جعاره باسم عائلة الراحل سكر ومارون حويك باسم عائلة الراحل نوفل، هيام ملاط باسم المحامين الجرحى، ونقيب المحامين في طرابلس محمد المراد.
خلف
أما نقيب المحامين في بيروت الدكتور ملحم خلف فقال: “نجتمع اليوم ونصلي، والمحاماة قدمت ثلاثة أعزاء من ضحايا جريمة العصر، خليل مجاعص وهادي سكر وايلي نوفل. هؤلاء الزملاء كانوا رموزا لكل معاني الجرأة والشجاعة والشهامة والنزاهة والنبل والتواضع والوداعة والعلم، وهم، اليوم، شموعا تضيء لنا درب العدالة”.
أضاف: نجتمع اليوم ونصلي، وكم هو ظالم غيابهم لكننا نفتقدهم، ضحايا على مذبح الوطن، عظماء في ديار الخلود، أصدقاء في جنائن القلب، رسلا نحو السماء. ونقول لهم، بعد مرور سنة، ناموا قريري العين، سنسائل كل من ارتكب جريمة بيروت الفاجعة. اطمئنوا، لن يفلت احد منهم من المحاسبة والعقاب. العدالة آتية آتية آتية، لا محال”.
وتابع: “نجتمع اليوم ونصلي، وعزاؤنا أن من كان مثلهم لا يموتون، بل يخلدون، ومثلهم سيبقى في ضمير الناس ويقظتهم، ولفرط ما هم حاضرون فينا وفي عارفيهم وأصدقائهم، لن يكون لبعدهم عن العيون والقلوب معنى الفراق والوداع. ولا ننسى زملاءنا ممن جرحوا في هذا اليوم الأليم وهم كثر، وممن دمرت مكاتبهم ومنازلهم، ونقول لهم إن وجعهم هو وجع نقابة المحامين وكل محام زميل”.
وختم: “نقابة المحامين، تتألم في كل يوم، لكنها لن تيأس ولن تهدأ ولن تستكين حتى تحقيق العدالة ليس لأرواح الضحايا وحسب بل لكل اللبنانيين ولبنان”.
لوحة تذكارية
بعد اللقاء، انتقل الحاضرون الى المدخل الأمامي لـ”بيت المحامي”، حيث رفعت الستارة عن لوحة تذكارية وضعت تخليدا لذكرى الضحايا المحامين الثلاثة، دونت عليها أسماؤهم وعبارة “دماء المحامين ستزهر عدالة لضحايا تفجير 4 آب 2020”.
مسيرة
بعد ذلك، انطلقت مسيرة راجلة من أمام قصر العدل في بيروت، باتجاه مرفأ بيروت، مواكبة لأهالي ضحايا فاجعة 4 آب، بعنوان “العدالة والسلام للبنان”، بدعوة وتنظيم من نقابة المحامين في بيروت. وقد لبت هذه الدعوة وشاركت فيها نقابات المهن الحرة التالية: المحامين في طرابلس، المهندسين في بيروت، المهندسين في طرابلس، الأطباء في بيروت، الأطباء في طرابلس، أطباء الأسنان في بيروت، أطباء الأسنان في طرابلس، خبراء المحاسبة، المعالجين الفزيائيين، الممرضات والممرضين، المقاولين، المحررين، المحامين في بيروت وقوى مجتمعية حية.
وشارك في المسيرة عدد من المنتسبين لتلك النقابات وفي طليعتهم نقيب المحامين في طرابلس محمد المراد ونقيب المهندسين في بيروت عارف ياسين ونقيب الأطباء في بيروت الدكتور شرف أبو شرف ونقيب الأطباء في طرابلس الدكتور سليم أبي صالح ونقيبة أطباء الأسنان في طرابلس الدكتورة رولى ديب ونقيب المعالجين الفيزيائيين الدكتور إيلي قويق ونقيبة الممرضات والممرضين الدكتورة ريما ساسين قازان ونقيب المحامين في بيروت الدكتور ملحم خلف، وأعضاء مجالس تلك النقابات.
خلف
وفي الختام، تحدث نقيب المهندسين في بيروت، وخلف الذي قال: “ليلة 4 آب كانت بيروت الفاجعة، بيروت الدمار الكبير، بيروت النهر الجارف بدماء الأبرياء، ليلة 4 آب، هناك من حرق أجساد الناس وأجساد الأطفال والعجزة، قطع أطرافهم، مزق لحمهم وروحهم. ليلة 4 آب، هناك من فجر بركانا من الحزن والقهر والغضب في قلوب وعقول الآلاف. ماذا نقول، اليوم، بعد مرور سنة للناس، لأهالي الضحايا، للجرحى جسدا وروحا، للمتضررين في منازلهم، رزقهم وجنى عمرهم؟ في لحظات كهذه، موجعة، أليمة، كم يبدو الصمت أبلغ من العبارات”.
أضاف: “بعد سنة، على جريمة العصر، اكتشفنا بعض المشتبه بهم في الجريمة: إنهم هؤلاء الحكام المتحكمون، أركان هذه السلطة المنظومة القاتلة، أركان هذه السلطة المنظومة التي تقتل اللبنانيين، كل يوم، بدم بارد وتدوس على أرواحهم النقية بوقاحة الإغتيال العبثي. إنهم أركان هذه السلطة المنظومة التي تحترف امتصاص دماء اللبنانيين، كل يوم، وسرقتهم في فعل حقد وخبث وإرهاب بدون مسؤولية. إنهم أركان هذه السلطة المنظومة الهادرة في إجرام يرقى إلى إبادة جماعية للبنانيين الأنقياء. نعرفهم اليوم، أركان هذه السلطة المنظومة، بأسمائهم ولن نقبل بأقل من محاسبتهم”.
وتابع: “لسنا أهل انتقام لكننا لن نسمح بأن يفلتوا من مسار العدالة، لسنا أهل انتقام لكننا أهل الحقيقة الناصعة المطالبين بالحق والعدل ولن نقبل بأن يميعوا الحق والعدل كما يفعلون. كلنا، اليوم، ضحايا هذه السلطة المنظومة. أين سيهربون من شدة تصميمنا على العدالة؟ إين سيهربون من وجه شعب كامل تحرر من غطرستهم؟ أين سيهربون من وجه شعب كامل يحترف الغضب؟ لن يجدي هروبهم الى الأمام، لن يجدي هروبهم خارج لبنان. إطمئنوا سنلاحقهم أينما وجدوا وتواجدوا. إطمئنوا، كلنا، اليوم، متحدون في وجههم، ونلجأ الى كل الوسائل في لبنان وفي دول العالم لمنعهم من الإفلات من العقاب”.
وأردف: “هذه القضية الفاجعة هي القضية-الأم، وأم كل القضايا، ومن خلال العدالة لأرواح الضحايا الأبرياء والمتضررين، نعود ونبني من جديد مرفق عدالة عادلا نزيها مستقلا وقويا، يعطي الأمل للناس ويساهم في إعادة بناء الوطن. نحن اليوم، في الذكرى السنوية الأولى، والحقائق واضحة أمام كل الناس بوجه أفظع عملية تضليل واسعة تقوم بها نفس هذه السلطة المنظومة السياسية الأمنية القضائية المشتبه بها، في أي حال، في هذه الجريمة”.
وقال: “كلامنا، اليوم، الى أهالي الضحايا والمتضررين المفجوعين المنهوكين المعذبين: نحن لسنا مؤتمنين وحسب على أكثر من 1400 قضية من قضاياكم، بل نحن مؤتمون على كل قطرة دم نزفت بجريمة من أبشع الجرائم في تاريخ الإنسانية. نحن سبق وأعلنا عن موقفنا جهارا وتكرارا بأن لا حصانات دستورية أو قانونية أو سياسية أو أمنية أو طائفية، أمام هول الفاجعة وأمام مصاب الوطن ومصاب كل فرد منكم. نحن واكبنا ونواكب، منذ اللحظة الأولى، كل مفاصل هذه القضية، أمام القضاء المحلي وأمام المحقق العدلي بالذات والذي نتمسك بصلاحيته المطلقة الحصرية في هذه الجريمة وندعمه بكل قرار جريء يتخذه، كما نواكب هذه القضية أمام القضاء الأجنبي حيث أقمنا ونقيم الدعاوى والمراجعات اللازمة”.
أضاف: “نحن متيقنون تماما الى ما تقوم به هذه السلطة المنظومة السياسية الأمنية القضائية، من محاولة طمس الحقائق، ومن محاولة نزع صلاحيات المحقق العدلي والمجلس العدلي الحصرية في النظر بهذه الجريمة، ومن محاولة حماية المشتبه بهم، بشتى الطرق الملتوية. نحن لها بالمرصاد، ونتصدى بشتى الطرق لكل هذه المحاولات البائسة، ومستمرون الى النهاية حتى رفع الحصانات عن كل مشتبه به، وحتى يتم محاكمتهم جميعا في هذه الجريمة المروعة، كانوا من كانوا ومهما علا شأنهم”.
وتابع: “نحن هنا اليوم، محامون ونقابات مهن حرة، نقابة المحامين في طرابلس، نقابة المهندسين في بيروت، نقابة المهندسين في طرابلس، نقابة الأطباء في بيروت، نقابة الأطباء في طرابلس، نقابة أطباء الأسنان في بيروت، نقابة أطباء الأسنان في طرابلس، نقابة خبراء المحاسبة، نقابة المعالجين الفزيائيين، نقابة الممرضات والممرضين، نقابة المقاولين، نقابة المحررين، نقابة المحامين في بيروت، وقوى مجتمعية حية، ننحني مفجوعين أمام أرواح الضحايا الأبرياء، وكم من دموع لا تسيل، نقف فخورين أمام صمود أهاليهم”.
وختم: “هؤلاء الأهالي الأجلاء، تعلمنا منهم، طيلة هذه السنة التي مضت، وأحباؤهم ممددون تحت التراب، ووطننا ممدد على صليب العذاب والقهر والبؤس والفقر، تعلمنا منهم، قوة المواجهة والصبر على الشدائد، المحبة بوجه الحقد، الأمل بوجه اليأس، الرجاء بوجه الإحباط، الإنتفاضة بوجه الظلم، الإيمان بوجه المصائب، الوحدة بوجه التشرذم، الإنتصار بوجه الإنكسار، المواطنة بوجه التفرقة. لقد سبقوا الجميع نحو استرداد الدولة وبناء لبنان الجديد. إنهم المواطنون الأول في الوطن الجديد”.
إضاءة قصر العدل وشموع
وبمبادرة من نقابة المحامين في بيروت، أضيء قصر العدل في بيروت ليلة 4 آب 2021، بالعلم اللبناني إكراما لروح الضحايا ومتضرري تفجير 4 آب و”ترسيخا لمطلب العدالة في جريمة العصر”. كما أضيت الشموع على سطوح دار نقابة المحامين في قصر العدل و”بيت المحامي”.
الوكالة الوطنية