مجلة وفاء wafaamagazine
يقف الخبراء في حيرة عندما يكون الحديث عن الجيوب الأنفية، فهي مجموعة من الجيوب الهوائية المترابطة داخل عظام الجمجمة، وغير معروف بالضبط الغرض الحقيقي منها. بعض الخبراء يعتقد أنها بمنزلة وسادات لحماية الوجه في حالة السقوط أو الإصابة، بينما تقول الدكتورة تانيا ليدلو، مديرة الأبحاث المترجمة في قسم الحساسية والمناعة السريرية في مستشفى بريغهام وأستاذة مساعدة في كلية الطب بجامعة هارفارد: “قد تكون الجيوب الأنفية مصممة لتدفئة الهواء الذي نتنفسه وترطيبه قبل وصوله إلى الرئتين”.
الزكام والاحتقان
تعتبر مشاكل الجيوب الأنفية شائعة إلى حد ما، خاصة تلك التي تسببها الحساسية. وأكدت الدكتورة ليدلو أن تلك المشاكل تؤثر على حوالي 40 ٪ من البالغين الأميركيين. وغالباً ما تظهر المشاكل المرتبطة بالجيوب الأنفية على شكل انسداد أو احتقان أو انخفاض حاسة الشم. وذكرت انهم عادة ما يصنفون في ثلاث فئات رئيسية:
1 – شكل حاد من التهاب الجيوب الأنفية: التهاب أنسجة الجيوب الأنفية تسمى عدوى الجيوب الأنفية التي غالبًا ما تحدث بسبب فيروس.
2 – الاحتقان المرتبط بالحساسية: وفقًا لمؤسسة الربو والحساسية الأميركية تؤثر الحساسية البيئية في حوالي 50 مليون شخص وقد تسبب احتقان الأنف وأعراضاً أخرى على مدار العام، أو في مواسم معينة فقط. ومن المحفزات الشائعة حبوب اللقاح أو العشب أو العفن أو عث الغبار الداخلي خلال أشهر الشتاء.
3 – التهابات الجيوب الأنفية المتكررة: يعاني بعض الأشخاص من التهابات الجيوب الأنفية المزمنة، والتي قد تكون بسبب مشكلة في الجهاز المناعي.
ألم الجيوب الأنفية
ذكرت ليدلو أنه غالباً ما يأتي الأشخاص إلى عيادة الطبيب عندما يعانون من ألم شديد في وسط الوجه ويعتقدون أن الألم مرتبط بالجيوب الأنفية، في حين أنه يمكن أن يحدث بسبب مشكلة أخرى. وتقول:بعض أنواع اضطرابات الجيوب الأنفية الشديدة لا تسبب الألم على الإطلاق. ويكشف التصوير المقطعي أن 50 ٪ من المرضى لا يعانون من أمراض الجيوب الأنفية، إنما على الأرجح يكون الألم ناتجاً عن الصداع النصفي”.
وتضيف: «يمكنك معرفة أن المشكلة لديك هي الصداع النصفي وليست متعلقة بالجيوب الأنفية إذا ضغطت على الجزء الأكثر إيلامًا في رأسك وقل الألم، لأن الألم المرتبط بالجيوب الأنفية سيزداد عادة مع هذا النوع من الضغط».
علاج مشاكل الجيوب الأنفية المتعلقة بالحساسية
أشارت د. ليدلو إلى أنه إذا كانت الحساسية هي السبب الحقيقي لمشكلة، فيمكن غالباً علاجها في المنزل والسيطرة على الأعراض. وقالت: «ابدأ بمضادات الهيستامين التي لا تستلزم وصفة طبية». ومن الأفضل اختيار مضادات الهيستامين التي لا تسبب النعاس، مثل: فيكسوفينادين (أليجرا)، أو سيتريزين (زيرتيك)، أو لوراتادين (كلاريتين). ولا يُنصح باستخدام ديفينهيدرامين (بينادريل) أثناء النهار لأنه يسبب النعاس ويؤثر على قيادتك. وأوصت أن يكون أخذ مضادات الهيستامين عندما تظهر الأعراض، ويجب اتباع الإرشادات الموجودة على العلبة، بالإضافة إلى عدم شراء بخاخ الستيرويد الأنفي مثل: فلوتيكاسون بروبيونات (فلوناز) وتريامسينولون أسيتونيد (ناساكورت) وبوديسونيد (رينوكورت) دون وصفة طبية. وقالت: “إنها ليست حلاً سريعاً، ولكنها بالأحرى شيء تستخدمه على مدار فترة زمنية للحصول على الراحة”.
5 نصائح
نصحت د. ليدلو مرضى حساسية الجيوب الأنفية بالتالي:
1 – إذا كانت الحساسية ناتجة عن حبوب اللقاح، فقلل من تعرضك لها بتجنب قضاء الكثير من الوقت في الخارج.
2 – لا تنس إغلاق النوافذ ليلاً لتجنب استنشاق حبوب اللقاح أثناء النوم.
3 – اغتسل عندما تدخل من الخارج لإزالة حبوب اللقاح عن بشرتك.
4 – من المفيد تنظيف الجيوب الأنفية من المهيجات المسببة للحساسية عن طريق غسل الأنف بانتظام.
5 – استخدم الماء المقطر أو غلي ماء الصنبور لمدة دقيقة إلى ثلاث دقائق (تأكد من تركه يبرد أولاً) لتجنب إدخال البكتيريا الضارة أو الكائنات الحية الأخرى في الجيوب الأنفية.
بشكل عام، لا توصي د. ليدلو بالمضادات الحيوية إلا إذا كانت هناك حاجة إليها بالفعل يحددها الطبيب، وذلك لان الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يؤدي إلى تفاقم مشاكل الجيوب الأنفية عن طريق إضعاف جهاز المناعة. كذلك يمكن أن تضر المضادات الحيوية بتوازن الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الأمعاء والأنف والجلد، والتي تلعب دوراً مهماً في المناعة. وفي كل الأحوال تنصح د. ليدلو باستشارة طبيب مختص إذا لم تتحسن الأمور.