مجلة وفاء wafaamagazine
كتب طبيب الأطفال د. فاروق بزي
بالأمس أثرنا النقص الحاد في لقاحات الأطفال الرُضّع، لنجد أنفسنا اليوم والأهل أمام نقص خطير في المادة الأساسية لتغذية الأطفال ونموهم الطبيعي،عنينا مادة الحليب الضرورية للمولودين الجُدد والرُضّع من اليوم الأول للولادة وحتى الشهر الثاني عشر.
وها نحن كأطباء للأطفال نعاني مع الأهل في إيجاد هذه الأصناف من الحليب الملائمة حسب العمر،أو لحاجات طبية علاجية (من تحسس على سكر الحليب أو عدم هضم البروتين ،أو الإرتداد من المعدة….حيث يوجد تركيبات خاصة لكل حالة بحالة.)
ونفاجأ في معايناتنا اليومية بلجوء الكثير من الإمهات إلى وسائل بدائية في تغذية أطفالهم إذ يلجأن لوسائل بدائية سادت في عصور الحروب والمجاعات لقرون غابرة، و يعمد بعضهن لإعطاء أطفالهن محلول الماء والسكر أو محلول بودرة البطاطا أو الأرز بعد طهيها وطحنها ومزجها بالماء(غير المعقم بعض الأوقات والسبب غلاء المياه المعدنية.. )..
وتستعين أمهات أخريات بأي نوع من حليب البودرة المتوفر في الأسواق،والغير مخصص أصلا لتغذية الأطفال،إنما للصناعة(أنواع من الخبز ، الكعك الحلويات….) أو الرجوع إلى حليب البقر كامل الدسم.
نستنتج من كل ذلك إزدياد أمراض الجهاز الهضمي والكبد والكلى والقلب والدماغ.
ما يؤثر على نموهم الجسدي والذهني ونسبة الذكاء فيما بعد ، وأمراض تطبع أثرها على حياة الأولاد مستقبلا
نرفع الصوت عاليا لنقول للمسؤولين في وزارة الصحة وغيرهم من المولجين القرار في إدارات أخرى،لا سيما بعد تأليف الحكومة الجديدة ،التي نتأمل منها بعض الخير لفرملة هذا الإنهيار في صحة أطفالنا وعلى المدي القريب والبعيد والعمل على تحرير هذه المادة الغذائية الأساسية لأطفالنا،ربما بعضها مكدس في مستودعات المستوردين أو الموزعين للإستغلال والاحتكار طالما طغت لديهم غريزة الطمع والجشع والكسب السريع كما حصل ويحصل في موضوع الأدوية.
مجلة وفاء
