
مجلة وفاء wafaamagazine
لم يكُن مساء اليوم الإثنين (4 تشرين الأول 2021) عادياً بالنسبة للعالم، إذ أن عطلاً هائلاً ضرب عدداً كبيراً من التطبيقات والمواقع الالكترونية العالمية وجعل ملايين المستخدمين يجدون صعوبة في التواصل مع بعضهم البعض.
ماذا حصل؟
قرابة الساعة السادسة والنصف من مساء اليوم، لاحظ مستخدمون أنّ خدمة “واتساب” توقفت عن العمل، إذ أن عملية تلقي وارسال الرسائل قد تعطّلت بشكل تام. في البداية، ظن البعض أن المشكلة ترتبط بالانترنت، لكن الأمر انكشف أكثر عندما حاول مستخدمون الدخول إلى تطبيق “فيسبوك” الرئيسي، فوجدوه هو أيضاً رهن العطل الكبير.
وفي ظل هذه المشهد المفاجئ، توالت الإبلاغات من المستخدمين، وضج موقع “تويتر” بمنشورات تفيد بتعطل خدمات “فيسبوك” وهي: “واتساب”، “مسنجر” و”انستغرام”.
وهُنا، رصدت العديد من المواقع الالكترونية المتخصصة تبليغات المستخدمين، مشيرة إلى أن العطل الذي حصل عالمي وأصاب الملايين.
ولم يتضح على الفور سبب الانقطاع، ومع ذلك، أشار العديد من خبراء الأمن إلى مشكلة تقنية تمس نظام “اسم النطاق”، Domain Name، باعتبارها السبب المحتمل.
ويسمح اسم النطاق لعناوين الويب بنقل المستخدمين إلى وجهاتهم، وقد أدى انقطاع مماثل طال شركة AkamaiTechnologies Inc للخدمات السحابية في يوليو الماضي إلى إغلاق مواقع متعددة.
“فيسبوك” تخرج عن صمتها
وبعد نحو ساعةٍ من العطل الهائل، أطلت شركة “فيسبوك” من بوابة “تويتر” وذلك بعدما عجزت عن النشر على منصّتها بسبب العطل الذي ضربها.
وفي تغريدة لها، أقرّت شركة “فيسبوك” بالعطل الذي هز العالم مؤكدة أنها تعمل على معالجته، وقالت: “ندرك أن بعض الأشخاص يواجهون مشكلة في الوصول إلى تطبيقاتنا ومنتجاتنا. نحن نعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن، ونعتذر عن أي إزعاج”.
بدورها، قالت خدمة “واتساب” المملوكة من “فيسبوك” إنّ “بعض المستخدمين يواجهون مشكلات مع التطبيق في الوقت الحالي”، وأضافت: “نعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها”.
من جهتها، قالت خدمة “انستغرام”: “نمر بأوقات صعبة وندعو المستخدمين إلى الصبر”.
المشاكل تطال تطبيقات أخرى من بينها “تويتر”
ومع هذا، فإن المشكلة لم تقف عند حدود “العملاق الأزرق”، بل انتقلت إلى مواقع كبرى أخرى. ووفقاً لـ”سكاي نيوز”، فإن مستخدمين أبلغوا عن مشاكل في تطبيق “تويتر” إذ واجهوا صعوبات في تسجيل الدخول إليه.
كذلك، أوردت الشبكة أنّ مشاكل ضربت أيضاً مواقع “أمازون” و “غوغل” لبعض الوقت، مشيرة إلى أنّ “هناك بلاغات أخرى تتحدث عن عطلٍ في شبكة T-MOBILE للاتصالات، في حين أن الاتصالات تعطلت في بعض المناطق الروسية”.
وفي الوقت نفسه، جرى الإعلان عن بروز بلاغات تشير إلى صعوبات في الدخول إلى تطبيق “تيك توك” للفيديوهات، في حين أفادت قناة “روسيا اليوم” عن بلاغات تتعلق بصعوبات ضمن تطبيق “تيلغرام”.
بدورها، ذكرت قناة “أخبار الآن” أنّ تطبيق “كوين بيز” الخاص بتادول العملات المشفرة انضمّ إلى قائمة التطبيقات التي تواجه أعطالاً تقنية.
هل من هجمات الكترونية؟
ومع هذا، فإن “فيسبوك” لم تكشف طبيعة ما وصفته بـ”الخلل المفاجئ” الذي أصاب تطبيقاتها، لكنها استبعدت أن تكون المشكلة التي يواجهها الموقع بسبب هجمات الكترونية، وفق ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.
من جهتها، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول في شركة “كنتيك” لخدمات الإنترنت قوله إنّ ” فيسبوك أجرت تغييراً اليوم في معلومات توجيه الشبكة”، وأضاف: التغييرات التي أجرتها فيسبوك أثرت على خوادم نظام أسماء النطاقات الخاصة بالشركة”.
وتابع: “التغييرات التي أجرتها فيسبوك جعلت نطاقات الموقع غير متاحة وأجبرتها على قطع الاتصال بالإنترنت”.
ونشر موقع “نات بلوكس” مساء يوم الاثنين تحليلاً تقنياً للأسباب الممكنة التي كانت وراء تعطل موقع “فيسبوك” والتطبيقات المصاحبة له “إنستغرام” و”واتس أب”.
وأفاد الموقع بأن تحليل قياسات الشبكة في الرابع من تشرين الأول 2021 يشير إلى انقطاع عالمي لخدمات “فيسبوك”، بما في ذلك خدمات “فيسبوك”و “فيسبوك” و “انستغرام” و “مسنجر” منذ الساعة 15:45 بتوقيت “غرينيتش”.
وقال إن مقاييس الشبكة تشير إلى حدوث انقطاع في الاتصال على الشبكة المستقلة “AS32934” المملوكة لـ “فيسبوك”، مضيفة أن التأثير الأكثر وضوحا هو فقدان DNS الموثوق.
وأشارت إلى أنه لم يتم تحديد السبب الجذري للحادث بشكل كامل بعد، على الرغم من وجود مؤشرات على أن طرق بروتوكول التوجيه بين البوابات (Border Gateway Protocol) ربما تم سحبها أو اختطافها، مما تسبب في تأثير غير مباشر على DNS والخوادم الأخرى اللازمة لحل الخدمات.
وبروتوكول البوابة الحدودية أو بروتوكول التوجيه بين البوابات هو بروتوكول توجيه خارجي مُصمم لتبادل المعلومات المتعلقة بالتوجيه بين الأنظمة المستقلة في شبكات الحاسب.
يمكن أن يُستخدم بروتوكول البوابة الحدودية كبروتوكول توجيه داخلي، وفي هذه الحالة يشار إلى هذا الاستعمال ببروتوكول البوابة الداخلية (iBGP)، وللاستعمال الأصلي ببروتوكول البوابة الحدودية الخارجيّة (eBGP).
وقد شهد “فيسبوك” انقطاعات دولية سابقا، بما في ذلك حوادث انقطاع جزئي كبيرة في 14 نيسان 2019 و14 آذار 2019 ومع ذلك فإن الحادث الحالي هو أكبر انقطاع لشبكة “فيسبوك” تم تسجيله منذ تأسيسها.
تسريب بيانات
ووسط كل ذلك، فقد أفاد موقع privacy affairs بأن المعلومات الشخصية لأكثر من 1.5 مليار حساب على “فيسبوك” تم تداولها وعرضها للبيع على منتدى شهير للقرصنة.
وأضاف الموقع أن هذه الواقعة “تشكل أكبر وأهم تفريغ لبيانات فيسبوك حتى الآن”.
ووفقا لمعلومات المنتدى، فإن البيانات المتداولة تحتوي على أسماء شخصية وعناوين بريد إلكتروني وأرقام هواتف ومعرفات مستخدمين.
وأوضح الموقع أن تحديد المجرمين الإلكترونيين أرقام هواتف المستخدمين يمكنّهم من إرسال رسائل نصية قصيرة مزيفة إلى المستخدمين المتضررين، ما من شأنه أن يسهل عليهم عمليات احتيال وإجرام.
أسهم “فيسبوك” تنخفض
من ناحيتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” لـ”سكاي نيوز” إنها “تنظر في ما إذا كان هناك أي تهديد أمني وراء توقف منصات التواصل الاجتماعي”.
إلى ذلك، قال البيت الأبيض أن مواقع التواصل أثبتت أن لديها قوة لا تستطيع السيطرة عليها، في حين أعلنت إسرائيل التأهب السيبراني وقالت إنها تتواصل مع البيت الأبيض والبنتاغون، وفق ما ذكرت قناة “العربية”.
وساهم العطل الكبير في تضرر “فيسبوك” بشكل هائل، وقد أفادت “سكاي نيوز” بأن أسهم الشركة انخفضت بنسبة 5.6% من جراء العطل الذي طال منصاتها.
ومع هذا، فإنّ المشاكل التي ضربت تطبيق “تويتر” ساهمت في تراجع قيمة أسهم الشركة بنسبة نحو6.5%.
كذلك، نقلت وسائل إعلام عالمية عن سيناتور أميركي ديمقراطي قوله أنه “يدعو الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرغ لتفسير أسباب تعطّل الموقع”.
ومع هذا، دعا الكونغرس الاميركي زوكربيرغ وبعض المدراء في شركات اخرى بشكل عاجل لتفسير أسباب تعطل التطبيقات.
ومع هذا، نقلت قناة “العربية” عن خبراء تقنيات قولهم إنّ “عطل فيسبوك جاء بعد إتهامات لمسؤولة سابقة فضحت فيها سياسة الموقع”.
ماذا عن لبنان؟
وفي لبنان، فقد تأثر المستخدمون بشكل هائل بالعطل العالمي، وقد أبلغوا عن ذلك عبر منصة “تويتر”.
وفي تغريدة لها، قالت هيئة “أوجيرو”: “طرأ عطل تقني على عدد من المواقع الإلكترونية الكبرى و شبكة الانترنت العالمية ممّا أثر على خدمة الانترنت المحلية. نعمل على متابعة الموضوع مع مزودي الخدمة الخارجية. شكرًا لتفهمكم”.
بدوره، نشرت شركة “تاتش” تغريد عبر “تويتر” جاء فيها: “نود التوضيح أن المشاكل التي يواجهها مشتركونا في ما يتعلق باستخدام بعض قنوات التواصل الاجتماعي سببها عطل تقني طرأ على هذه التطبيقات على صعيد عالمي، مما أدى إلى صعوبة في الولوج إليها”.
تغريدة “أوجيرو” تثير بلبلة
وأثارت تغريدة هيئة “أوجيرو” عبر “تويتر” بشأن العطل التقني الذي ضرب عدداً من المواقع الكترونية العالمية، بلبلة بين مستخدمي الانترنت في لبنان، وذلك بعدما أشارت إلى أنّ العطل المشار إليه أثر على خدمة الانترنت المحليّة.
وفعلياً، فإنّ ما قالته الهيئة جرى فهمه بأنّ العطل العالمي أدى إلى تضرر شبكة الانترنت في لبنان، وقد جرى اعتبار أن ما حصل مع التطبيقات الالكترونية قد يعطل الانترنت في البلد. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ هذا الكلام تزامن مع بعض الإبلاغات بأن هناك أعطالاً في خدمة الانترنت ضمن بعض المناطق.
وللوقوف عند حيثيات تغريدة “أوجيرو”، تواصل “لبنان24” مع مدير عام الهيئة عماد كريدية الذي نقلت مستشارته عنه قوله إنّ “القصد من التغريدة هو أنّ تعطل المواقع العالمية حال دون قدرة المستخدمين في لبنان على الولوج إليها من خلال الشبكة المحلية التي لم تشهد أي خلل”، وأضافت: “لا عطل في شبكة أوجيرو أبداً في لبنان وهي تعمل بشكل طبيعي”.