مجلة وفاء wafaamagazine
اكتسبت فكرة أن الطعام يمكن أن يُصبح عنصراً قابلاً للإدمان دعماً متزايداً في السنوات الأخيرة، ويأتي ذلك وفقاً لموقع WebMD الطبي، بعد العديد من التجارب العلمية التي تم خلالها تصوير دماغ الشخص المصاب بإدمان الطعام وتحليل موجاته.
كما جرت عدة دراسات عن آثار الإفراط في الأكل القهري على مراكز المتعة في الدماغ، وكيف اتضح أنها تطابق ما يحدث في حالات إدمان المواد المُخدرة.
وتُظهر تجارب أُجريت على الحيوانات والبشر أنه بالنسبة للأشخاص المصابين باضطراب إدمان الطعام، فإن نفس مراكز المكافأة والمتعة في الدماغ التي تنشطها العقاقير المسببة للإدمان مثل الكوكايين والهيروين يتم تنشيطها أيضاً عن طريق الطعام، وخاصة الأطعمة التي يتم تناولها بشكل كبير.
ومن بين الأطعمة المسببة للإدمان الأنواع الغنية منها مثل: السكريات، والأملاح، والدهون.
وبمجرد أن يشعر الشخص بالمتعة المرتبطة بزيادة انتقال الدوبامين في مسار المكافأة في الدماغ بعد تناول أطعمة معينة، فإنهم يشعرون لاحقاً بالحاجة إلى تناول الطعام مرة أخرى لتحقيق ذات الشعور باللذة.
وتفوق إشارات المكافأة من الأطعمة المُشهِّية تلك إشارات الشبع والرضا الأخرى في الدماغ، ما يدفع الناس إلى الاستمرار في تناول الطعام، حتى عندما لا يكونون جائعين.
أسباب إدمان الطعام
ينتج إدمان الطعام على الأغلب نتيجة لعدة عوامل تتداخل في السبب العام لهذا الاضطراب. وقد يصاب الرجل أو المرأة بالإدمان نتيجة أسباب بيولوجية أو نفسية أو اجتماعية.
تشمل الأسباب البيولوجية التي قد تؤثر على تطوير اضطراب الأكل، الاختلالات الهرمونية، أو تشوهات هياكل الدماغ، أو الآثار الجانبية لاستخدام بعض الأدوية، أو وجود أفراد من العائلة يعانون من هذا النوع من مشاكل الإدمان، وفقاً لموقع Eating Disorder Hope لعلاج اضطرابات الطعام.
هناك أيضاً العوامل النفسية للإصابة، وقد تشمل التعرُّض لاعتداء عاطفي أو جنسي، أو كونك ضحية أو ناجياً من حدث صادم، أو عدم القدرة على التكيف النفسي الصحي مع المواقف السلبية، أو تدني احترام الذات المزمن، أو الشعور بالحزن أو الخسارة.
ويمكن أن تدفع العوامل النفسية تلك الشخص المصاب إلى استخدام الطعام كآلية للتكيُّف وتخفيف المشاعر المؤلمة التي قد تكون نتجت عن الأمر الصادم.
أخيراً، هناك آثار اجتماعية قد تكون مرتبطة بإدمان الطعام، بما في ذلك عوامل مثل الاضطرابات في وظيفة الأسرة، والضغط من الأقران أو المجتمع، والعزلة الاجتماعية، وإساءة معاملة الأطفال، ونقص الدعم الاجتماعي، وأحداث الحياة المجهدة.
كما يمكن أن يرتبط إدمان الطعام أيضاً باضطرابات أخرى متزامنة، مثل اضطرابات الأكل أو تعاطي المخدرات الحقيقية. ونظراً إلى أن إدمان الطعام يمثل مشكلة صحية عقلية مُعقدة، يمكن أن تكون لها مضاعفات خطيرة إذا تُركت دون علاج، لذلك من المستحسن بشدة طلب المساعدة المهنية للشفاء بشكل فعال من هذا الاضطراب وفقاً لـEating Disorder Hope.
كيف يمكن علاج هذا الإدمان السلوكي؟
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يهدف هذا الفرع من العلاج النفسي إلى تحديد أنماط التفكير السلبية وتغييرها، بالإضافة إلى إنشاء آليات جديدة للتعامل مع مسببات إدمان الطعام.
الأدوية: قد يتناول الشخص أدوية لتخفيف أعراض الاكتئاب أو القلق التي قد تكون سبباً لمشكلة الأكل القهري.
العلاج النفسي الذي يركز على الحل: يمكن للمعالج أن يساعد الفرد في إيجاد حلول لمشاكل محددة ومحفزات وضغوط في حياة الشخص تؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام.
علاج الصدمات النفسية: يساعد المعالج النفسي الشخص المصاب على التعامل مع الصدمة النفسية الأساسية التي يعاني منها وتدفعه لتطوير هذا النمط من السلوك.
تلقّي الاستشارات الغذائية: يمكن أن يساعد ذلك الشخص على تطوير نهج صحي لاختيار الطعام وتخطيط الوجبات واختيار العناصر الصحية.
تغيير أسلوب الحياة: يمكن أن تساعد العديد من التغييرات في نمط الحياة الشخص أيضاً على إدارة الحوافز الكامنة التي لا يمكن السيطرة عليها. وبينها: تناول الطعام الصحي، والصيام المتقطع، والحصول على وجبات متوازنة في مواقيت ثابتة يومياً، وشرب الكثير من الماء، وتمارين التأمل والتنفُّس، وممارسة الرياضة بانتظام، وتحسين جودة النوم.
عربي بوست