مجلة وفاء wafaamagazine
أكد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد بأن التغير بالنسبة للعلاقة بين سورية ومحيطها العربي بدأ منذ زمن، وهذه التغيرات مرتبطة بالتطورات الدولية، التي أقنعت المزيد من الأشقاء العرب بأن التضامن العربي والوقوف إلى جانب بعضهم البعض، قد يساعد بعض هذه الدول على تجاوز الظروف الصعبة التي مرت وتمر بها، مشدداً على أن الحوار العربي – العربي لم ينقطع، معبراً عن تفاؤله بأن تبدأ حوارات أكثر عمقاً وأكثر فائدة، وأن تجري لقاءات سورية- عربية خلال الفترة القادمة.
المقداد وفي حوار مطول أجراه مع «الوطن»، بيّن أن الأجواء الدولية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير كانت في هذه المرة أقل عدائية، والكثير من الدول لم تتطرق إلى الموضوع السوري على الإطلاق، مضيفاً: «كنا نشعر في قراءتنا بين السطور لمعظم البيانات التي ألقيت، بأن العالم يتفهم أن الأزمة التي فرضت على سورية هي أزمة مفتعلة وهدفها تخريب الدولة السورية».
الوزير المقداد كشف بأن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس بشار الأسد إلى الاتحاد الروسي كانت من أفضل الزيارات، وقال: «نحن لا نختلف إطلاقاً مع حلفائنا في الاتحاد الروسي على الأولويات التي يجب أن نطّلع بها كلانا في مواجهة الإرهاب»، مؤكداً بأنه آن الأوان لتركيا بأن تنسحب من الشمال الغربي لسورية، وأن تتيح المجال لحل يضمن علاقات طبيعية ما بين سورية وتركيا بعد زوال هذا الاحتلال.
وأكد الوزير المقداد أن سورية تؤيد أي حوار عربي مع إيران، وقال: «إذا رغبت إيران بأن نكون مساعدين وميسرين لأي حوار، فسورية جاهزة لذلك».
ووصف الوزير المقداد المشهد في شرق الفرات بالبسيط جداً، مبيناً بان الأميركيين إذا كانوا يعتمدون على بنية إثنية فهذا رهان خاسر، لأن «أشقاءنا الأكراد هم من أصل البنية الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية لوطننا».
وبخصوص لجنة مناقشة الدستور بيّن المقداد، أن الفريق الوطني أبدى استعداده لمتابعة الأجواء الإيجابية التي سعى خلال المرحلة الماضية لفرضها على أجواء عمل اللجنة، معبراً عن أمله بأن تحرز الجولة القادمة من المباحثات التي ستعقدها لجنة مناقشة الدستور في الثامن عشر من الجاري التقدم المطلوب، والذي يخدم مستقبل الشعب السوري، بما يعكس حاجات هذا الشعب وتطلعاته وطنياً وقومياً وإنسانياً.
أما فيما يتعلق بما تسمى هجرة الصناعيين السوريين، اعتبر المقداد أن الأعداد مبالغ بها كثيراً، وأنه إذا ذهب أي اقتصادي سوري إلى جمهورية مصر العربية أو إلى أي بلد آخر فهو في بلده، وأي استثمارات سورية في مصر هي استثمارات ستعود في نهاية المطاف خيراً على رجال أعمالنا وعلى الوضع في سورية.