مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت الديار :
هناك من يُشير بيده الى نتائج الإنتخابات العراقية ليلمح إلى صعوبة المرحلة المقبلة التي تسبق الإنتخابات في لبنان، فالقرار الدولي بالتدخل بهذه المعركة صار واقعاً ويُطبّق بشكل يومي من خلال التدخل في رسم التحالفات وتركيب اللوائح وتأمين التمويل، وخوض المعارك السياسية بوجه الخصوم، ومن هنا ينطلق المكوّن الشيعي بوضع تصوره لما يجري في ملف التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت.
من هذا المنطلق، تعتبر مصادر مقربة للمكوّن الشيعي، أن المعركة لم تعد محصورة بين أفرقاء محليين يتنافسون في الإنتخابات، بل تحوّلت الى حرب خارجية على قوى سياسية داخلية، مشيرة الى أن هذا الخارج عندما قرر خوض المعركة الإنتخابية استعان بأبناء الوجوه التي استعان بها عام 2005، وبالتالي هذا يؤكد أنهم لا يريدون التغيير بقدر ما يريدون ضرب فريق بعينه.
بالنسبة إلى هذه المصادر، فإن الحكومة الحالية معنية بعدم التفرّج على المعركة التي يتعرض لها فريق لبناني كبير، حتى ولو ظن البعض من مكوناتها أن بإمكانه استثمار ما يجري لصالحه، وبحال لعبت دور المتفرّج فلن يمر الامر مرور الكرام، وهذا الامر تم إبلاغه للمعنيين بعملها، مشددة على أن زمن تلقي الضربات انتهى، والمواجهة مفتوحة على كل الخيارات، معتبرة أن المكوّن الشيعي كمن أعلن التعبئة العامة، السياسية والقانونية والشعبية للمواجهة.
لا يريد المكوّن الشيعي ضرب الحكومة تحت أي ظرف، فهو كان من أشد المطالبين بولادتها لتتحمل مسؤولية الملفات الحياتية القائمة، ولكن هذا لا يعني أن بإمكان سفارات تحويل القضاء باتجاه معين لتحميل اطراف معينة مسؤولية جرائم لم ترتكبها من خلال تركيب ملفات ومخالفة إجراءات وأصول وقوانين، لذلك فإن دعوة هذا الفريق للحكومة هو بأن تكون على قدر المسؤولية، إذ ترى المصادر أنه من غير المنطقي أن يتحوّل القضاء الى أداة بيد جهات خارجية، كانت مطالبة منذ مدة قصيرة بمساعدة التحقيقات عبر تقديم صور الأقمار الإصطناعية للمرفأ يوم الإنفجار، وامتنعت عن تقديم المساعدة.