مجلة وفاء wafaamagazine
أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن “ما حصل في الطيونة يختصر بأمور ثلاثة: “هناك من هجم من الطيونة وهم مناصرو “حركة أمل” و”حزب الله”، هناك أبناء عين الرمانة الذين لم يخافوا من هذه الهجمة وهناك الجيش الذي دافع عن المواطنين”، مشددا على انه “ما من مبرر لاستعمال الاسلحة وأن لا قناصات او قناصين لدى القوات اللبنانية”.
وقال في مقابلة عبر “صوت بيروت انتارنشيونال”: “إن أحد شوارع عين الرمانة تعرض للهجوم وصرخات الاستفزاز وإطلاق النار، إذ كان بين المتظاهرين مسلحون وتصدى لهم الأهالي ما أدى الى سقوط 4 جرحى من عين الرمانة، ولكن فجأة ظهر الـB7”. وسأل بو عاصي: “اذا تعرضنا للاعتداء، هل نحمل السلاح ام نتصل بالقوى الامنية؟”.
وجدد التأكيد أن “القوات اللبنانية” مع التحقيق في حادثة الطيونة ومع إحالة الملف إلى المجلس العدلي”، وتخوف من “تظاهرات معاكسة للتحقيق إذا اتجهت الامور نحو منحى معين لا يرضي الطرف الآخر، كما حصل مع القاضي بيطار”. ولفت الى ان “القوات ترضى بالتحقيق مهما كانت نتيجته، اذ من غير المقبول المطالبة، لا سيما من المتهم، بإقالة كل قاض لا تعجبه طريقته واداءه وتحقيقاته”. واعتبر أن “للقضاء مسارا لا يمكن تفاديه”، وقال: “بقينا سنوات نتفادى المشاكل حتى انهار البلد وطارت اموال الناس وفرغت الخزينة من الاموال وفقدت المواد الاساسية”.
وإذ أشار الى أن “التظاهر السلمي حق وتضمنه القوانين إلا أن الهجوم بالسلاح أمر مرفوض”، قال: “على الجيش أن يطلق طلقة تحذيرية لردع مطلقي النار. في حال عدم تجاوبهم، توقفهم القوى الامنية بإطلاق النار عليهم لأنهم يصوبون سلاحهم على الآمنين في المنطقة”. وشدد على أن “أي مسلح يعرض حياة الآخرين للخطر يجب منعه ولو استدعى الأمر إطلاق الرصاص على رأسه”.
وردا على اتهامه بالعنصرية، قال: “من العنصري؟ صاحب مقولة “لبنان لكل اللبنانيين” أو من يردد “شيعة شيعة” وكأنها صيحة حرب. هذه الصيحة تشوه طائفة لها تاريخها وثقافتها وحضارتها. أنا لم أتهجم يوما على الطائفة الشيعية الكريمة”.
أضاف بو عاصي: “إننا أمام هستيريا في البلد. ننتقل من تأزم الى آخر، اذ حصل انفجار المرفأ وعطل التحقيق لتوضع بعد ذلك معادلة “الحكومة مقابل التحقيق” من قبل وزير الثقاقة الذي كان بإمكانه الاعتراض على عمل البيطار ولكن بطريقة قانونية لا بتعطيل مجلس الوزراء”.
ولفت الى أن “الأخطر هو ما حصل أخيرا وهو نقل المعادلة الى “التحقيق مقابل السلم الأهلي” وهذا ما حصل في عين الرمانة والطيونة”.
وعن اعتراض “حزب الله” على المحقق العدلي القاضي طارق بيطار، رأى ان “الحزب متورط لـ “فوق دينيه” في انفجار المرفأ لذا يحاول عرقلة التحقيق لأنه لا يمكن ان يكون متوترا من دون أن يكون متورطا”.
وتعليقا على كلام نصرالله بأن “القوات خطر على المسيحيين”، قال: “نحن لسنا خطرا على المسيحيين بل على مشروع الحزب الله. ونحن لسنا بحاجة له او لغيره من اجل الدفاع عنا، فالجيش اللبناني والقوى الامنية هما المخولان الدفاع عن جميع اللبنانيين”.
وتابع: “كل ما قام به نصرالله وحزبه هو إضعاف الدولة اللبنانية وهذا يؤدي الى إضعاف مناعة كل المجتمع. حزب الله منذ العام 1982 يحلم بإقامة الجمهورية الاسلامية في لبنان ولم يتوقع أن تكون الأكثرية الشيعية معه. اليوم، أصبح رئيس الجمهورية وأكبر كتلة نيابية مسيحية معه ويعملون من أجل الجمهورية الإسلامية في لبنان وذلك بمجرد دعمهم “حزب الله” مثلهم مثل الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث اللذين يدعيان العلمنة. العيش المشترك يكون بالدفاع عن فكرة لبنان وروحيته وحزب الله نقيض ذلك تماما فهو معاكس للبنان السيد والتعددي والديمقراطي”.
وقال: “اذا استطاعت القوات اللبنانية الحصول في الانتخابات النيابية المقبلة على أكبر كتلة نيابية مسيحية، فسيسحب بذلك الغطاء المسيحي عن “حزب الله” وهذا كبوس لا يمكنه التعايش معه. أنا لا أحسم حصولنا على ذلك ولكن أؤكد السعي لذلك”.
وردا على سؤال، أجاب: “من المعيب القول إن ما حدث في الطيونة هو من أجل أن نكسب أصواتا في الانتخابات لأننا في الأساس لم نقم بشيء. حين شاهدت كيف روع الطلاب في مدرسة “الفرير” وهي مدرستي، تذكرت كيف عشت وانا طفل في مطلع الحرب الشعور نفسه، مع الاشارة الى أن التلاميذ اليوم بأكثريتهم شيعة، أما الباقون مسيحيون وسنة. هنا أشدد على أنه يجب ألا يتوهم أحد أن هناك متاريس بين الشياح وعين الرمانة. وفي الأساس، ثلث سكان عين الرمانة من الشيعة”.
وأوضح بو عاصي انه أتى عبر الـATV الى جلسة مجلس النواب، مؤكدا انه ليس خائفا من التهديد وأنه “ليس عند كل “عنترية” او تهديد يجب ان نختبئ”.
وقال: “حين أخذ شباب المواكبة الـATV نسيت أن أعطيهم المسدس الذي كنت أحمله كوني أتيت بمفردي، وأرى أنه كان من اللائق أكثر لو تنبهت للموضوع مسبقا واعطيته لأحد من مرافقي زملائي النواب في التكتل. مع الإشارة الى أن المسدس لم يكن ظاهرا او استفزازيا. ساحة مجلس النواب هي مساحة حوار ولا مكان للأسلحة الحربية فيه، ولا صحة لما قيل انني أخرجت من القاعة، فلا يخرجني من المجلس إلا من أدخلني إليه أي الناخبون والموعد مع صناديق الاقتراع في الربيع”.
وردا على الحملة التي شنها العونيون على كلامه في مجلس النواب عن المغتربين وارتباطهم بلبنان، قال: “ما أكذب من جبران باسيل إلا إعلام التيار الوطني الحر وهم سخيفون في تحريفهم كلامي عن الانتشار. أولا، منذ 15 عاما زار النائب حينها نعمة الله ابي نصر باريس والتقيته حيث كنت ما زلت مقيما في فرنسا واقترح فكرة نواب الانتشار فشرحت له خطورتها على لبنان والمغتربين لأنها تقوقعهم في “غيتو” وتربطهم بنواب لهم عوض ربطهم بلبنان. وفي اللجنة الوزارية التي درست قانون الانتخاب، كنت انا وباسيل فيها ووافق الأخير على القانون الذي عرف بقانون عدوان للدور الكبير لزميلنا النائب جورج عدوان في وضعه بشرط اقتراع الاغتراب لنواب يخصصون للاغتراب من دون اي حجة مقنعة. اليوم يكذب بقوله انه تم اعطاء الاغتراب الخيار بين اختيار نوابه او التصويت لنواب دوائره في لبنان. سألته كيف للنائب أن يجول على ناخبيه في الخارج وان يشارك في اللجنان والجلسات في لبنان؟”.
وأردف: “أنا قلت إن هناك ملايين اللبنانيين المتحدرين من أصل لبناني لا يملكون الجنسية لذا هم غير معنيين بالانتخابات ولا يذكرون من لبنان الا العادات والتقاليد والتبولة. وهناك مليون لبناني منهم نحو ??? ألفا هاجروا بفضل الجنرال عون وباسيل. جبران باسيل خطر لأن الوحي يهبط عليه من دون أي منطق. إنه عديم الثقافة وعنيد ولا يغير رأيه “حتى لو بدو يفوت البلد بالحيط”. لكن كل مجلس النواب وضعه عند حده ولم يسر بمشروع نواب الاغتراب”.
أما عن إمكان تأجيل الانتخابات، فقال: “طالما هناك شعب في لبنان وانا مقتنع بذلك، فالانتخابات ستجري في وقتها، فهي للشعب وليست للسياسيين. أي خربطة أمنية للإطاحة بالانتخابات ستفشل كما فشلت حوادث الطيونة ورأس سعرها عملية اغتيال”.
وردا على سؤال عن ترشحه للانتخابات النيابية، أجاب: “الحزب يقرر ترشحي للانتخابات النيابية أم لا. نحن حزب منظم ومنضبط لذا الحزب يرشح من يراه مناسبا والشعب يقوم بواجباته. أنا اقوم بحملة انتخابية ليس لي بل لمرشح “القوات اللبنانية” في بعبدا. وإذا قال الدكتور جعجع إنني لست مرشحا عندها أجير الحملة له وأصبح عسكريا خلفه حتى اللحظة الأخيرة، كما كنت عام 2009 وقمت بدوري من فرنسا”.
ولفت الى أن “حلفاء “القوات” ليسوا كثرا ومن المبكر الحديث عن ذلك خصوصا أن التقرب من “القوات” مكلف، فسقفها عال ولا تسكت ومزعجة في مجلس الوزراء كما النواب”.
وميز بو عاصي بين “العلاقة الشخصية مع الرئيس نبيه بري والتفاعل السياسي معه ومع مواقفه السياسية”، مذكرا أن “القوات لم تنتخبه وهناك خلاف سياسي كبير معه إلا أن القدرة على التحاور معه ممتازة في مجلس النواب المخصص للتواصل والحوار بين الأطراف المختلفة الرأي”.