الرئيسية / آخر الأخبار / سيف الإقالة يطارد الرؤوس الكبيرة

سيف الإقالة يطارد الرؤوس الكبيرة

مجلة وفاء wafaamagazine

 

 

ثلاثة رؤوس كبيرة على الأقل تحت سيف الإقالة المرتقبة. في إسبانيا وضع مدرب برشلونة الهولندي رونالد كومان يبدو مهزوزاً، وفي إنكلترا باتت نهاية مدرب مانشستر يونياتد النروجي أولي غونار سولشاير قريبة، بينما في فرنسا الواضح أن مستقبل مدرب باريس سان جيرمان الأرجنتيني ماوريتسيو بوتشيتينو يسير نحو المجهول. أما السؤال الذي يطرح نفسه الآن: من سيكون الضحية الأولى؟

نهاية أسبوع عاصفة في البطولات الوطنية الأوروبية مع عددٍ كبير من مباريات القمّة التي يمكن اعتبار البعض منها مفصلياً في مشوار الموسم الحالي بالنسبة إلى عددٍ من الفرق، أقلّه بالنسبة إلى برشلونة الخاسر أمام غريمه ريال مدريد (1-2) في «الكلاسيكو»، وأيضاً بالنسبة إلى مانشستر يونايتد الذي تلقى هزيمة شنيعة أمام عدوه ليفربول بخماسية، ووصولاً إلى باريس سان جيرمان الذي على رغم حشده عدداً كبيراً من النجوم كان قريباً من السقوط أمام مرسيليا فتعادل معه سلباً.

كل هذه النتائج وضعت علامة استفهام على المدربين الذين فشلوا بالخروج بالنتائج المأمولة منهم، فأصبح سيف الإقالة مسلّطاً على رقابهم وينذر بقرب نهايتهم مع فرقهم، وهي مسألة منطقية لأسبابٍ مختلفة لكنها واضحة ونتيجتها الفشل.
الهولندي رونالد كومان خرج من ملعب «كامب نو» بعد ظهر الأحد تحت وابل من الشتائم استدعت بياناً رسمياً من إدارة برشلونة لشدّة قساوتها. لكن الواقع أن المدافع الدولي السابق هو من قسى على نفسه وعلى فريقه بإصابته الفشل تلو الآخر، فأصبح في مكانٍ ما غير قادرٍ على معالجة مشكلات الفريق التي تتفاقم يوماً بعد آخر وتعقّد من مهمته كومان أكثر وأكثر، وهو الذي تلهى بكيفية الدفاع عن نفسه أمام وسائل الإعلام بدلاً من التركيز على إيجاد الحلول اللازمة.
«الكلاسيكو» الأخير هو عيّنة بلا شك عن الدعسات الناقصة والقاتلة التي يقوم بها كومان في النادي الكاتالوني، بدايةً من فشله في بثّ روح التحدي في نفوس لاعبيه لدرجةٍ أن ثنائي المستقبل في خط الوسط أي غافي (17 سنة) والهولندي فرانكي دي يونغ (24 سنة) سقطا في الامتحان أمام لاعبٍ وصل تقريباً إلى نهاية المشوار الكروي وهو الكرواتي لوكا مودريتش (36 سنة) بحيث لم يتمكنا من مجاراته أو التفوّق عليه سرعةً وفي المواجهات الثنائية.
مسألة تعيدنا إلى اللقاءين الأخيرين في الموسم الماضي بين الفريقين عندما عانى «البرسا» في معركة الوسط أمام مودريتش نفسه والأوروغوياني فيديريكو فالفيردي والبرازيلي كاسيميرو والألماني طوني كروس، ما يعني أن كومان لم يتمكن من تغيير أي شيء في نمط الفريق، ليلقى بالتالي خسارته الرابعة على التوالي في قمّة «الليغا»، وهو أمر لم يحصل معه منذ 60 سنة!
صحيح، لم يفعل كومان أي شيء جديد في حركته التصحيحية التي ادّعى أنه أطلقها منذ تلك الخسارة أمام الريال في نيسان الماضي، وما تسجيل لوكاس فاسكيز هدف الفوز في مواجهة «الويك إند» إلا دليل ساطع على هذا الكلام، فهناك على ملعب «دي ستيفانو» لم تكن خطوط التمرير مقفلة أبداً أمام الريال الذي تناقل الكرات بسهولة، فكان مثلاً هدف الفرنسي كريم بنزيما بعدما قاد فالفيردي هجمةً مرّر على أثرها الكرة إلى لوكاس فاسكيز الذي عكسها عرضية لتهتز الشباك. بعد ظهر الأحد الماضي عاد فاسكيز ليركض في الرواق الأيمن من دون مشكلات منتقلاً في حالة الهدف الثاني من مركز الظهير الأيمن إلى قلب الهجوم ليكافئ نفسه على ما قدّمه في آخر «كلاسيكو»، بالتالي يضع بصمته في شباك الحارس الألماني مارك – أندريه تير شتيغن.
الواقع أن المنظومة الدفاعية لبرشلونة لا تبدو متماسكة فكلٌّ يدافع في مركزه لا أكثر، وهي مسألة ناتجة من خيارات كومان كالإصرار على إشراك إيريك غارسيا أساسياً، والذي كان حاضراً بشكلٍ خجول في حالة الهدفين. وبالحديث عن الخيارات، فإن الخيار الأول لكومان أي مواطنه ممفيس ديباي لن يكون يوماً قادراً على وضع نفسه في دائرة كبار النجوم الذين قادوا الفريق الكاتالوني إلى المجد. هو لاعب موهوب لكنه يتخذ قرارات سيئة على أرض الملعب، تماماً كحالة خسارته الكرة لتنتهي بهدفٍ أول للريال سجله النمسوي دافيد ألابا. هنا السبب هو المدرب لأنه يفترض عليه إلغاء السلبيات ومنها ما يمثله ديباي بشخصيته المتعجرفة بين زملائه بحسب ما نقلت الصحافة الإسبانية.

سولشاير الكارثة
هناك في «أولد ترافورد» وخلال مباراة «الكلاسيكو» وبعدها كانت الكارثة التي دفعت قسماً كبيراً من جمهور مانشستر يونايتد إلى مغادرة المدرجات في الدقيقة 65 تقريباً بعدما دكّ ليفربول مرماه بخمسة أهداف.
صدمةٌ على الوجوه ومتهم واحد خرج تحت صيحات الاستهجان بين الشوط وعند نهاية المباراة. هو سولشاير الذي يستغرب الكلّ حتى هذه اللحظة عدم إقدامه على خطوة الاستقالة لأن الإقالة آتية باتجاهه لا محالة.
سولشاير الذي عُيّن أوّلاً مدرباً مؤقتاً خلفاً للبرتغالي جوزيه مورينيو في كانون الأول من عام 2018، أخذ وقته وأكثر لإعادة بناء الفريق، فكان دعم المدرب الأسطوري «السير» الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون هو السبب الوحيد الذي أبقاه في منصبه حتى الآن. لكن في هذه اللحظة لا شيء يمنع الإدارة من الخروج بقرار إقالته، فهو خسر 5 من مبارياته التسع الأخيرة، والأخطر أن التقارير تقول بأنه فقد السيطرة على غرف الملابس حيث لا يحظى بدعمٍ إلا من خلال بعض اللاعبين الشبان الذين يبدو تأثيرهم محدوداً، في وقتٍ حُكي فيه عن صدامٍ مع نجم الوسط الفرنسي بول بوغبا، ما يعني أن الأجواء لا تبدو مثالية إطلاقاً.

إقالة كومان وسولشاير وبوتشيتينو مبرّرة لأسبابٍ واضحة ومنطقية

هذه المعلومات تعيدنا إلى الأيام الأخيرة من حقبة مورينيو حيث كانت الأجواء المسمومة مشابهة لا بل إنها أصبحت أسوأ مع خروج العديد من اللاعبين لانتقاد مدربهم علناً خلال وجودهم مع منتخبات بلادهم، وخصوصاً بعد تقليصه أو تجاهله دور أسماء مهمة مثل جيسي لينغارد، الهولندي دوني فان دي بيك، والصربي نيمانيا ماتيتش والأورغوياني إدينسون كافاني.
كل هذا يتقاطع مع توظيف سيئ للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي لا يبدو متفاهماً مع زملائه في خط المقدّمة وعلى رأسهم الشاب مايسون غرينوود، ما يحمّل مسؤوليةً أكبر للمدرب، خصوصاً بعدما لاحظ المتابعون أن اللاعبين نادراً ما يتبادلان الكرة على أرضية الميدان وسط امتعاض واضح لرونالدو من قرارات التسديد التي يتخذها زملاؤه الشبان بدلاً من تمرير الكرات له.
«زعل» الهداف الكبير يبدو سبباً أساسياً للحديث عن نهاية حقبة سولشاير في ظل تغيّر موازين القوى وارتفاع مؤشرها عند اللاعبين الذين يفوقون مدربيهم قوةً في المحطات المصيرية.
أما الواضح أكثر فإن سولشاير سيُقال لأنه يفتقد إلى الذهنية والحنكة والدهاء التي تخوّله مجاراة مدربين كبار في الدوري الإنكليزي، أمثال الإسباني جوسيب غوارديولا والألمانيين يورغن كلوب وتوماس توخيل.

بوتشيتينو خارج الواقع
إلى فرنسا حيث لعب باريس سان جيرمان بعشرة لاعبين لمدة 40 دقيقة بعد طرد أشرف حكيمي أمام مرسيليا. لكن بنظر الكثيرين لا مبرّر لعدم تحقيق الفوز على خصمٍ مثل مرسيليا لا يملك نجماً واحداً بحجم ما يملكه فريق العاصمة الفرنسية.
وفي خضم هذا الكلام وإلغاء هدفٍ لمرسيليا كان يمكن أن يحسم المباراة، لم تكن الصدمة بعدم فوز الباريسيين بل بما صرّح به بوتشيتينو الذي أشاد بمجهود لاعبيه وبطريقة اللعب الجيّدة التي ظهروا فيها، منوّهاً حتى بتضحيات البرازيلي نيمار الذي قدّم مباراة مخيّبة مرةً أخرى ولم يسجل أكثر من هدفٍ وحيد هذا الموسم.
بوتشيتينو بدا وكأنه كان يشاهد مباراة أخرى أو أنه منفصل عن الواقع بشكل مخيف أو أنه أراد تبرئة ساحته كونه يملك ترسانة من النجوم لم يظهر أنه قادر على التحكم بها ودفعها إلى فرض سيطرتها في فرنسا وخارجها.
وحتى اقتناع بوتشيتينو بضرورة قول الحقيقة، فإن ما ينتظره هو العمل الصعب، إذ إنه يملك رباعياً يفترض أن يسيطر على أوروبا من دون عناء. وهنا الحديث عن الثلاثي الأرجنتيني ليونيل ميسي، البرازيلي نيمار، كيليان مبابي والارجنتيني الآخر أنخيل دي ماريا. هؤلاء مع نجومٍ كبار في كل المراكز لا يمنحوا أي ذريعة لأي مدرب لعدم تحقيق المطلوب الذي لم يصل إليه بوتشيتينو منذ ذاك الخطأ الذي ارتكبته الإدارة بإقالة توخيل الذي ذهب إلى لندن لقيادة تشلسي إلى لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا العصيّة على الفريق الفرنسي الباحث عن نفسه دائماً بين كبار القارة.