الإثنين 11 تشرين الثاني 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
رأى الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد، في مؤتمر صحافي ان “أحداث تاريخية تجري في البلاد منذ 17 تشرين الأول، ويوما بعد يوم تكتسب الانتفاضة الشعبية شرعيتها الثورية من الشوارع والساحات. فهي اكتسبت إلى صفها الشرائح الأوسع والأكثر تنوعا في المجتمع اللبناني، وبخاصة جيل الشباب الذي شكل العصب المحرك لهذه الانتفاضة الثورة، وهي القادرة أيضا على تحديد الحركة العامة في البلاد والاولويات على ايقاع برامجها اليومية، اضرابات، وتظاهرات، واحتجاجات مع استجابة شعبية غير مسبوقة، هي كرة الثلج تكتسب كل يوم المزيد من القوة والشرعية الثورية، كلمتها حازمة لا عودة الى الوراء”.
وقال: “الصيغة السياسية التي تسلطت على البلاد 30 سنة ساقطة، الثورة تطلب التغيير الديموقراطي السلمي والآمن، تطلب الدولة المدنية الحديثة. هي ايضا تطلب العدالة والحرية والحقوق والكرامة الانسانية التي أهدرها النظام السياسي، هي تريد الرعاية الصحية الشاملة، والجامعة الوطنية الحديثة، والمدرسة الرسمية الحديثة، وفرص العمل وتأمين المسكن للشباب، وتطوير قطاعات الانتاج والعدالة الضريبية، والادارة الحديثة، وضمان الشيخوخة، والخدمات العامة في مجالات الكهرباء والمياه والمواصلات والبيئة وغير ذلك. هي تطلب ملاحقة ومحاسبة كل من سرق تعب الناس ونهب اموالهم، هي تطالب بالقضاء المستقل والنزيه لضمان المحاسبة وضمان حقوق الناس، وتطالب أيضا وايضا بسرعة معالجة الانهيارات المالية والاقتصادية والسياسية على قواعد وطنية بعيدا عن اي اعتبارات طائفية وبعيدا عن ما اعتدوا عليه من محاصصات واملاءات خارجية، هي لا تريد الانهيار الأكثر خطورة اذا ما حدث الانفجار الاجتماعي الكبير الذي غالبا ما يكون عشوائيا، مما يثير الفوضى والاضطراب الأمني، هي تريد حلا سياسيا آمنا يحمل قضاياها وتطلعاتها، وينصف الشعب اللبناني، هي الشرعية الثورية في مواجهة السلطات الدستورية التي تتآكل شرعيتها يوما بعد يوم”.
وأردف سعد: “ما زالت هذه السلطات تنكر على الثورة الشعبية شرعيتها، ولا زالت تلف وتدور وتتحايل لاحتواء الثورة واجهاضها. السلطات على اختلافها ترفض ان تقدم ما هو ضروري وواقعي ومنصف للخروج من الأزمة، وما يلبي أماني وتطلعات الناس. ما يريده الناس فتح مسارات للتغيير السياسي على كل الصعد الاقتصادية والاجتماعية وغيرها. غير أن شيئا من هذا لم يحصل، لا الورقة الاصلاحية كانت مرضية، ولا استقالة الحكومة كانت كافية، ولا خطاب رئيس الجمهورية كان مقنعا، ولا مسار التكليف والتأليف والعودة الى موازنات اختلت بفعل الثورة الشعبية كان مرضيا لثورة أرادت كسر قواعد بالية وبناء قواعد جديدة.
واليوم جاءت الدعوة لجلسة تشريعية لتكمل المسار الذي اعتمدته السلطات الدستورية الأخرى لجهة انكار الحقائق والوقائع التي فرضتها الانتفاضة الشعبية، فلا جدول اعمال الجلسة هو من أولوياتها، ولا مضامين بعض مشاريع القوانين تلبي مطالبها في ملاحقة ملفات الفساد. ولا يصح ان تكون استجابة المجلس كسلة دستورية لمعالجة تداعيات أزمة خطيرة على هذا النحو.
كنت آمل أن تكون الأولوية الآن في هذه الظروف الدقيقة والمصيرية الدعوة لجلسة عامة او اكثر للبحث عن حلول سياسية للمأزق الخطير والمصيري القائد بأبعاده السياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية لغياب مجلس النواب عن معالجة جذور الأزمة واجتراح الحلول لها بما يلبي المطالب الشعبية، انما يعزز ما هو سائد في الميادين أنه لا ثقة في مؤسسات السلطة ويصيب شرعيتها في الصميم”.
وختم سعد: “بعد كل ما عرضته ومن موقعي كنائب معارض، وتأكيدا على ما كنت أقوله دائما أن البرلمان ساحة نضال اضافية وليست ساحة بديلة عن ساحات النضال الوطني والسياسي والاجتماعي وسط الناس، أعلن اعتراضي على جدول اعمال الجلسة الذي لا يتوافق نهائيا مع ما تمر به البلاد من أوضاع دقيقة، وبالتالي أعلن مقاطعتي للجلسة النيابية غدا الثلاثاء. أما عن الجلسات التالية والعلاقة المستقبلية بالمجلس، فذلك رهن استعداد السلطات الدستورية التسليم بالحقائق الجديدة التي فرضتها الانتفاضة الشعبية والاعتراف بمفاعيلها السياسية والاجتماعية. وسيكون موقفي منطلقا أساسا من مصلحة الانتفاضة والمصلحة الوطنية العامة.
الأزمة لا تعالج بالمسكنات ولا باهدار الوقت والهروب الى الأمام، ولا بالتنكر للحقائق، الأزمة تحتاج الى مسارات سياسية آمنة تعترف بالحقائق وتعالج جذورها.
ثقة الانتفاضة بالسلطات الدستورية مفقودة، الثقة تفرض حلا سياسيا أراه عبر التسليم بمرحلة انتقالية تكون فيها الانتفاضة حاضرة بتوجهاتها، وأيضا مراقبة عبر آليات تضعها بنفسها وحكومة انتقالية تمثل الانتفاضة وتحمل برنامجها الانقاذي والتغيير وذلك بهدف العبور الآمن والسلس من الأزمة”.