الرئيسية / آخر الأخبار / مدير «الريجي»: تسعيرة التبغ مُرضية

مدير «الريجي»: تسعيرة التبغ مُرضية

مجلة وفاء wafaamagazine

رفض عدد من مزارعي التبغ في منطقة بنت جبيل تسليم محاصيلهم اليوم لإدارة حصر التبغ والتنباك (الريجي). مركزا التسليم في رميش وعيتا الشعب، تعرّضا للمقاطعة من قبل مزارعي البلدتيْن ومحيطهما، احتجاجاً على التسعيرة التي حدّدتها «الريجي» بدل بيع كل كيلو من التبغ. فقد اعتُبرت التسعيرة التي تتراوح ما بين 40 و50 ألف ليرة عن كل كيلو بحسب جودته، تسعيرة مجحفة لا تتناسب مع نفقات الزراعة التي تُسَعَّر بالدولار، والتي تتضمّن أسعار الشتول والمبيدات وأجور العمّال والحراثة والريّ والقطاف.

لكن مدير عام «الريجي» ناصيف سقلاوي، كان له رأي آخر. وفي حديث لـ«الأخبار»، لفت إلى أن نقابات مزارعي التبغ وممثّليهم طالبوه خلال اجتماعه بهم في الفترة الماضية، بزيادة تسعيرة العام الماضي ومتوسّطها 20 ألف ليرة عن كل كيلو، بنسبة 170 إلى 175 في المئة، «لكننا زدناها بنسبة 220 في المئة» قال سقلاوي. علماً بأن تسعيرة العشرين ألفاً حدّدتها وزارة المال في عام 2017، زيادة عن الأسعار التي كانت تقلّ عن ذلك حينذاك.

وتماشياً مع زيادة الأسعار، حدّدت «الريجي» لائحة تراوحت بين 42 و46 ألف ليرة لمنطقة النبطية، وما بين 46 و50 ألف لقضاء بنت جبيل، وبين 44 و48 ألف ليرة في قضاء صور.
مع ارتفاع كلفة المعيشة، هل يجد سقلاوي تلك التسعيرات مُرضية؟ يرى المهندس المشهد من فوق. «البلد منهار، لا سيما قطاع الزراعة، والجميع يدفع ثمن انهيار سعر صرف الليرة. مزارع التبغ ضحيّة مثله مثل الموظف الذي لا يستطيع الوصول إلى عمله بسبب ارتفاع كلفة النقل». ويُشير سقلاوي إلى أن مؤسّسته حدّدت التسعيرة «على نحو يسمح للمزارع بتغطية نفقات الزراعة، ومعدّلها حوالى 20 ألف ليرة، ويربح 22 ألف ليرة بالحد الأدنى عن كل كيلو».

وبين هذا وذاك، يلفت إلى أنه كإدارة تابعة لوصاية وزارة المال، لا يمكنه أن يصرف الدولار كسعر السوق على غرار سائر المؤسسات العامة. وعليه، فإن الزيادة المحقّقة هذا العام على تسعيرة التبغ تُسجَّل انتصاراً بالمقارنة مع ثبات الأجور في القطاع العام على حاله.
زيادة تسعيرة ثمن التبغ انسحبت أيضاً زيادة في أسعار منتجات «الريجي»، أي سجائر «سيدرز». تلك الزيادة يستخدمها المزارعون للهجوم على المؤسسة «التي تربح مبالغ هائلة من بيع الدخان، وتبخس المزارعين تعبهم وحقهم». وهنا، يوضح سقلاوي أن «الريجي» لا تحقّق أرباحاً خياليّة من بيع «سيدرز»، «بل خسرت 35 في المئة من أرباحها لأنها التزمت بسقف محدّد من الزيادة، ولم تجارِ الازدياد المطّرد في سعر صرف الدولار». العلبة كانت تُباع بأقل من دولار واحد قبل الأزمة، وتُباع حالياً بسبعة آلاف ليرة بدلاً من أن يرتفع سعرها إلى أكثر من 20 ألفاً.
وانتهجت المؤسسة مبدأ الربح القليل لمواجهة تهريب السجائر الأجنبية إلى السوق المحلّي.
دورة مزارع التبغ لا تنتهي عند تسليم محصوله. بل يبرز أمامه التحدي الأكبر، بقبض مستحقّاته دفعة واحدة من المصارف بعد الأزمة المستجدّة. و هنا يستعرض سقلاوي ما قامت به المؤسسة لضمان حصول المزارع على ثمن محصوله المحوّل له من حساب «الريجي»، إلى حسابه في المصرف، دفعة واحدة ومن دون تأخير. «منذ العام الماضي، اتفقت مع إدارات المصارف المعنيّة بصرف مستحقات المزارعين (تبلغ حوالى 320 مليار ليرة) من حساب الريجي في مصرف لبنان، لتجنّب تطبيق آليات المصارف على المزارعين بتحديد سقف للسحوبات».
و في حال تلكّأ المصرف عن تلبية المزارعين، «عقدتُ اتفاقاً مع شركة تحويل الأموال OMT لتحويل مستحقات المزارعين من الريجي عبرها».