مجلة وفاء wafaamagazine
إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس تيار المردة الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية الذي قال بعد اللقاء:” هذا الموعد اليوم مع سيدنا تم اخذه منذ نحو عشرة ايام وكان من المقرر زيارة الصرح يوم الأربعاء الا انه بسبب المواكب على طريق بكركي تم تأجيله الى اليوم. لقد تبادلنا الآراء مع غبطته وكما اعتدنا دائما نتحدث بضمير في بكركي رمز الكنيسة المارونية ورمز الضمير.”
وتابع:” من ابسط الأمور اليوم هو تخلي اي مسؤول لبناني عن الناس وتركهم وتبييض الوجه على حسابهم كما حصل في اليومين الماضيين مع ما تخللهما من تزلف وتبييض للوجه، فهو لا تعنيه كرامات الناس واعراضها. المهم ان يصل هو سواء على ظهور الناس او كراماتهم. الا اننا لسنا من هذا النوع. نحن لا نبحث عن منصب او عن مستقبل نرسمه فالله وحده يقرر المستقبل الا انه من المهم ان ما سنورثه لاولادنا واولادهم هي الكرامة. فكما افتخرنا بأهلنا نتمنى ان يفتخر ابناؤنا بنا. لذلك نحن لم نمس احدا في يوم من الايام ونتمنى الحفاظ على العلاقات الجيدة والممتازة مع كل الدول والدول العربية.”
وقال:” في السنوات الخمس عشرة الأخيرة من الحرب في المنطقة، لم نتفوه بأية كلمة ضد دول الخليج او الدول العربية او غيرها وهذا لم يكن خوفا او تملقا او تزلفا وانما قناعة. لقد كان حلفاؤنا يعلمون هذا. فهذه هي قناعتنا وموقفنا من السعودية والإمارات ودول الخليج وهو واضح جدا. قد نتفق او نختلف معهم ولكننا لسنا في حجم ان نتحداهم او ان نقف في وجههم. قد يكون هناك من يريد ان يتملق في الدفاع عنهم او مهاجمتهم لسنا نحن من يقوم بهذا.”
وأضاف:” ما حصل اليوم كنا نتمنى لو انه لم يحصل. نحن نعتبر ان هناك وزيرا صديقا وحبيبا تسمونه انتم وزير المردة، وانا لا يمكن ان اتبرأ منه بل انني الى جانبه ومعه. ومواصفات هذه الوزارة كانت تفرض وزيرا صديقا تسميه الأحزاب من دون ان يكون حزبيا. لقد قال كلاما تمعنت فيه بعد الضجة التي اثارها فلمست انه كلام شخص لبناني اطلقه قبل نحو شهر من تسميته وزيرا وقبل عشرين يوما من معرفته بأنه سيكون وزيرا. لقد اعطى رأيه كما الجميع في بلد ديمقراطي حر يعتبر رمزا لحرية الرأي. من مصلحتي الشخصية والسياسية اليوم ان اطلب منه الإستقالة وبذلك اكون قد بيضت وجهي. قد تقولون ان هناك من يضغط عليي، ما من احد يضغط عليي والكل يعرف هذا الأمر. ولكن ضميرنا لا يسمح لنا. لقد قلت لصاحب الغبطة بأن الوزير قرداحي قد عرض عليي ان يأتي الى بكركي ويقدم استقالته ولكنني رفضت، وعرض عليي ايضا ان يصعد الى قصر بعبدا ورفضت ايضا. ليس موقفي في ان يستقيل او ان لا يستقيل وانما موقفي هو الوقوف الى جانب الوزير قرداحي في الموقف الذي يتخذه هو. هو من يقرر. لقد رفضت ما عرضه لأن ضميري لا يسمح لي الطلب من وزير لم يخطئ ان يستقيل. فلو انه قال هذا الكلام بعد تسلمه لمهامه الوزارية، انا لا اقبل لانني لا اقبل بأن يشتم اي وزير اية دولة صديقة او شقيقة او حليفة او غير حليفة. لا اود الخلاف مع احد. ولكن ان يخلق هذا الجو ضد وزير لم يقم بأي شيء في بلد ديمقراطي فيه رأي حر فهو مرفوض. قد تحصل امور مشابهة مع حلفائنا السوريين والإيرانيين وكل الدول الأوروبية وفرنسا واميركا، عندها في كل مرة يعبر فيه وزير معين عن رأيه تطالبه هذه الدول بالإستقالة. انه امر غير منطقي . نحن نريد افضل العلاقات مع كل الدول.”
واعتبر:” اما بالنسبة لآل الملك عبد العزيز وقلة منكم تعرف هذا وهو ان الملك شخصيا كان صديقا لوالدي ووالدي بالنسبة لي مقدس وجدي ايضا لذلك انا اقدر هذه العلاقة الشخصية وان لم يكن هناك اية علاقة سياسية. ولكن هذا التعاطي بهذا الشكل الدوني بالنسبة للمملكة او لأي فريق لا نقبل به. الكثير من اللبنانيين يسمحون بالتعاطي معهم بهذه الدونية هذا شأنهم نحن قد نخسر وقد ندفع الثمن ولكننا لا نقبل بالدونية في التعاطي وانما بكرامتنا. هذا موقفنا في هذا الموضوع ولكن اكرر ان ما يقرره الوزير قرداحي الذي اعتبره قد ظلم وحمل اكثر بكثير مما قاله وهولم يكن قد تسلم بعد اية مسؤولية سياسية او حكومية احترمه. يقولون ان الشعب اللبناني سوف يدفع الثمن انا اقول ان الأمور لا تستوجب ما حصل. يقولون انه لم يعلن اي اعتذار مع انني اعتبر انه عندما يرفض رئيس الدولة ورئيس حكومتها هذا الكلام فهذا واضح وكاف. المطلوب ان يعتذر الوزير قرداحي، ولقد اجرى الرئيس ميقاتي اتصالاته في هذا الشأن واجبته بالطبع اذا كان هذا الأمر يحرج او يزعج احدهم فما من مشكلة في الإعتذار. اليوم سبق السيف العدل ولكن هذا موقفنا ولا يغضب منا احد. نحن لا نبحث عن ربح وخسارة وانما عن كرامة في هذا الموضوع.”
وفي رده على سؤال حول مبالغة السعودية بردة فعلها لفت فرنجية:” هذا شأنهم. نحن لا نضمر الا الخير ولا نرجو الا العلاقات الطيبة والإيجابية.”
واكد فرنجية انه “اذا استقالت الحكومة فلن يتم تشكيل حكومة جديدة قبل نهاية العهد. وهذا ليس هدفنا. ما يقرره الوزير قرداحي اقف معه لا يمكن فرض شيء. كرامته وقراره يحتمان عليه اتخاذ القرار الذي يراه مناسبا. وقرار الحكومة خاص بها.”
وعن تأثر اللبنانيين بالقرار السعودي اوضح فرنجية:” هل من المقبول ان يتعامل اللبناني الذي يعمل في هذه الدول وهو يعطيها اكثر مما يأخذ منها بهذا الأسلوب فيتم تهديده في كل مرة. واذا كان الأمر كذلك فلنحاسب نحن ايضا العمال عندنا، هذا ليس منطقي. اللبناني يعمل بعرق جبينه ويخدم البلدان التي يذهب اليها وهي لا تعطيه الإعانات. نحن نشكرها لإستقبالها للبنانيين الا انهم ليسوا بلاجئين في اي بلد عربي يأخذون الإعاشات والمساعدات. نكرر نحن من اكثر الناس حرصا على هذه العلاقة مع كل الدول وهذا الكلام لا اقوله في السياسة فقط لأنه لدي مشروعي وخطي الذي يزعجهم في بعض الأوقات. ما نقوله وما نريده حقيقة افضل العلاقات مع هذه الدول.”
وعن عدم ضغطه على الوزير قرداحي واحترام قراره اذا اراد تقديم استقالته اكد فرنجية:” انا احترم قراره نعم. وعندما عرض عليي تقديم استقالته عند رئيس الجمهورية رفضت ليس لانني لا اريد ان يقدمها ولكنني قلت له ان الرئيس سوف يبيعها للسعوديين. هو حر في ان يتوجه الى المكان الذي يريده لتقديم استقالته ولكنني لا اقبل ان اقدم جورج قرداحي فدية لأحد.”
وعن توقيت عرض المقابلة اوضح فرنجية:” هذا السؤال الذي يسأل اليوم. هل جورج قرداحي عذر ام سبب؟ اقول من هنا انه اذا استقال الوزير قرداحي لن نسمي اي وزير بعده لن نتدخل في هذا الموضوع وهذه الوزارة لن نشارك فيها. ولنسأل هل ستتحسن الأمور اي هل سنشهد غدا قدوم المساعدات وعودة السفراء وتقديم الدعم هذا ما نتمناه. نأمل ان يعطوا هذا المساعددات لأشخاص وليس للدولة.”
وعن امكانية عقد لقاء مسيحي في بكركي ابدى فرنجية استعداده لتلبية رغبة البطريرك واي قرار يتخذه.”
ولفت فرنجية الى الوزير قرداحي “يعرف مصلحة البلد جيدا وهو رجل بريء ولقد ظلم.”
وعن استهدافه كي لا يصل الى الرئاسة اشار فرنجيه :” منذ اليوم الأول لم اضيع ورئيس الجمهورية الحالي مع ما قاله عن السعودية والإمارات والخليج لا يقارن ابدا مع ما تحدث عنه الوزير قرداحي.”
وعن الوضع في البلد وسط كل هذه الأزمات تمنى فرنجيه على الإعلاميين ان يتحملوا “مسؤولية وطنية وان يخففوا من اجواء التحريض لأنه يؤدي الى انفجار لن يكون لمصلحة البلد ووسائل الإعلام بانتماءاتها المختلفة.”
وتساءل فرنجية “لماذا يكون المسيحي اليوم رأس حربة ضد السني ورأس حربة ضد الشيعي. انا اتمنى كمسيحيين ان نقوم بالدور الذي علمنا اياه السيد يسوع المسيح وان نكون دائما وفاقيين منفتحين. فلنلعب هذا الدور. لماذا نريد ان نكون دائما رأس حربة لمشاريع لم توصلنا الا الى الهلاك وضرب المسيحيين.”
وعن خوفه من تطيير الإنتخابات اكد فرنجية:” خوفي على البلد ايضا ومصيره. ما يدور حولنا في المنطقة والعالم يوجب علينا قراءته والنظر باي اتجاه يذهب. اخاف اليوم من ان نكون ذاهبين الى حلول سلبية. الرئيس عون وبعد حرب التحرير والإلغاء في 88 و89 وبعد ان كان رمزا ضربوه وضربوا من خلاله المارونية السياسية والمسيحيين ككل. لقد كنت من الفريق الآخر، ولكن عندما هزم المشروع المسيحي في الشرقية هزمنا جميعنا معه لذلك يعاد اليوم خلق رمز مسيحي جديد لكي اذا ما ضرب يضرب الجو والوضع المسيحي معه من جديد. اذا هزمنا سنهزم جميعا ولا يظنن احد ان الربح سيكون له والخسارة لغيره الربح للجميع والخسارة للجميع. فكروا جيدا فهذه الشعبوية لا تطعم خبزا في مناطقنا وفي بلاد مثل بلادنا علينا ان نفهم ما يدور حولنا ونقرأ الجيوسياسة في المنطقة لمعرفة كيفية التأقلم مع هذا الوضع وتجنيب ناسنا وشعبنا من هذا الهلاك.”
وختم فرنجيه في رده على سؤال عن كلمة يوجهها للسعودية :” نتمنى كل العلاقات الطيبة مع المملكة ولا سيما بيت الملك سلمان. نحن لا نريد حصول اي مشكل وايضا نتمنى الحفاظ على كرامات الناس. البارحة احد الأصدقاء سألنا عن عدم اتصالنا بالسفير السعودي فسألناه اذا طلبناه هل يجيب؟ ذهب ولم يعد بجواب. ما من مشكلة لدينا لأننا لا نعتبر اننا في مشكلة مع المملكة. وهذا هو موقفنا.”