مجلة وفاء wafaamagazine
حضرت جامعة الدول العربية بشخص أمينها العام المساعد حسام زكي، في زيارة استطلاعيّة لما يمكن أن تقوم به الجامعة لإعادة تزخيم علاقات لبنان بدول الخليج وفي مقدّمها السعودية، على انّ ما استرعى الانتباه في حملة المسؤول العربي هو تأكيده على انّ «المسألة ليست بسيطة وأبعد من توصيف وزيرٍ لما يحصل في اليمن».
ما عكسته زيارة زكي السريعة، انه لم يحمل أيّ افكار أو مخارج حلول لهذه الأزمة المعقدة، ما خلا تمنيات عبّر عنها، بضرورة تجاوز الازمة لما فيه مصلحة للبنان كما للعرب. وما سمعه من المسؤولين اللبنانيين لم يخرج عن هذا السياق، بل عكس حرص لبنان على كافة مستوياته، على اوثق العلاقات الأخويّة مع اشقائه العرب وعلى وجه الخصوص مع المملكة العربية السعودية، وسعيه الدؤوب الى عودتها الى سابق عهدها وتنقيتها من أي شوائب تعتريها، لما فيه من مصلحة مشتركة للبنان وسائر دول الأسرة العربيّة.
وبحسب معلومات «الجمهورية» من مصادر موثوقة، فإنّ الموفد العربي عكسَ حرصا عربيا على لبنان وموقعه الى جانبه اشقائه العرب، وبَدا صريحا في تأكيده على «ان ليس من مصلحة لبنان ان يكون على قطيعة مع اشقائه في الوقت الذي ينوء بثقل ازمة اقتصادية صعبة وخانقة»، وفي حَثّه الجانب اللبناني «على خطوات مطمئنة تجاه السعوديّة، وهنا يبرز دور الحكومة اللبنانية في مقاربة الازمة مع ما تقتضيه من اجراءات تساهم في تليين الموقف السعودي»، الذي فهم من كلام الموفد العربي انه «في غاية التصلّب والإستياء ممّا تتعرض له المملكة من لبنان».
ووفق المصادر عينها فإنّ اللافت في ما عكسه زكي هو «ان ليس في اجندة الجامعة العربيّة ايّ «زيارة وساطة» الى المملكة العربية السعودية أو الى غيرها من دول الخليج، خصوصا ان السعودية عبّرت بوضوح عما دفعها الى اتخاذ هذا الموقف من لبنان، وهو امر تتفهّمه الاسرة العربيّة، معوّلاً في هذا السياق على حكمة المسؤولين في لبنان وسعيهم الى إنهاء هذه الأزمة، فهم الادرى بما يمكن أن يُتَّخذ من اجراءات».
واكدت المصادر ان استقالة او اقالة وزير الاعلام جورج قرداحي كانت حاضرة في محادثات موفد الجامعة العربية مع المسؤولين اللبنانيين، لافتة الى ان موفد الجامعة لمّحَ الى «ان السعودية لن تستجيب لأي مسعى قبل استقالة الوزير قرداحي».
واشارت الى ان ما سمعه زكي في القصر الجمهوري والسرايا الحكومية «عكسَ رغبة واضحة في القيام بأيّ خطوة من شأنها أن تفتح الباب على إعادة العلاقات الى سابق عهدها مع السعودية ودول الخليج»، لافتة في هذا المجال الى «استياء جدّي في بعبدا والسرايا من عدم استجابة وزير الاعلام للدعوات المتكررة له بتغليب المصلحة الوطنية على أي امر آخر».
الجمهورية