الرئيسية / آخر الأخبار / تعليم الإحترام للطفل في الصف

تعليم الإحترام للطفل في الصف

مجلة وفاء wafaamagazine

عند إنتماء الطفل إلى المدرسة، من أهم المبادئ التي يتعلمها التلميذ هو إحترام معلمة الصف وإحترام اصدقائه.

 

تشير دراسات نفسية وتربوية كثيرة الى أنّ الطفل يبدأ بإحترام العالم الخارجي منذ صغره، من خلال المشاهدة التي يقوم بها في منزله. فيتبنى سلوكيات أهله ويطبقها بحذافيرها. فإذا كان والده يحترم الأم، الطفل سيقوم بالشيء نفسه والعكس صحيح. قصة هذا الأسبوع عن «هادي» الذي لاحظ بأنّ أحد اصدقائه في المدرسة، قام بعمل شنيع وهو عدم إحترام المعلمة. فكيف تعامل «هادي» مع الموضوع؟ وكيف ساعد صديقه كي لا يكرّر فعلته؟

 

بعد ساعات عدة في المدرسة، رجع «هادي» إلى منزله متحمساً ليرى والده ووالدته. فكان يومه مليئاً بالمغامرات والأحداث:

– ما الذي تعلمته اليوم يا بني؟

 

سأل الاب إبنه الذي يتحضّر لتناول الطعام. فردّ «هادي» وهو ما زال يغسل يديه:

– اليوم تعلمت ما هو الفعل الماضي! كما تسليت مع أصدقائي خلال إستراحة الساعة العاشرة وأمضيت أجمل الاوقات مع رفاقي في الصف. ولكن..

 

وسكت «هادي» وهو ينظر الى نفسه بالمرآة ثم قال:

– ولكن صديق «مروان» تصرّف بشكل فظ مع المعلمة.

 

فطرحت الأم سؤالاً على إبنها وهي تكمل خلط السلطة:

– ولكن ما الذي حصل يا بني؟

فأكمل «هادي» حديثه وهو يفسّر بكل هدوء:

– بينما كانت المعلمة «ندى» تشرح أمثولة الفعل الماضي خلال حصة اللغة العربية، كان «مروان» لا يستمع إليها، بل كان يتكلم مع اصدقائه في الصف. وعندما طلبت منه أن يتوقف عن الثرثرة، خرج من الصف منزعجاً من دون ان يطلب الإذن منها.

– تصرف غير مقبول!

 

قال الأب وهو يطرح سؤالاً آخر على «هادي»:

– وكيف يمكن أن يتصرف «مروان» بتهذيب؟

 

إبتسم «هادي» وفسّر لوالديه:

– أولاً، عندما نكون في الصف، يجب الإستماع دائماً لكلام المعلمة. فلا يمكن أن نتكلم مع أحد بينما تكون المعلمة تشرح الدروس.

 


ثانياً، خلال إستراحة الساعة العاشرة، يمكن اللعب والتسلية، ولكن في الصف ييجب أن نبقى هادئين ولا نصدر ضجيجاً ابداً كما يفعل «مروان».

 

ثالثاً، إذا إنزعجت من المعلمة لا يمكنني أن أخرج من الصف أو أصرخ في وجهها، بل يمكنني التحدث معها بهدوء وروية.

 

جلست العائلة الى مائدة الطعام، وهنأ الأب طفله الصغير الذي يعرف انّه يجب دائماً إحترام المعلمة. وإذا أحدٌ من الأصدقاء لم يحترمها، يجب توجيه الملاحظة له، وأن يطلب السماح منها. والأهم من كل ذلك هو الإبقاء على الحوار الذي يعالج كل المشاكل.