مجلة وفاء wafaamagazine
زار وزير المهجرين عصام شرف الدين ممثلاً الرؤساء الثلاثة بإسم الجمهورية اللبنانية ولمناسبة عيد الاستقلال وتكريم رجالاته، “بيت الاستقلال” في بشامون، حيث قدمت له فرقة التشريفات السلاح، في حضور رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان، الوزيرين السابقين رمزي مشرفية وصالح الغريب، ممثل قائد الجيش العميد سامي طانيوس، المسؤول عن منطقة جبل لبنان في “حزب الله” بلال داغر وعدد من قيادات الحزب الديموقراطي ورؤساء بلديات ومختارين ورؤساء أندية وجمعيات وفاعليات وعائلة صاحب البيت الراحل الشيخ حسين الحلبي.
وألقى عصمت حسان كلمة للمناسبة بإسمه وبإسم السيدة مي الحلبي طربيه حفيدة عائلة الراحل حسين الحلبي وأهالي بشامون، رحب فيها بالحضور وقال: “حضرة الزعيم الأمير طلال ارسلان الذي نحترم ونقدر ونجل، وجودك معنا اليوم في بشامون هنا في بيت الاستقلال المجيد مبعث فرح وسعادة لجميعنا فقبل هذا اليوم ب 78 عاما، كان والدك هنا بصحبة رجال رجال أقسموا على صون الكرامة وتحرير الوطن من استعمار احتل بلدنا، آنذاك في هذا البيت المتواضع وقف الكبار، اجتمعوا وتوحدوا وتعبوا ورفعوا الراية فكانت وقفتهم بداية الاستقلال وشرارته وكل النور الذي ارتفع في العروق والافئدة”.
أضاف: “اليوم تقف أنت حيث وقفوا. تقف، واللبنانيون على مر السنوات وبكل أسف ضيعوا الأمانة وفقدوا روحية الاستقلال فوصلنا إلى الحال التي نحن عليها اليوم”.
وختم: “حضرة الزعيم الأمير طلال، شئت أم أبيت، أنت حامل الراية ووارث البطولة والاستقلال، ونحن هنا جميعنا نثق بكم، برأيكم وصمودكم ونعتز بأنك تقف اليوم بيننا”.
أرسلان
وكانت كلمة لأرسلان قال فيها: “شهادتي مجروحة في هذا البيت وفي بشامون مهما تكلمت، وأبقى مقصراً مهما فعلت لأنه جزء لا يتجزأ وهو بدمنا مجبول اسم بشامون ومنذ الساعة التي وعينا فيها على الحياة حتى اليوم، وبالتالي ليس لنا ولكم أي جميل. الله يرحم كل الذين ذهبوا وأورثونا عقيدة وفعل الإيمان باستقلال هذا البلد، وأن إمكانية تحقيق الاستقلال في ظل الظروف كانت متوفرة منذ ثمانية وسبعون عاما، مع الأسف فقدناها في أيامنا هذه لأسباب عديدة لن أغوص فيها ليبقى هذا اليوم ذكرى مجيدة لفعل مجيد وتاريخ مجيد لاستقلال هذا الوطن, الاستقلال فعل إيمان وليس فعل أقوال. هو فعل بالجوهر وليس بالخطابات الرنانة، وليس كل من تكلم بالاستقلال والسيادة هو فعلا سيد قراره المستقل”.
وتابع: “نرى الكثير من الناس سبقونا بالخطابات والمهرجانات والبيانات يتكلمون عن الاستقلال والسيادة والحرية، وهم مع الأسف عبيد للمال ولسياسات إقليمية ودولية”.
أضاف: “عندما أتى الأمير مجيد إلى هذا البيت، أتى بفعل إيمانه بمقاومة الاحتلال وبروحية المقاومة، وهذا الذي جعله بعد خمس سنوات يغادر لبنان، وبعد خمس سنوات من وجوده في هذا المنزل الكريم جعله يغادر ليحارب في فلسطين في معارك المالكية والناصرة، وعند وصوله الى الناصرة مع الجيش العربي استقبل بقرع أجراس الكنائس، وفي ذلك الوقت لأنه حفظ أن المقاومة أيضا هي فعل إيمان وفعل حقيقي لتوطيد المبادىء الساسيه التي هي تحديد مسار الاستقلال ومصيره”.
وقال: “نحن في أمة للاسف ذهب منها الكثير من الأخلاقيات والمبادئ والكرامة. نحن في أمة تستعبد كل يوم، وكما أقول النفط والغاز بدلا من ان نخرجه لخير أمتنا، أصبح نقمة لأمتنا، وبدلا من أن يستغل لتعزيز قدرات أولادنا وتطوير أعمالنا وبلادنا وتطوير مناهجنا، أصبحنا نهجر أولادنا، وأصبحت بلادنا لا تستطيع ان تحمل أهلها نتيجة الرعونة والارتهان والتواطؤ والفساد الذي عبر عنه الشيخ عصمت بكلمته، وحتى بالشعر وضع اصبعه على الجرح. للاسف نحن اليوم في غابة الذئاب. نحن اليوم في غابة يشحدون الناس لقمة عيشهم وحبة الدواء والتعليم، وخلال سنة ونصف السنة هاجر 350 ألف لبناني من جيل الشباب والشابات، نرسلهم من أجل لقمة عيش كريم ولدعم أهاليهم، ولولا الاغتراب وإرسالهم الأموال لذويهم لكان وضعنا أصعب وأصعب”.
وختم ارسلان: “أعاده الله عليكم بهذا العيد بالصحة والعافية، وأتمنى ان يكون هذا الطريق عبرة لنا جميعًا للانطلاق من جديد. لا نريد ان نبقى على قولنا رحم الله الذين ماتوا وأسسوا، ولا نريد ان نقول الله يرحمهم ذهبوا واخذوا معهم كل ما فعلوه، لكن نريد ان نسير على هذه الخطى، خطى نظافة الكف والايمان في هذا البلد وفي رسالته التوحيدية بين جميع أبنائه”.