مجلة وفاء wafaamagazine
ادّعى وزير أمن العدو الإسرائيلي، بيني غانتس، اليوم، أن «إيران حاولت نقل مواد متفجرة بواسطة طائرات مسيّرة من سوريا إلى الضفة الغربية بهدف تنفيذ عمليات».
وفي خطاب ألقاه غانتس في المؤتمر الأمني – السياسي، الذي يعقده «معهد السياسة والإستراتيجية» في «جامعة رايخمان» في هرتسيليا، ادّعى أن «التهديد الإيراني ليس على إسرائيل وحدها»، وإنما «تسعى إيران إلى الهيمنة على المنطقة وبعد ذلك على العالم، وفرض إيديولوجيا متطرّفة تدوس فيها على حقوق الإنسان؛ حيث تعدم المثليين، وتُقصي النساء، وتوجّه الموارد فقط لمصلحة النظام».
وتابع غانتس: «أسلوب إيران هو السيطرة على دولة فاشلة مثل اليمن الذي يحتل المكان الأخير في مؤشّر الدول الفقيرة، وسوريا التي تحتل المكان الثالث قبل الأخير، والعراق ولبنان، ومثلما تقول الأغنية نأخذ دمشق أولاً، وبعد ذلك برلين». ورأى أنه «فيما لا يُعتبر طموح إيران للهيمنة الإقليمية والعالمية مشكلة إقليمية، فإن تطلّعاتها إلى القضاء على إسرائيل تستوجب منا تطوير ردّ. وبكلمات أخرى، توجد نوايا لدى إيران، لكن ليس بحوزتها الوسيلة ويحظر أن تكون بحوزتها الوسيلة، وينبغي تنفيذ هذا التحييد في المرحلة الحالية. والمسؤولية عن مواجهة التحدي الإيراني هي أولاً مسؤولية العالم، الذي قد يحصل على قوة مهيمنة لا ترتدع، مع إيديلولوجيا متطرّفة تُفرض على شعوب أخرى، وخاصةً الضعيفة».
وخلال خطابه، استعرض غانتس قاعدتيْن عسكريّتيْن، قال إنهما «تقعان في جنوب إيران وانطلقت منهما عمليات باتجاه المجال البحريّ، وتوجد فيهما حالياً طائرات مسيّرة هجومية متطوّرة من طراز شهيد». وأضاف إن «إيران تعمل من خارج المنطقة أيضاً، وتنقل النفط والسلاح إلى فنزويلا. وتشغّل فيلق القدس في أميركا الجنوبية، وتحاول إدخال تأثيرها إلى أفغانستان».
وتابع: «الإرهاب الإيراني يتقدّم بمصادقة الزعيم (مرشد الجمهورية الإسلامية علي) خامنئي، وبتوجيه قيادة النظام. وإحدى الأدوات المركزية هي الطائرات المسيّرة. وهذا سلاح دقيق، بإمكانه الوصول إلى أهداف استراتيجية بمدى آلاف الكيلومترات، وبذلك تشكّل هذه القدرة خطراً منذ اليوم على الدول السنية، قوات دولية في الشرق الأوسط، وكذلك على دول في أوروبا وأفريقيا».
في غضون ذلك، اعتبر غانتس أنه «توجد لدى العالم أدوات كثيرة للعمل مقابل هذا التهديد، وعليه أن يفعّل الخطة (ب) للخيار الدبلوماسي. وسنستمرّ بالتعاون الكامل مع أصدقائنا الأميركيين ودول أخرى. وتوجد لدى العالم أدوات ومصلحة لإيقاف إيران، التي تستهدف الاقتصاد، والسياسة الخارجية، والأمن والقيم الأخلاقية. ولا شكّ في أن حلاً دبلوماسياً مفضّلاً، لكن يجب أن يكون إلى جانبه على الطاولة ممارسة القوة، وهي استمرار الدبلوماسية بطرق أخرى. وأحياناً، بإمكان ممارسة القوة والتلويح بها، منع الحاجة إلى استخدام قوة أشد».
وفي سياق متّصل، قال رئيس وزراء العدوّ، نفتالي بينيت، في خطابه في المؤتمر نفسه، إن «إسرائيل لن تلتزم بالاتفاق النووي في حال التوقيع عليه»، معتبراً أن «إيران عمدت خلال العقد الأخير إلى محاصرة إسرائيل بالميليشيات المسلّحة والصواريخ، بينما كانوا ينعمون بالأمن والأمان في طهران». وأكد أنه «يجب الوصول واستهداف المرسِل لهذه الميليشيات والصواريخ».
وحول برنامجها النووي، ادّعى بينيت أن «إيران تتواجد في الوضع الأكثر تقدّماً في برنامجها النووي، حيث أصبحت آلة التخصيب أكثر تطوّراً وأوسع من أيّ وقت مضى». وأضاف أنه «على مدى ثلاثة عقود، كان العدو الأول لإسرائيل هو جمهورية إيران الإسلامية»، مضيفاً أن «الموارد التي استثمرتها إسرائيل في التعامل مع التهديد الإيراني، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وتكنولوجياً وسرياً وعلنياً، كانت هائلة وذات جدوى إيجابية».
وأضاف أنه «يتعيّن على دولة إسرائيل الحفاظ على حرية التصرّف والقدرة على التصرّف على كل حال، ومهما كانت الظروف السياسية». وتابع أنه «نأمل بأن العالم لا يتردد، لكن حتى إذا تردد، فنحن لسنا بصدد التردد».
وتطرّق بينيت إلى استئناف مفاوضات فيينا الأسبوع المقبل، بين الدول العظمى وإيران، بشأن البرنامج النووي الإيراني، واحتمال عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، قائلاً إنه «أمامنا فترة معقّدة وقد تكون هناك خلافات مع الحلفاء والدول الصديقة، ولن تكون هذه هي المرة الأولى». وأضاف بينيت «على أي حال، حتى لو كانت هناك عودة إلى الاتفاق، فإن إسرائيل ليست طرفاً في الاتفاق وليست ملتزمة به».